تبادل تعليمي قادم في مجموعة متنوعة من التخصصات والمجالات غير المتوقعة

السفير الأمريكي في السعودية لـ “المواطن”: هذه أبرز الفرص بملتقى الجامعات الأمريكية في الرياض.. و”فولبرايت” مع كاوست لأول مرة

الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٩:٣٤ مساءً
السفير الأمريكي في السعودية لـ “المواطن”: هذه أبرز الفرص بملتقى الجامعات الأمريكية في الرياض.. و”فولبرايت” مع كاوست لأول مرة
المواطن - هاشم القرني - الرياض

– هناك مشروع جديد قادم بالسعودية يمنح الشهادة من جامعة أريزونا

– منتدى شراكات التعليم العالي السعودي- الأمريكي فرصة لأكثر من 40 مؤسسة تعليمية في أمريكا لزيارة المملكة
– قرابة 700 ألف سعودي تلقوا تعليمهم في الولايات المتحدة في مختلف المجالات

– التبادل التعليمي بين السعودية والولايات المتحدة أصبح قويًّا جدًّا

– نأمل أن نشهد تواجدًا أكبر للجامعات الأمريكية في السعودية

أقول للسعوديين في أمريكا: أنتم تخلقون فرصًا هائلة لتعزيز التفاهم بين البلدين

– المورد الطبيعي الأهم للمملكة هو شعبها ومواطنوها وخاصة شبابها وطلابها

أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى السعودية مايكل راتني أن الفترة المقبلة ستشهد تبادلًا تعليميًّا بين بلاده والمملكة في مجموعة واسعة ومتنوعة من التخصصات والمجالات غير المتوقعة، معلنًا التوسع في برنامج فولبرايت الأمريكي، الذي يُعتبر أداة رئيسية للتبادل التعليمي بين البلدين.

وقال راتني في حواره إلى صحيفة “المواطن“: إنه سيكون هناك برنامج فولبرايت مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للمرة الأولى، حيث سيأتي طلاب أمريكيون، بمن فيهم مرشحون لدرجتي الماجستير والدكتوراه، للتدريب والأبحاث في المملكة، موجهًا رسالة إلى المبتعثين والمواطنين السعوديين بأمريكا بأن لديهم مسؤولية كبيرة أن يمثلوا بلدهم بأفضل صورة وخلق فرص هائلة لتعزيز التفاهم بين البلدين، وهو أمر بالغ الأهمية لتعزيز الشراكة المستقبلية بين البلدين.

كما تحدث خلال الحوار عن منتدى شراكات التعليم العالي السعودي- الأمريكي، الذي يعد فرصة قيمة لممثلي الجامعات وكبار المسؤولين من أكثر من 40 مؤسسة تعليمية في الولايات المتحدة لزيارة المملكة، متوقعًا تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة بين الجامعات الأمريكية والسعودية، تجمع بين العلماء من الجانبين وأن يكون هناك تواجد أكبر للجامعات الأمريكية في المملكة.

وإلى نص الحوار:

– كيف ترى مستقبل التعليم العالي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة؟

السفير الأمريكي مايكل راتني: أعتقد أن التعليم كان، ولعقود طويلة، ركيزة أساسية في العلاقات السعودية- الأمريكية، وقاعدة متينة أسهمت في تعزيز الروابط بين البلدين. فقد درس ألوف مؤلفة من السعوديين في الولايات المتحدة على مر السنين. وهناك ما يقارب ٧٠٠,٠٠٠ سعودي قد تلقوا تعليمهم في الولايات المتحدة في مختلف المجالات.

ومع استمرار تطور التعليم في السعودية وتنوع الاقتصاد، نرى أن هناك فرصة سانحة للنمو في هذا المجال. كما نؤمن بوجود فرص كبيرة للتبادل التعليمي بين البلدين، ليس فقط للسعوديين الذين يدرسون في الولايات المتحدة، وهو ما نرحب به، ولكن أيضًا مع زيادة عدد الأمريكيين الذين سيأتون إلى المملكة العربية السعودية، سواء كطلاب أو كأعضاء هيئة تدريس أو باحثين. هؤلاء سيتعاونون بشكل مباشر مع السعوديين، ويدرسون في الجامعات السعودية، ويشاركون في مشاريع بحثية وتعليمية.

لذلك، أعتقد أن التبادل التعليمي بين السعودية والولايات المتحدة أصبح قويًّا جدًّا.

– ما هي أبرز الفرص التي ستتوفر خلال ملتقى الجامعات الأمريكية في الرياض في نوفمبر؟

السفير مايكل راتني: سيقام هذا الأسبوع منتدى شراكات التعليم العالي السعودي- الأمريكي، وهو حدث رائع وفرصة قيمة لممثلي الجامعات وكبار المسؤولين من أكثر من 40 مؤسسة تعليمية في الولايات المتحدة لزيارة المملكة. لدينا تمثيل من مجموعة كبيرة ومتنوعة من الكليات والجامعات الأمريكية، بما في ذلك جامعات رابطة آيفي (جامعات النخبة)، الجامعات الحكومية، والكليات التي تعمل تاريخيًّا مع مجتمعات معينة، مثل الأمريكيين من أصول أفريقية، بالإضافة إلى كليات المجتمع. مجموعة كبيرة من المؤسسات التعليمية ستتجه إلى المملكة.

في هذا المنتدى، سيعملون مع قيادات التعليم السعودي، ومسؤولين من وزارة التعليم، وقادة من عشرات الجامعات السعودية، إلى جانب ممثلين من وزارات سعودية مختلفة، من بينها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات. وبالتالي، تُعد هذه فرصة كبيرة لتعزيز العلاقات التعليمية بين السعودية والولايات المتحدة.

مرة أخرى، ليس فقط الطلاب السعوديون يذهبون إلى الولايات المتحدة للدراسة، بل يذهب الأمريكيون أيضًا إلى المملكة للمشاركة في الأبحاث، والبرامج الصيفية، وبرامج الدراسة في الخارج، وربما حتى لإقامة شراكات رسمية بين المؤسسات التعليمية السعودية والأمريكية.

– ما هي أبرز الاتفاقيات التعليمية الموقعة بين السعودية وأمريكا لدعم التعليم العالي أو سيتم توقيعها خلال الملتقى وكيف ستسهم هذه الاتفاقيات في تعزيز التعاون الأكاديمي بين البلدين؟

السفير مايكل راتني: طبعًا، إن مذكرة التفاهم التي سنوقع عليها هذا الأسبوع هي ثمرة شهور من المناقشات بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية حول كيفية تعزيز الشراكة التعليمية بين البلدين. كما ذكرت سابقًا، عبر السنين، درس مئات الألوف من السعوديين في الولايات المتحدة. ونرى أن مستقبل الشراكة التعليمية السعودية- الأمريكية يكمن في التبادل التعليمي بين الدولتين. وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه مذكرة التفاهم هذه.

السؤال هو: كيف نجلب السعوديين للدراسة في الولايات المتحدة، وليس فقط للدراسة، بل أيضًا كأعضاء هيئة تدريس وباحثين؟ وكيف نجلب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثين والمسؤولين من الجامعات الأمريكية إلى المملكة لتعزيز تلك الشراكة؟ هذا هو محور الاتفاقية التي تتعلق بالتعليم والبحث العلمي.

أحد الأجزاء المحددة في هذه الاتفاقية هو التوسع في برنامج فولبرايت الأمريكي، الذي يُعتبر أداة رئيسية للتبادل التعليمي بين البلدين. سيكون هناك برنامج فولبرايت مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للمرة الأولى، حيث سيأتي طلاب أمريكيون، بمن فيهم مرشحون لدرجتي الماجستير والدكتوراه، للتدريب والأبحاث هنا في المملكة.

وفقًا لمذكرة التفاهم، سنبدأ بخمسة طلاب، ونتوقع أن تزداد الأعداد في السنوات القادمة. وقد تلقينا ردود فعل إيجابية تجاه هذه المبادرة.

– ما هي أبرز الجامعات الأمريكية التي تخطط لافتتاح فروع لها في السعودية؟

السفير مايكل راتني: نعتقد أن أحد الجوانب الجميلة في هذا المنتدى الذي ننظمه هذا الأسبوع هو الجمع بين مسؤولي الجامعات الأمريكية ومسؤولي الجامعات السعودية، حيث يمكن استكشاف طبيعة هذه الشراكة من جوانب عديدة. نحن نجمع هؤلاء المسؤولين معًا للحديث عن مجالات التعاون، ونؤمن بأن النقاشات التي ستجري على مدار هذا الأسبوع ستُثمر عن أشكال مختلفة من التعاون، بعضها ربما لم يكن متوقعًا.

أرى بالتأكيد أن الطلاب سيستمرون في التوجه إلى كلا البلدين ضمن برامج التبادل التعليمي. وأتصور أيضًا تنفيذ مشاريع بحثية مشتركة بين الجامعات الأمريكية والسعودية، تجمع بين العلماء من الجانبين. كما نأمل أن نشهد تواجدًا أكبر للجامعات الأمريكية في المملكة.

من بين المشاريع التي تتم مناقشتها حاليًّا، هناك مشروع مشترك بين جامعة ولاية أريزونا وشركة تدعى سنتانا للتعليم، يهدف إلى إنشاء جامعة تمنح درجات علمية مشتركة، حيث يحصل الطلاب على شهادات من جامعة سعودية ومن جامعة ولاية أريزونا. من المتوقع أن يبدأ هذا المشروع العام المقبل، وسيساهم في تعزيز الشراكة التعليمية بين السعودية والولايات المتحدة، إضافة إلى دعم جهود المملكة في تطوير رأس المال البشري.

إن جوهر المنتدى ومذكرة التفاهم يكمن في دعم جهود المملكة العربية السعودية لتعزيز رأس مالها البشري وتحقيق طموحاتها، بما يتماشى مع رؤية 2030.

تقدم المملكة العربية السعودية منحًا دراسية جديدة في مجالات من الفنون إلى العلوم إلى الأمن السيبراني. كيف سيساعد هذا المنتدى الجامعات الأمريكية على جذب المزيد من الطلاب السعوديين في هذه المجالات؟

السفير مايكل راتني: صحيح أن برنامج المنح الدراسية السعودية كان المحرك الأقوى للتعاون التعليمي السعودي- الأمريكي على مر السنين، حيث جلب آلاف الطلاب السعوديين إلى الولايات المتحدة للدراسة في مختلف المجالات. وأعتقد أن المملكة العربية السعودية لا تزال ملتزمة بهذا التوجه.

ومع ذلك، ومع تنوع الاقتصاد السعودي وبدء تحول البلاد نحو رؤية جديدة، أعتقد أننا سنشهد تبادلًا تعليميًّا بين البلدين في مجموعة واسعة ومتنوعة من التخصصات. يشمل ذلك مجالات لم تكن متوقعة في السابق، مثل تصميم الأزياء، الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، الذكاء الاصطناعي، وتعليم الطفولة المبكرة. هذه التخصصات ستساهم بشكل مباشر في دعم النمو الاقتصادي السعودي والتحول الاجتماعي، كما ستعمل على تعزيز الروابط بين الأمريكيين والسعوديين بطرق ستثمر عن نتائج إيجابية في المستقبل.

هل لديك رسالة خاصة للطلاب السعوديين الذين يدرسون في الولايات المتحدة حول أهمية التعليم وتجربتهم الثقافية؟

السفير مايكل راتني: ما أود قوله للسعوديين الذين يدرسون في الولايات المتحدة هو أن الكثير من الناس يفكرون في المملكة العربية السعودية كدولة غنية بالموارد الطبيعية، ولاسيما النفط. لكن في الواقع، المورد الطبيعي الأهم للمملكة هو شعبها ومواطنوها، وخاصة شبابها وطلابها. هؤلاء الطلاب الذين سيدرسون في الولايات المتحدة سيصبحون الأساس لمستقبل المملكة.

الأمر الآخر الذي أود قوله لهم هو أن كل واحد منهم يُعتبر سفيرًا لبلده. أعتقد أن العديد من الأمريكيين يظنون أنهم يعرفون السعودية، أو ربما سمعوا عنها، ولكن في كثير من الحالات، قد يكون الطلاب السعوديون الذين يذهبون للدراسة في الولايات المتحدة هم أول مواطنين سعوديين يلتقي بهم الأمريكيون في حياتهم.

لذلك، فإنها مسؤولية كبيرة أن تمثلوا بلدكم بأفضل صورة. أنتم تخلقون فرصًا هائلة لتعزيز التفاهم بين البلدين، وهو أمر أراه بالغ الأهمية لتعزيز شراكتنا المستقبلية.