الرئيس الأمريكي مؤمن بقوة تأثير الاقتصاد على السياسة والدفاع

الحرب ضد الصين وليس العالم.. الجميعة يحلل رسوم ترامب

الأربعاء ٩ أبريل ٢٠٢٥ الساعة ٤:٤١ مساءً
الحرب ضد الصين وليس العالم.. الجميعة يحلل رسوم ترامب
المواطن - فريق التحرير

أكد الكاتب أحمد الجميعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد فرض الرسوم الجمركية يرى أن العالم في كفة والصين في كفة أخرى، ولو فاوض أو علّق أو حتى تراجع عن تلك الرسوم لجميع دول العالم، إلاّ أن الصين يجب أن تبقى في نظره المتضرر الأول منها، ولهذا الرسالة وصلت للصينيين، وهم أفضل من يقرأ ما بين سطورها، وفهمها بطريقتهم.

وأضاف الجميعة في مقاله المنشور في صحيفة عكاظ بعنوان “رسوم ترمب.. حرب على الصين وليس العالم” أن الرئيس ترامب مؤمن بقوة تأثير الاقتصاد على السياسة والدفاع، ويستشهد بالصين التي لا تملك قواعد عسكرية في العالم، ولم ترسل جندياً واحداً للقتال خارج حدودها، ومع ذلك استطاع الاقتصاد الصيني أن يبقى المنافس الوحيد لأمريكا بعظمتها وقوتها، واضطر أن يقولها صراحة “كنا أغبياء وعاجزين”.

رسوم ترامب

وتابع أن ما نراه اليوم من تراجعات حادة في الأسواق المالية العالمية وأسعار النفط؛ هي بداية حرب تجارية ليست بين أمريكا والعالم، ولكنها حقيقة بين أمريكا والصين، وستبقى حرباً مفتوحة بين البلدين على مدى عقود وليس سنوات، ولن يكون هناك أحد رابح فيها.

وأوضح الكاتب أنه مع انتهاء الحرب الباردة 1991 وانهيار الاتحاد السوفيتي، وصعود القطب الأمريكي الأوحد عالمياً خلال العقود الماضية، وتحمّل فاتورة التكاليف للحصول على المزيد من امتيازات الهيمنة والنفوذ؛ كانت الإدارات الأمريكية السابقة طوال هذه المدة تتحول من الصراع الأيديولوجي مع الروس (شيوعي/‏ ديمقراطي) إلى مرحلة تعزيز القوة العسكرية، من خلال نشر الجنود الأمريكان في قواعد عسكرية على امتداد جغرافيا هذا العالم، وأساطيل بحرية في المحيطات والبحار، وبقي عصب الاقتصاد الأمريكي مرتهناً لتلك القوة العسكرية والسياسية بشكل كبير، رغم ما يتمتع به هذا الاقتصاد من مزايا السوق الحر، ومكانة الدولار، وحجم الاستثمارات، وتنوع الصناعات، والتطور التقني، إلى جانب السياسات الرشيقة والمرنة في تحفيز النمو وتعزيز الاستقرار، وهو ما نتج عنه تفوقاً مطلقاً على اقتصاديات العالم.

واستكمل الجمعية ان الرئيس ترامب لا يزال يرى أن الاقتصاد عاملاً تابعاً لقوة أمريكا في العالم، وليس مستقلاً مقارنة بالقوة العسكرية والسياسية، وهو ما جعله يصمم برنامجه الانتخابي على أساس اقتصادي؛ لأنه مؤمن بقوة تأثير الاقتصاد على السياسة والدفاع، ويستشهد بالصين التي لا تملك قواعد عسكرية في العالم، ولم ترسل جندياً واحداً للقتال خارج حدودها، ومع ذلك استطاع الاقتصاد الصيني أن يبقى المنافس الوحيد لأمريكا بعظمتها وقوتها، واضطر الرئيس ترامب أن يقولها صراحة “كنا أغبياء وعاجزين، وعاملتنا الصين ودول أخرى بطريقة سيئة لا يمكن تحملها”، مما جعله يفرض رسوماً جمركية على واردات الولايات المتحدة من 185 دولة، تتراوح من 10%؜ إلى 49%؛ بهدف معلن وهو خفض الميزان التجاري الأمريكي مع تلك الدول، ولكن الدافع أكبر من ذلك بكثير.

العالم في كفة والصين في كفة

ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي بعد هذا الإعلان يرى أن العالم في كفة والصين في كفة أخرى، ولو فاوض أو علّق أو حتى تراجع عن تلك الرسوم لجميع دول العالم، إلاّ أن الصين يجب أن تبقى في نظره المتضرر الأول منها، ولهذا الرسالة وصلت للصينيين، وهم أفضل من يقرأ ما بين سطورها، وفهمها بطريقتهم، وعبّر عن ذلك صراحة قبل يومين المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان، قائلاً: “أمريكا تسعى للهيمنة من خلال حربها التجارية، وتتذرع بمبدأ المعاملة بالمثل، وتمارس الابتزاز الاقتصادي من أجل خدمة مصالحها الأنانية”؛ لذلك جاء الرد الصيني فورياً بالإعلان عن رسوم جمركية ؜ إضافية على الواردات الأمريكية تصل إلى 34%.

وختم بقوله: ما نراه اليوم من تراجعات حادة في الأسواق المالية العالمية وأسعار النفط؛ هي بداية حرب تجارية ليست بين أمريكا والعالم، ولكنها حقيقة بين أمريكا والصين على المدى البعيد؛ فالسلع الصينية في الأسواق -وفق تقديرات خبراء ومختصين- ستواجه ارتفاعاً في التكلفة، كما ستشهد الصين تراجعاً في الطلب على النفط ومشتقاته، وهو المؤشر الأبرز على تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني، وهو المحصلة النهائية من هدف ترمب من هذه الحرب التي لا يريد تسميتها بذلك، ولكنها ستبقى حرباً مفتوحة بين البلدين على مدى عقود وليس سنوات، ولن يكون هناك أحد رابح فيها.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني