أكد أهمية انتهاج الأساليب العلمية والوسطية

السديس: ندوة فتوى الحرمين بالمسجد النبوي تهدف للقضاء على الفتاوى الشاذة

الإثنين ٢٩ يوليو ٢٠٢٤ الساعة ٢:٢٣ مساءً
السديس: ندوة فتوى الحرمين بالمسجد النبوي تهدف للقضاء على الفتاوى الشاذة
المواطن - فريق التحرير

أكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن عقد ندوة “الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما” في الثالث والعشرين من صفر بموافقة ملكية ورعاية أمير المدينة المنورة، يعد دعمًا للتحول في أساليب الفتوى، وتيسيرها، ورقمنتها؛ بما يُلائم احتياجات قاصدي الحرمين الشريفين الدينية، وعونًا على أداء مناسكهم وشعائرهم التعبدية وفق المقتضى الشرعي بيسر وسهولة.

القضاء على الفتاوى الشاذة

وأضاف السديس أن ندوة فتوى الحرمين بالمسجد النبوي تهدف للقضاء على الفتاوى الشاذة ورقمنة الفتوى بمنهجية وسطية معتدلة وفق الشريعة الإسلامية السمحة، لافتًا إلى أن رؤية الندوة هي تحقيق الريادة في اعتماد الأساليب العلمية في الفتوى وتقويم واقعها واستشراف مستقبلها، وتوضيح أهميتها ومكانتها السامية في المملكة.

وأوضح أن القيادة الرشيدة حريصة على خدمة قاصدي الحرمين الشريفين وإثراء تجربتهم الدينية ومعارفهم الشرعية، وتأتي الندوة امتدادًا للجهود والخدمات التي تسخرها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين؛ في سبيل إيصال رسالة الإسلام الحق، ورسالة الحرمين الدينية وهداياتهما للمسلمين والإنسانية على أكمل وجه، وترسيخ المنهج الوسط المعتدل المتفق مع الشريعة الإسلامية في شتى الجوانب والمجالات.

وأكد السديس حرص هذه البلاد المباركة على العناية بفقه الفتوى؛ لأهميتها في مواكبة النوازل والمستجدات الفقهية، بما يتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ولأثرها الفعال على الفرد والمجتمع والأمة في التمسك بالدين القويم وثوابته مع مواكبةٍ مرنة للمستجدات والنوازل المعاصرة.

عناية بالفتوى

وأشار إلى أن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على إقامة هذه الندوة؛ يجسد تمسك الدولة بالشريعة الإسلامية الغرَّاء وعنايتها بالفتوى عمومًا، واهتمامها بالفتوى في الحرمين الشريفين خصوصًا؛ لما لها من أثر مباشر على القاصدين والمعتمرين والحجاج والزائرين، وإثراء رحلتهم الإيمانية وإنجاحها.

وبيَّن السديس أنه لا يقل عن أهمية الفتوى تأهيل المفتين وإحاطتهم بأدلة الأحكام الشرعية، واضطلاعهم بالاستنباط، والقدرة على ربط الفروع بالأصول، وابتناء النوازل على القواعد والكليات، مع احتساب الأجر في إبلاغ هذا الدين، والنصيحة للمسلمين.

وشدد رئيس الشؤون الدينية على مكانة الحرمين الشريفين وأهميتهما في بيان المنهج الصحيح للفتوى، وتعزيز دورها ومنزلتها في نفوس المسلمين، ونشر المنهج الإسلامي بأصوله وفروعه وأحكامه وتشريعاته؛ المرتكز على الوسطية والاعتدال إلى العالمين.

الفتوى من أجل الاختصاص

وكانت رئاسة الشؤون الدينية قد نظمت سابقًا النسخة الأولى من الندوة بالمسجد الحرام تحت عنوان “الفتوى في الحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على قاصديهما”.

ويأتي البعد الديني في انعقاد الندوة بنسختها الثانية، وإثراء موضوع الفتوى من أهل الاختصاص؛ بما يعود على قاصدي الحرمين الشريفين وأداء شعائرهم التعبدية بالنفع في رحاب المسجد النبوي؛ أنه المكان الذي شهد نزول التشريعات والوقائع والأحكام بين جنباته على النبي الكريم محمد ﷺ، وفي نواحيها درج يعلم أصحابه أحكام الدين وآدابه وسماحته ويسره ووسطيته واعتداله.

من الجدير بالذكر: أن للفتوى دورًا مهمًا في أداء الشعائر والمناسك والعبادات على المقتضى الشرعي، إضافة إلى إثراء المسلمين بما يحتاجون إليه من المعارف الإسلامية المعينة على تمسكهم بأصالة الدين وتعاملهم مع حوادث العصر بمرونة على هدي من الكتاب والسنة المطهرة.