وكالة الأنباء السعودية توقّع مذكرة تفاهم مع “نوفا” الإيطالية لأول مرة من 13 عامًا.. جنبلاط في قصر الشعب بدمشق منصة مساند: 4 خطوات لنقل خدمات العمالة المنزلية حساب المواطن: 3 خطوات لتغيير رقم الجوال العالمي يزيد الراجحي يسيطر على جولات بطولة السعودية تويوتا ويتوج باللقب للمرة الرابعة زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب إفريقيا ديوان المظالم يعلن فتح باب التقديم للتدريب التعاوني فلكية جدة: قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم الصحة: إحالة 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية 3200 طالب وطالبة بتعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة بيبراس موهبة 2024م
تنظر الصين إلى المملكة العربية السعودية كدولة مؤثرة في الشرق الأوسط وكقوة صاعدة، ذات أهمية استراتيجية في العالم المتعدد الأقطاب الناشئ، لذلك تسعى إلى توسيع علاقتها بالشرق الأوسط عبر بوابة الرياض.
وبالنسبة للصين، تُعَد المملكة العربية السعودية دولة إسلامية مؤثرة، ويشكل تأييد المملكة أهمية بالغة بالنسبة لبكين للحصول على الدعم الدولي من الدول الإسلامية الأخرى، بحسب تقرير موقع link.springer.
وقال التقرير تحت عنوان “جهود الصين لتعميق علاقاتها مع دول الشرق الأوسط”، جاءت الرحلة التي قام بها الرئيس شي جين بينج إلى المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2022 بعد وقت قصير من فوزه بولاية ثالثة كزعيم أعلى للصين في المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني في أواخر أكتوبر 2022. كما تمثل واحدة من أولى رحلات الزعيم الصيني الخارجية للدبلوماسية رفيعة المستوى بعد انقطاع دام ما يقرب من ثلاث سنوات بسبب جائحة كوفيد-19 العالمية.
وكانت هذه الزيارة الثانية للرئيس شي إلى المملكة العربية السعودية منذ عام 2016. وتشكل زيارة الرئيس شي إلى الرياض جزءًا من استراتيجية الصين لتعميق علاقاتها مع العالم النامي، وسط إعادة تنظيم الولايات المتحدة مع حلفائها وغيرهم من الشركاء ذوي التفكير المماثل في ظل إدارة بايدن.
وكجزء من استراتيجية المملكة العربية السعودية العالمية، وتوسيع علاقاتها مع دول أخرى بالإضافة إلى الولايات المتحدة، يسعى القادة السعوديون إلى إقامة علاقة استراتيجية واضحة مع الصين، التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وبلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والمملكة العربية السعودية 87.31 مليار دولار أمريكي في عام 2021. وأصبحت الصين بالفعل أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية، وأكبر مستهلك للنفط والمنتجات البتروكيماوية السعودية.
وتتوقع كل من بكين والرياض مواصلة التنمية الاقتصادية المحلية المستمرة من خلال تنويع اقتصاداتهما وعولمتها. وخلال زيارة الرئيس شي التي استمرت ثلاثة أيام إلى الرياض، وقعت الدولتان “اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية”، و”البيان المشترك بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية”. بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع سلسلة من الاتفاقيات التجارية الثنائية بقيمة تصل إلى 30 مليار دولار أمريكي، على الرغم من أن هذه الاتفاقيات غير ملزمة.
ولا شك أن هذه الاتفاقيات ستعزز العلاقات الاقتصادية بين بكين والرياض وتقرب المملكة من دائرة مبادرة الحزام والطريق الصينية. ومن بين هذه الاتفاقيات، اتفاقية بين شركة سومو السعودية وشركة إينوفيت موتورز الصينية لبناء مصنع للسيارات الكهربائية في المملكة بسعة تصل إلى 100 ألف سيارة سنويًا. وفي البيان المشترك بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية، الذي وقعه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس شي في ديسمبر 2022، أكدت الدولتان أنهما ستواصلان دعم المصالح الوطنية الأساسية لبعضهما البعض بقوة، ودعم بعضهما البعض في حماية السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية، بما في ذلك تايوان. ومن أجل تنسيق تنميتهما، اتفقت الصين والمملكة العربية السعودية على أن يعقد زعيماهما اجتماعات نصف سنوية.
وعلى خلفية النمو الاقتصادي الصيني والطفرة في صناعاتها التحويلية الموجهة للتصدير على مدى العقدين الماضيين، زادت مطالب الصين على النفط والغاز والسلع الأخرى بسرعة، ووفقًا لبيانات الجمارك الصينية، ارتفعت واردات الصين الإجمالية من النفط الخام إلى 542.39 مليون طن في عام 2020 من 335.5 مليون طن في عام 2015، على الرغم من انخفاضها قليلاً في عام 2021 بسبب جائحة كوفيد-19 والإغلاقات المحلية وإغلاق المصانع في مناطق معينة في الصين.
وتستورد الصين سنويًا كمية كبيرة جدًا من النفط لتلبية الطلب الاقتصادي المحلي، من مجموعة متنوعة من البلدان. وفي عام 2021، بلغ إجمالي إنفاق الصين على واردات النفط الخام 257.3 مليار دولار أمريكي، مقارنة بالرقم المقابل البالغ 134.5 مليار دولار أمريكي في عام 2015. ولدعم التصنيع المحلي والنمو الاقتصادي، يتعين على الصين أن تنفق بكثافة على واردات الطاقة بسبب عدم كفاية إمداداتها المحلية. في الواقع، كانت الطاقة ثاني أكبر وارداتها من حيث القيمة بعد أشباه الموصلات (الرقائق).
وفي عام 2021، كانت خمس دول عربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والعراق وعمان والإمارات العربية المتحدة والكويت، من بين أكبر 10 مصادر للنفط الذي يتم تصديره للصين. وزودت الدول العربية مجتمعة الصين بـ 212.57 مليون طن من النفط في عام 2021، وهو ما يمثل نصف إجمالي واردات الصين من النفط الخام (المقدر بنحو 512.98 مليون طن). تلعب الدول العربية دورًا محوريًا في توفير الطاقة لتشغيل التنمية الصناعية والاقتصادية المحلية في الصين. تعتمد الصين على الدول العربية الغنية بالطاقة في أمنها الطاقي.