انطلقت في جدة اليوم الأحد ورشة عمل برنامج تصنيف المتاحف الخاصة في المملكة، والذي تعقده الإدارة العامة للموارد البشرية ممثلة بإدارة التدريب والتطوير المهني وبالتعاون مع فرع الهيئة بجدة ويستمر لمدة خمسة أيّام في متحف “الطيبات” بمشاركة فيه ٣٠ مسؤولاً للهيئة من مختلف مناطق المملكة وذلك بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لتطوير المتاحف التي تعتبر من أهم مبادرات برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري.
وأكد مدير عام الهيئة بمنطقة مكة المكرمة محمد بن عبدالله العمري خلال كلمه ألقاها في افتتاح البرنامج على أهمية المتاحف باعتبارها ضرورة وطنية يتم من خلالها المحافظة على التراث و حماية الموروث الثقافي للتعريف بمفرداته كثروة وطنية، إضافة إلى أن المتاحف تقوم بدور مهم في تنمية المنظومة السياحية والثقافية كما يتم حماية الإرث الثقافي وإبرازه لدى المجتمع المحلي والعالمي.
وتابع بقوله : من هذا المنطلق تبّنت الهيئة في مرحلة التحول الوطني مشاريع ومبادرات لدعم المتاحف وبما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 سيما أن الإستثمار في المتاحف الخاصة يكون ممكنًا وفاعلا ًعندما تتم المحافظة على استدامتها، و العمل على تحسين مستوى عروضها المتحفية، وتنوع أنشطتها الثقافية والاستثمارية بما يتوافق مع رسالتها وأهدافها في كل مناطق المملكة.
وأبرز العمري جهود منسوبي فرع الهيئة بجدة في مجال الدعم والتعريف بالمتاحف من خلال تسويقها على المسارات السياحية للمنطقة، إضافة إلى وضع اللوحات التعريفية على الطرق العامة المؤدية إليها، إلى جانب المتابعة المستمرة لتحقيق عنصري السلامة والأمن للمتاحف ومرتاديها، مما جعلها مهيأة للزوار بصورة ملائمة.
من جهته، صرّح الدكتور تركي بن نادر، مدير عام الموارد البشرية بهيئة السياحة والتراث الوطني بأن هذه الورشة تقدم لمسؤولي الهيئة باعتبار اختصاص الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتطوير المتاحف الخاصة بصفتها موردا ثقافيا يلزم العمل على استدامته وحمايته والمحافظة عليه لزيادة توعية المجتمع بأهمية التراث ونشر الثقافة المتحفية بين أفراده.
إلى ذلك، أوضح مقدم البرنامج التدريبي مستشار التراث والمتاحف، رئيس المتاحف الخاصة المهندس سعيد القحطاني أن البرنامج التدريبي لمسؤولي الهيئة عن (المعايير الفنية والتنظيمية لتصنيف المتاحف الخاصة) يتم تنفيذ تحت مظلة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، كما سيتخلله تطبيق عملي لكافة المشاركين من مسؤولي الهيئة ومشاركتهم في تطبيق آليات تنفيذ تصنيف المتاحف واستكمال متطلباتها من المستندات والصور، يضاف إلى ذلك عرض وصف إيضاحي دقيق لدرجات معايير التصنيف، إضافة إلى التعريف بالأنشطة والفعاليات التي من الممكن أن تشارك بها المتاحف والاطلاع على وسائل وطرق العرض المتحفي الحديث.
وبين القحطاني ان عدد المتاحف الخاصة في المملكة بلغ 210 متحفا خاصا تتنوع معروضاتها من مجموعات تراثية تساهم في التعريف بموروث المملكة الحضاري وتاريخها المميز الذي يعتبر من أهم محاور صناعة السياحة، موجهاً الشكر لفرع الهيئة بجدة لحسن التنظيم والترتيب للتعاقد البرنامج، اضافة الى شكره لمسؤولي متحف الطيبات العالمية للعلوم والمعارف الذي وقع الاختيار عليه لتنفيذ البرنامج التدريبي وذلك لملائمة القياس والتفسير لمعايير التصنيف الفنية والتنظيمية، إضافة إلى تنوع محتويات ومعروضات المتحف.
الجدير بالذكر ان معايير تصنيف المتاحف الخاصة تشمل مجموعة من العناصر الواجب توافرها في المتحف من حيث المبنى، والمعروضات التراثية التي يضمها المتحف، والجوانب الفنية والنظم الإدارية والمالية، والخدمات التي يجب تقديمها، وتراعي معايير التصنيف مجموعة من الخصائص المميزة للمتاحف ورسالتها المتوافقة مع ثقافة المجتمع في إطار الهوية الوطنية للمملكة العربية السعودية.