تدشين عصر جديد من التكنولوجيا الفضائية

لحظة عودة الملياردير إيزاكمان للأرض عقب انتهاء رحلته التاريخية للفضاء

الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠٢٤ الساعة ٤:٠٤ مساءً
لحظة عودة الملياردير إيزاكمان للأرض عقب انتهاء رحلته التاريخية للفضاء
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

عادت مركبة الفضاء بولاريس داون، التي تديرها شركة سبيس إكس، والتي كانت تحمل الملياردير جاريد إيزاكمان، عقب قيامه بأول رحلة خاصة إلى الفضاء.

رحلة تاريخية للفضاء

هبطت كبسولة مهمة “بولاريس دون” Polaris Dawn التابعة لشركة “سبايس إكس”، اليوم الأحد، على سطح الأرض لتحطّ قبالة سواحل فلوريدا في جنوب شرق الولايات المتحدة، بعد أن أجرى طاقمها أول عملية سير في الفضاء لمهمة خاصة هذا الأسبوع.

ويتألف البرنامج من ثلاث مهام في المجموع، تشمل رحلة ثانية مماثلة لتلك التي انتهت للتو، ثم رحلة ثالثة ستكون أول مهمة مأهولة لصاروخ “سبايس إكس” الضخم “ستارشيب”، وهو قيد التطوير حاليًا ومخصص للرحلات إلى القمر والمريخ.

أول رحلة خاصة للفضاء

وانطلق ملياردير وطيار وموظفتان في شركة سبايس إكس، الثلاثاء، من فلوريدا، في مهمة من شأنها أن تمثل مرحلة جديدة في الاستكشاف التجاري للفضاء، إذ كانت أول رحلة خاصة يتاح لأفرادها التجول في الفضاء.

وكتبت الشركة التابعة للملياردير إيلون ماسك عبر منصة إكس “انطلاق بولاريس دون!”، مرفقة الرسالة بصورة التُقطت للصاروخ أثناء انطلاقه من مركز كينيدي للفضاء. وكان الإقلاع أرجئ مرات عدة خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب سوء الأحوال الجوية.

مدة الرحلة

وقائد هذه المهمة، التي استمرت 5 أيام، والتي تحمل اسم “بولاريس دون” Polaris Dawn، هو الملياردير الأمريكي جاريد إيزاكمان، الذي يتعاون منذ سنوات مع “سبايس إكس” ويمول جزئيًا الرحلة التي لم يُكشف عن تكلفتها.

وترمي الرحلة خصوصًا إلى اختبار بزات “سبايس إكس” الأولى المخصصة للتجول في الفضاء، وهي بيضاء وذات مظهر استشرافي.

وقال جاريد إيزاكمان في مؤتمر صحافي الشهر الماضي “أتصور أنه في يوم من الأيام، سنرى الكثير من الأشخاص وحتى العائلات يقفزون على سطح القمر ببزات سبايس إكس الخاصة بهم”، مضيفاً “شرف كبير أن تتاح لي الفرصة لاختبارها على هذه الرحلة”.

أول امرأتين سافرتا إلى أبعد مسافة من الأرض

وانطلق أعضاء المهمة الثلاثاء من فلوريدا، وفي اليوم الأول، بلغت مركبتهم الفضائية ارتفاعا يصل إلى 1400 كيلومتر، وهي أبعد نقطة يصل إليها أي طاقم منذ بعثات أبولو إلى القمر قبل أكثر من نصف قرن. وأصبحت سارة غيليس وآنا مينون المرأتين اللتين سافرتا إلى أبعد مسافة من الأرض.

وكان ذلك، الحدث الأبرز أثناء المهمة، مع أول عملية تجوّل في الفضاء لرواد غير تابعين لوكالات حكومية، وهي عملية محفوفة بالمخاطر بقيت حكرًا على رواد الفضاء المحترفين.

مناظر رائعة

وخرج كل من جاريد إيزاكمان وسارة غيليس لنحو عشر دقائق من المركبة، التي كانت على علو 700 كيلومتر، أي أعلى بكثير من محطة الفضاء الدولية.

وقال الملياردير البالغ 41 عامًا، أمام مناظر رائعة للكوكب الأزرق تم بثها على الهواء مباشرة “في ديارنا، لدينا الكثير من العمل، لكن من هنا، تبدو الأرض كأنها عالم مثالي حقًا”.

وقام المغامران بحركات لاختبار بزتهما الفضائية البيضاء والرمادية، وهي أول بزة من “سبايس إكس” مخصصة للسير في الفضاء.

وكان تطوير واختبار هذه البزات، التي تأمل الشركة أن تنتجها يومًا ما بـ”الملايين” بهدف إرسال البشر إلى المريخ، أحد الأهداف الرئيسية للمهمة.

ثلاثون تجربة علمية

ومن جانبه، هنأ رئيس وكالة ناسا بيل نيلسون شركة “سبايس إكس” الخميس، قائلًا إن هذا الحدث يمثل “خطوة عملاقة إلى الأمام بالنسبة لصناعة الفضاء التجارية”.

كما نفّذ الطاقم الذي تدرّب لأكثر من عامين لهذه المهمة، اختبار الاتصال بالليزر بين المركبة الفضائية وأقمار ستارلينك التابعة لشركة سبايس إكس، والتي توفر الإنترنت من الفضاء. وأجرى أخيرًا حوالي ثلاثين تجربة علمية، كان أبرزها درس تأثير السفر إلى الفضاء على جسم الإنسان. وتدشن مهمة “بولاريس دون” برنامج “بولاريس” الذي أعلنته “سبايس إكس” قبل عامين ونصف عام.

جعل البشرية تعيش على كواكب مختلفة

ويتألف البرنامج من ثلاث مهام في المجموع، تشمل رحلة ثانية مماثلة لتلك التي انتهت للتو، ثم رحلة ثالثة ستكون أول مهمة مأهولة لصاروخ “سبايس إكس” الضخم “ستارشيب”، وهو قيد التطوير حاليًا ومخصص للرحلات إلى القمر والمريخ.

وتعتبر هذه الرحلة ثاني مرة يسافر فيها جاريد إيزاكمان ضمن مهمة مدارية لشركة “سبايس إكس”، بعد مهمة أولى أقل طموحًا استأجرها في العام 2021.

ويشدد رجل الأعمال على الحاجة إلى الاستثمارات الخاصة لتسريع التطورات التكنولوجية اللازمة لتحقيق الهدف الذي يتقاسمه مع “سبايس إكس”: جعل البشرية تعيش على كواكب مختلفة.

إقرأ المزيد