تأكيدًا على عمق لبنان العربي كأساس لعلاقاته مع محيطه الإقليمي

زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية تؤكد دور وثقل الرياض وانطلاقة جديدة للعلاقات

الإثنين ٣ مارس ٢٠٢٥ الساعة ١١:٣٥ مساءً
زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية تؤكد دور وثقل الرياض وانطلاقة جديدة للعلاقات
المواطن - فريق التحرير

تأتي زيارة الرئيس اللبناني، جوزيف عون، إلى المملكة واختيارها لتكون وجهته الخارجية الأولى منذ توليه قيادة لبنان، لتؤكد تقدير القيادة اللبنانية لمكانة المملكة وثقلها ودورها المحوري على المستويين الإقليمي والدولي، والحرص على التشاور مع القيادة الرشيدة حول مستجدات الأحداث والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وتكمن أهمية زيارة الرئيس اللبناني للمملكة، ولقائه بولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان في تزامنها مع ما تشهده المنطقة بشكل عام، ولبنان بشكل خاص من تطورات سياسية وأمنية، مما يستوجب التشاور وتنسيق الجهود بين البلدين الشقيقين بما يعزز أمن واستقرار المنطقة، ويحقق آمال وتطلعات الشعب اللبناني الشقيق في الاستقرار والرخاء والازدهار.

انطلاقة جديدة للعلاقات السعودية اللبنانية

وتعتبر زيارة الرئيس اللبناني للمملكة انطلاقة جديدة للعلاقات السعودية اللبنانية، في إطار رغبته في تمكين الدولة من بسط سيادتها وممارسة صلاحياتها الكاملة في لبنان، وهو ما يتطابق مع رؤية المملكة للمنطقة والتي تقوم على دعم استقرار دولها كمتطلب لانطلاق التعاون الاقتصادي والاستثماري والعمل المشترك.

وتبدي القيادة اللبنانية تقديرها الدائم لمواقف المملكة تجاه لبنان، ومن هذا المنطلق جاء اختيار الرئيس اللبناني للمملكة لتكون أول وجهة له في زياراته الخارجية، إيمانًا بدورها التاريخي في مساندة لبنان، وتأكيدًا على عمق لبنان العربي كأساس لعلاقاته مع محيطه الإقليمي.

وأكدت المملكة وقوفها إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق، وأبدت تفاؤلها بقدرة رئيس الجمهورية اللبنانية على الشروع في الإصلاحات اللازمة لتعزيز أمن واستقرار ووحدة لبنان، كما شددت على ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، والقرارات الدولية ذات الصلة، وأبدت تفاؤلها بتكاتف القيادة اللبنانية للعمل بجدية لتعزيز أمن لبنان وسيادته، والحفاظ على مؤسساته ومكتسباته.

وتنظر المملكة بتفاؤل إلى مستقبل لبنان في ظل النهج الإصلاحي الذي يتبناه رئيس الجمهورية اللبنانية، في ضوء أن تطبيق الإصلاحات اللازمة سيُعزز ثقة شركاء لبنان، ويفسح المجال لاستعادة مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي.

جهود تاريخية للمملكة

وهناك جهود تاريخية للمملكة في دعم أمن واستقرار لبنان حيث أسهمت بشكل فاعل في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت (15) عامًا، من خلال رعايتها واستضافتها لاجتماعات مجلس النواب اللبناني في العام 1989م في مدينة الطائف، التي شهدت توقيع “اتفاق الطائف” التاريخي، الذي يعد أحد مكتسبات السياسة الخارجية للمملكة.

وامتدادًا لدعمها الإنساني للشعب اللبناني، سيرت المملكة جسرًا جويًّا يمثل المرحلة الأولى من المساعدات السعودية للبنان في 13 أكتوبر 2024م، تضمن إرسال 27 طائرة تحمل مساعدات إغاثية تشتمل على مواد غذائية وإيوائية وطبية، إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

كما دشنت المملكة في 4 ديسمبر 2024م، المرحلة الثانية من المساعدات السعودية للبنان، مستهدفةً تنفيذ عدد من المشاريع الغذائية والإيوائية والصحية، للإسهام في تخفيف معاناة المتضررين والنازحين من أبناء الشعب اللبناني.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني