ديوانية الحسين .. عبق التاريخ في خميلة الحضارة

الأحد ١٦ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٩:٣٥ مساءً
ديوانية الحسين .. عبق التاريخ في خميلة الحضارة
عادت “الديوانيات الثقافية” إلى الواجهة، وبرزت ضمن الحراك الذي انتظم الحياة الاجتماعية بشكل لافت، لتصبح صالونًا داعمًا للحركة الثقافية، واللحمة الوطنية، ونافذة تتم الإطلالة منها على مستجدات المشهد في مناحي الحياة المختلفة .
العودة تستوعب الكثير من الاهتمامات المجتمعية الاقتصادية والثقافية والأدبيّة، ما يجعل الديوانيات مكانًا ظليلاً ومستوعبًا لنقاشات وأطروحات ومحاورات تعود إيجابًا على حركة المجتمع وحيويته .
 والمتابع للساحة تستوقفه ـ تحديدًا ـ ديوانية آل حسين باعتبارها من أهم الديوانيات الثقافية التاريخية التي تضمخت بعبق الماضي وأريج (منفوحة الاعشى)، تلك التي يعود تاريخها، وفقًا للوثائق الرسمية،  لما قبل 1326هـ ، لتصبح واحدة من أهم مؤسسات المجتمع المدني في وقتنا الحاضر.
والديوانية، يقول المهندس/ إبراهيم الحسين، أحد المشرفين عليها، سبق أن تشرفت بزيارة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود أثناء جولاته التفقدية الدورية لأحوال الرعيّة في الرياض والدرعية ومنفوحة وغيرها في منطقة العارض وجميع مناطق المملكة الغالية، مبينًا أنها عبارة عن مجالس للرجال ذي مساحة كبيرة مخصص لاستقبال الضيوف عامة مثل أهل البلدة واستضافة القادمين من خارج المنطقة، من جميع القبائل والمناطق وإكرامهم ، كذلك يتم فيها مناقشة المستجدات والاهتمامات وتبادل الأحاديث والآراء حولها، مثل : أزمة السكن وتوجهات العقار، وما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في مجال الخدمات الصحية الحاضر والمستقبل، والتوعية بالاستثمار الآمن، قضايا التربية والتعليم .. وغيرها .
وتدار الديوانية (يواصل الحسين) بشكل متوارث بين أبناء الأسرة، وذكر الشيخ عبدالعزيز بن سليمان الحسين المشرف العام على الديوانية أنّ الديوانيّة شهدت على مر الزمن تطورًا كبيرًا في تنظيمها وخدماتها حتى أصبحت مقصدًا للزوار الأجانب والوفود الرسمية، خصوصا أنّ موقعها الجغرافي في منفوحة القديمة «منفوحة» يشيع أجواءً تاريخية تعود للعصر الجاهلي ما قبل 14 قرناً، وتسترجع حضارات تالية ومتنوعة حتى ظهور الإسلام، ومن ثم بناء الدولة السعودية بمراحلها الثلاث .
ولعلّ من علامات الحيوية التي تنتظم الديوانية .. تنوع برامجها ما بين إقامة الندوات والأمسيات، إلى قيامها بمبادرات ومشاريع تعزز مفهوم المسؤولية الإجتماعية ومنها تكريم رواد الوطن علماء وعسكريين ورياضيين ورجال أعمال وتربويين وأطباء  ممن خدموا مواطنيهم ووطنهم ووضعوا بصمات على أرض الواقع . ومن بين من شملهم التكريم على سبيل المثال :معالي الشيخ ناصر أبوحبيب الشثري، والدكتور ناصرالموسى عضو مجلس الشورى المشرف العام على التربية الخاصة ونجوم الكره، والفريق عبدالعزيز الهندي وغيرهم..
كما حظيت الديوانية بمباركة سماحة المفتي عبدالعزيز آل الشيخ تأكيدا على الدور الإيجابي الذي تمارسه لفائدة المجتمع .
عمل كبير ومحطة ثقافية اجتماعية تستحق الاحتفاء والتقدير، في وقت يحتاج فيه الوطن لكل جهد يضيف لبنائه ويسهم في نهضته بمختلف مناحي الحياة .

إقرأ المزيد