صدرت تقارير أمريكية سنة 2024م، أظهرت أن حالات الإصابة بسرطان الرئة بلغت 235 ألف حالة، بينما كانت حالات الوفاة 125 ألف حالة، مؤكدة أنه يعيش ما يقرب من 80% من المدخنين البالغ عددهم 1.1 مليار شخص في العالم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مبينة أن دخان التبغ يحتوي على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها 250 على الأقل معروفة بأنها ضارة، وما لا يقل عن 69 معروفة بأنها تسبب السرطان، كما يعد تعاطي التبغ أكبر عامل خطر يمكن تجنبه لوفيات السرطان، ويقتل أكثر من 8 ملايين شخص كل عام، بسبب السرطان وغيره من الأمراض.
وفي الإطار ذاته أوضح د. سعد معيلي الرشيدي رئيس مجلس إدارة جمعية الشرق الأوسط للعلاج الإشعاعي والأورام، على أن الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بسرطان الرئة، من تتراوح أعمارهم بين 50 إلى 80 سنة، وكذلك المدخنين الحاليين، والمقلعين عن التدخين خلال 15 إلى 20 سنة، ناصحاً بضرورة الكشف المبكر، الذي يساهم في نجاح علاج الأورام السرطانية، مما يعطي نسبة شفاء عالية، في الوقت الذي أكد فيه على أنه يتم بذل جهود لتحسين من يجب أن يتم فحصهم بناء على عوامل خطر أكثر دقة تتجاوز مجرد العمر وتاريخ التدخين.
وبين أن التدخين يعد المسؤول الأول عن الإصابة بنسبة 85% من أنواع السرطانات، دون تفرقة بين تدخين السجائر أو الغليون أو السيجار وكذلك وسائل التدخين الإلكترونية، إضافة إلى غاز الرادون، الذي يتراكم في المباني، وكذلك الاسبستوس والزرنيخ والكروم والنيكل، وغيرها من المواد المسرطنة، مبيناً أن هناك نوعين من السرطان يصيبان الرئة، أولهما سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، الذي يصيب 85% من جميع حالات الإصابة، ثانيهما سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة، الذي ينتشر بسرعة أكبر، ويرجح أن ينتشر في جميع أعضاء الجسم.
وأضاف أن التشخيص يبدأ بالأشعة السينية، والأشعة المقطعية، ثم الأشعة المقطعية لتصوير الرئتين، وتحديد أماكن الأورام، كما يتم اللجوء إلى الخزعة، أي الحصول على جزء من أنسجة الرئة ليتم فحصها للتأكد من السرطان، إضافة لذلك يتم فحص المخاط الناتج عن السعال بحثاً عن الخلايا السرطانية، بما يطلق عليه بعلم خلايا البلغم، مستعرضاً الخيارات العلاجية لسرطان الرئة، حيث يكون العلاج الكيميائي من أهم الخيارات العلاجية، لقتل الخلايا السرطانية، خاصة لسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة أو غير الصغيرة، إضافة لذلك العلاج الإشعاعي، حيث يتم توجيه أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، وكذلك العلاج الموجّه، باستخدام أدوية تستهدف تشوهات معينة ذات الخلايا السرطانية، كما يمكن أن يتم اللجوء إلى العلاج المناعي، الذي يساعد الجهاز المناعي داخل الجسم على مقاومة السرطان، ويبدو أن آخر الخيارات تكمن في العلاج الجراحي لإزالة الأورام، أو جزء من الرئة.
وأشار إلى أن الفحص الموصى به لسرطان الرئة، وهو التصوير المقطعي المحوسب بجرعات منخفضة، حيث يتم استخدام جرعات إشعاعية أقل من الأشعة المقطعية القياسية، مما يجعله أكثر أماناً، خاصة عند الاستخدام المتكرر للأشعة، داعياً المواطنين للفحص السنوي لمن تنطبق عليهم المعايير، مع ضرورة المتابعة إذا تم العثور على شيء مريب، حيث سيكون من الضروري إجراء مزيد من الاختبارات، مثل الخزعة أو التصوير المقطعي المحوسب الأكثر تفصيلاً.
وتحدث د. الرشيدي عن بعض المخاطر التي قد يتعرض لها المفرطون في الفحص أو التشخيص، التي تتمثل في اكتشاف السرطانات بطيئة النمو التي لا تسبب ضرراً على حياة الإنسان، ومن ثم إثارة الذعر والخوف، وكذلك التعرض للإشعاع أثناء إجراء الأشعة المقطعية، على الرغم من قلة نسبة الإشعاع، إلا أنها مازالت تحمل جزءاً من الإشعاعات المؤيّنة التي يتعرض لها الشخص، كما ينتج عن الفحص المتكرر اكتشاف تشوهات يتبين أنها ليست أوراماً سرطانية، إلا أن ذلك لن يتم إلا بعد إجراء عدد جديد من الفحوصات، للكشف عن المضاعفات المحتملة، منوهاً بضرورة مناقشة المرضى لإيجابيات وسلبيات الفحص المبكر، حيث يمكن اكتشاف أورام صغيرة، ليس بالضرورة أن تكون أوراماً سرطانية، مما يستدعي إجراءات طبية أخرى.
في الوقت الذي أكد فيه د. الرشيدي على فوائد الاكتشاف المبكر، حيث يمكن اكتشاف سرطان الرئة في مراحله الأولى، التي تكون فيها الخيارات العلاجية أكثر فعالية، مما يقلل نسبة الوفيات، مبيناً أن الدراسات أكدت انخفاض معدل الوفيات بنسبة تصل إلى 20%، بين أولئك الذين تم فحصهم، مقارنة بالأشعة السينية للصدر.