الظاهري يروي قصته مع رحلة الماجستير في الفقه التجاري

لخّص الإعلامي بدر بن سعود بن مضيان الظاهري رحلته مع دراسة ماجستير فقه النظام التجاري، مثمنًا دور الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز آل سعود في وقوفه مع طلاب الدفعة حتى التخرج.

وكتب “الظاهري”: عندما أيقظتني رنة هاتفي صباحًا، كأنها تقول: إليك ثمرة علمك التي حان قطافها، وبينما تحدثني “سبل” الناقل الذي يحمل وثيقة الماجستير، تذكرتُ كل “السُّبل” التي سلكتُها للوصول لهذه اللحظة على مدى سنتين، والرحلات التي تغادر بي جوًّا وبرًّا من الرياض إلى حائل، وما يصاحبها من تفاصيلٍ كانت تنبئ عن لذة منتظرة يومًا ما، هي تلك التي أيقظتني متسائلة عن موعد التسليم كما هو حال زملائي الذين رافقوني هذا المسلك والطريق نفسه، استحضرت معنى السُبل والسبيل، وما ينساب في صدري من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهّل الله له به طريقا إلى الجنة”، أسأل الله أن يكون ذلك.

قد يهمّك أيضاً

منصة “فنار” الظاهري تحصد المركز الأول بملتقى مكة الثقافي

الكاتب الظاهري يتنازل عن شكوى ضد فتاة شتمته

وتابع، في محطات تلك السبل أتوقف قليلًا وأتحرك نحو هدف أظنه هو الأسمى على مدى سنوات العمر، وما صاحبه من قصص أظنها هي النجاحات، ومن صداقات أجزم أنها أجمل الصداقات، وشخصيات هي الهامات وأعلى القامات، ويدور في فلك رحلة طلب العلم الكثير من المجرات والنجوم التي تنير سماءها، وتمهد أرض الفكر لنيل درجة مسلكها، وخوض غماره، وجني ثماره. فينبري الشكر لحائل وجامعتها وكوادرها المتميزة، دكاترة وأساتذة، أكاديميين وإداريين، يفوح بهم عود الكرم والوفاء، وتتنفس بهم روح العلم والعطاء، فمن بين من أنجبت سُبُل العلم، قائدًا ومربيًّا محنكًا، أنار على مدى السنتين سُبلنا، علمًا وفقهًا ونظامًا.

فقه النظام التجاري

وقال “الظاهري”: لن ننسى نحن طلاب الدفعة الثانية من برنامج فقه النظام التجاري، الأمير الدكتور: عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز آل سعود، وما لهذه القامة من أثر واضح على منظومة العلم والتعليم، بدءًا من “مناط اتخاذ القرار في السياسة الشرعية”، ذلك المناط الذي يتكئ على “فقه المصلحة” آخر الأدلة الشرعية، وكيف أخذ الجميع بجزئيه الأول والثاني، مبحرًا على مراكب الفهم، وعمق التجربة، وفي سماء آخر قادنا معه إلى فضاءه، محلقًا بنا بين سحب عطاءه، حتى أدركنا “فقه العمل بالأنظمة”، “والنظرية الفقهية في سن الأنظمة”، تعلمنا منه أن الحكمة هي “وضع الشيء في مكانه”، وأدركنا أن المكان مكانه، نترقب جميعنا محاضراته والوقت الذي يجمعنا به، لما لثوانيه من معنى ومغنى، ولما لها من مبنى، لغته: العلم، والكرم، والعطاء، والخلق الرفيع، حميدًا بكل صفه، ولا غرابة، فهو من بيت المجد الذي لم ينكّس له بيرق على مر التاريخ.

وأضاف الإعلامي بدر الظاهري في حديثه عن الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام: فمن أراد النهم، فعليه أن يتسلل بين أروقة مؤلفاته، والموفق من يحظى بتتبع كتاباته، وسنبقى له شاكرين ما مر زمن، وما دارت ساعة، وعلى صعيد استراحة: نجتمع نحن الطلاب للحديث عنه بغيابه، فيكون الحاضر بيننا، فتتشكل في حديثنا أجمل صورة أهدانا أداوت رسمها، لتكتمل بنا، وعن كل مزيةً نجدها به، يبلغ أثرها في حديثنا وتمتد إلى أرواحنا، وتتجسد بها. ودّعنا في نهاية المرحلة ليخلق لنا بداية جديدة معه، لم يكن وداعه وداع مفارق، بل كان وصلًا على هيئة وداع يشير إلى لقاء دائم، فمن يعرفه لا يتخيل فراقه، لذلك سيبقى حبل الوصل ممدودًا على كافة السُّبل المؤدية إليه، فالطريق معه لا نهاية له، فشكرًا لكل السُّبل التي أيقظتنا.

يشار أن برنامج فقه النظام التجاري برنامج نوعي تم اقتراحه وهيكلته وتحديد مقرراته وتوصيفها من قبل المجلس الاستشاري لكلية الشريعة والقانون بجامعة حائل، وهذا المجلس برئاسة الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، وفي عضويته الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وعددٍ من القامات العلمية، ويستهدف الطلبة المتأصلين في الشريعة، ولديهم إلمام بالأنظمة “القانون” ومبادئه.

ومن أبرز نقاط القوة في البرنامج: وجود مقررات نوعية تطرح لأول مرة في الجامعات المحلية والعربية والعالمية، مثل: مقرر “فقه المصلحة”، ومقرر “النظرية الفقهية في سن الأنظمة”، ومقرر “فقه العمل بالأنظمة”.