أكدت أهمية الحصول على قسط من الراحة

دراسة توضح مخاطر العمل المكتبي على الصحة الذهنية

الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ الساعة ١:٤١ صباحاً
دراسة توضح مخاطر العمل المكتبي على الصحة الذهنية
المواطن - فريق التحرير

أوضحت دراسة حديثة وجود صلة قوية بين سلوك قلة الحركة والعافية الذهنية، مع انخفاض درجات الحالة الذهنية، كلما طالت فترة عدم النشاط لدى الأفراد.

وأفاد الأشخاص، الذي شاركوا في دراسة عن الحالة الذهنية العالمية لعام 2024، التي أجرتها شركة أسيكس بمشاركة 26.000 شخصًا، أن الذين يقضون مدة تتراوح بين 10 و12 ساعة يوميًّا جالسين أن درجة حالتهم الذهنية كانت أقل بكثير (62/100) مقارنة بالأشخاص، الذين يقضون مدة تتراوح بين 4 و6 ساعات فقط يوميًّا جالسين (66/100).

العمل المكتبي والحالة الذهنية

وتوصلت أبحاث أخرى حول العمل المكتبي إلى أن درجات الحالة الذهنية للأشخاص تبدأ في الانخفاض، في حين ترتفع مستويات الإجهاد لديهم، بعد ساعتين فقط من العمل المكتبي المستمر.

وحصل مَن يعملون لمدة تصل إلى ساعتين متواصلتين على مكاتبهم على درجة حالة ذهنية تبلغ 62/100، في حين حصل مَن يعملون على مكاتبهم لمدة 6 ساعات متواصلة أو أكثر على درجة حالة ذهنية أقل بلغت 59/100.

وبعد أربع ساعات من العمل المكتبي المتواصل، ارتفعت درجات الإجهاد بصورة ملحوظة بنسبة 18% (من 49/100 إلى 58/100).

وأفاد الأشخاص، الذين يقضون يوم عمل كاملًا باستمرار على مكاتبهم (8 ساعات أو أكثر) بزيادة في مستويات الإجهاد بنسبة 25% مقارنةً بمن يأخذون استراحة بعد أربع ساعات من العمل على مكاتبهم.

العلاقة بين الحركة والإنتاجية

ومع ذلك، فقد خلصت تجربة الاستراحة المكتبية الجديدة من أسيكس إلى أن 15 دقيقة فقط من الحركة يمكن أن تبدأ في عكس هذه التأثيرات، وأن تساعد في تحسين الصحة الذهنية ومستويات الإجهاد والإنتاجية.

ولكن عندما أضاف أصحاب الأعمال المكتبية قليلي الحركة 15 دقيقة فقط من الحركة إلى يوم عملهم، ارتفع متوسط درجات الحالة الذهنية للمشاركين بنسبة 22.5%.

وارتفع متوسط مستويات الثقة بنسبة 13.3%، وتراجعت مستويات القلق بنسبة 12%، وانخفضت مستويات الإجهاد المتصورة بنسبة 14.7%. كما انخفضت مستويات الإجهاد الموضوعية، والتي جرى قياسها من خلال تغير معدل ضربات القلب، بنسبة 13.3%.

وارتفعت الإنتاجية بنسبة 33.2% وتحسّن التركيز بنسبة 28.6%، مما يوضح تأثير 15 دقيقة فقط من التمارين الرياضية خلال يوم العمل على الأداء.

أهمية الحصول على  الراحة

في الواقع، فقد أدى أخذ استراحة مكتبية يومية لمدة أسبوع واحد فقط إلى حدوث انخفاض مستمر في الإجهاد؛ حيث أفاد المشاركون أنهم شعروا بأنهم أكثر استرخاءً بنسبة 33.3%، وأكثر هدوءًا ومرونة بنسبة 28.6%.

وبالإضافة إلى تحديد التأثيرات الذهنية الذاتية للنشاط البدني على أصحاب الأعمال المكتبية بدقة، درست التجربة أيضًا بيانات موضوعية حول تأثير الحركة على الدماغ باستخدام مسح تخطيط كهربية الدماغ للمشاركين.

قبل ممارسة التمارين الرياضية، وبعد ثلاث ساعات من العمل المكتبي، أظهر الدماغ نقصًا كبيرًا في موجات ثيتا وألفا، مما يشير إلى مستويات عالية من الإجهاد والقلق والإرهاق الذهني.

ولكن بعد أخذ استراحة لمدة 15 دقيقة للتحرك، قلّ هذا النقص؛ مما يدل على أن التمارين الرياضية تساعد الدماغ على الاسترخاء، وتقلل من القلق، وتعيد تنشيط العمليات الذهنية.

وأعرب المشاركون عن التأثير الإيجابي، الذي تحدثه فترات الراحة للتحرك على ولائهم لمكان عملهم.

وأعرب 79.2% من المشاركين عن أنهم سيكونون أكثر ولاءً لعملهم إذا قُدمت لهم فترات راحة منتظمة للتحرك.

وعندما أُدخلت فترات للراحة من أجل التحرك، زادت سعادة المشاركين في مكان العمل بنسبة 24.7%.

وأُجري بحث عالمي في سبتمبر 2024 لاستكشاف تأثير العمل المكتبي اليومي والمستمر على الحالة الذهنية أكثر. كما استُطلعت آراء أكثر من 7,000 من أصحاب الأعمال المكتبية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا واليابان وهولندا وألمانيا والبرازيل. واتبعت الدراسة نفس مبادئ مؤشر الحالة الذهنية العالمية، مع التركيز على أصحاب الأعمال المكتبية.

أُجريت تجربة الاستراحة المكتبية من أسيكس بقيادة البروفيسور بريندون ستابز من كينجز كوليدج لندن وجامعة فيينا، حيث وجهت دعوة لأصحاب الأعمال المكتبية في 16 دولة للمشاركة في تجربة مدتها أسبوعين.

وكان المشاركون من أصحاب الأعمال المكتبية من البالغين، الذين يقضون أكثر من 6 ساعات يوميًّا في العمل على مكاتبهم.

وجُمعت كل من المقاييس الذاتية، التي أبلغ عنها المشاركون (مثل الحالة الذهنية والإجهاد المتصور والإنتاجية والتركيز المتصورين) والمقاييس الموضوعية المسجلة باستخدام تطبيق “فت بت” (بما في ذلك درجة الإجهاد وعدد الخطوات وتقلب معدل ضربات القلب) وتخطيط كهربية الدماغ (نشاط الدماغ).

ودرجة الحالة الذهنية هي عبارة عن درجة من 100، تُحتسب على أساس متوسط الدرجات التراكمية لعشر سمات معرفية وعاطفية، هي: التفاؤل والرضا والاسترخاء والتركيز ورباطة الجأش والمرونة والثقة بالنفس والانتباه والهدوء والنشاط.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

إقرأ المزيد