إحباط تهريب 19 كيلو قات في جازان وزير العدل: نمر بنقلة تشريعية وقانونية تاريخية بقيادة ولي العهد القبض على 8 وافدين لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص إحباط تهريب 21 كيلوجرامًا من الحشيش المخدر بعسير ولادة المها العربي الـ 15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية ضبط عدد من الشاحنات الأجنبية المخالفة وتطبيق الغرامات الضمان الاجتماعي يحدد مهلة تحديث البيانات لصرف المعاش 5 صفقات خاصة في سوق الأسهم بـ 72 مليون ريال علاج جديد محتمل للصلع الوراثي لقطات توثق هطول أمطار الخير على جازان وعسير
جهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن من كل حدب وصوب لا ينكرها سوى جاحد أو حاقد، حيث سخرت السعودية جميع الجهود وعلى كافة الأصعدة لخدمة ضيوف الرحمن وأداء مناسكهم بسهولة ويسر.
السعودية لم تدخر أي جهد، لحفظ أمن الحجاج وسلامتهم وأدائهم مناسكهم بكل يسر وسهولة، وتوفير الرعاية الصحية المناسبة، والتي من أهم ثمارها خلو حج هذا العام 1445هـ من أي حوادث أمنية أو صحية تهدد سلامة الحجاج.
جهود السعودية في دعم ورعاية ضيوف الرحمن على الأصعدة الصحية والأمنية والاجتماعية وفّرت الركيزة الأساسية لضمان بيئة حج آمنة ومطمئنة وصحية.
كذلك تضمن جهود المملكة، الخدمات المساندة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير وسائل النقل المخصصة لضمان راحتهم وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر، وتخصيص سيارات الإسعاف لنقل المرضى من الحجاج بين المشاعر، وتوفير خدمات طبية متقدمة من خلال عيادات متنقلة ومراكز صحية مجهزة بأحدث الأجهزة.
وفي هذا السياق، أوضح د. علي الخشيبان في مقاله له بصحيفة “الرياض”، بعنوان “موسم الحج”، أن السعودية ملتزمة برعاية كل من يحمل تصريحا للحج ولذلك تسخر كل أجهزتها الأمنية والصحية والتنظيمية من أجل هؤلاء وفق إجراءات واضحة، فالسعودية تصدر في كل عام التصاريح المتفق عليها مع جميع الدول الإسلامية وتعلن مسؤوليتها الكاملة لرعاية هؤلاء الحجيج عبر توفير كل وسائل الحماية الأمنية لهم والسكن والنقل والرعاية الصحية.
وأضاف الخشيبان “في موسم الحج السعودية لم تقصر مع أحد بل مارست فلسفة الصبر الشديد حيث تدير المملكة العربية السعودية الحج لأكثر من قرن من الزمان وهذا ما أهلها بأن أصبحت الدولة الوحيدة في العالم القادرة على إدارة حشود تتجاوز المليوني إنسان لفترة قصيرة، فدائما يبدأ توافد الحجاج إلى السعودية بعد شهر رمضان ويستمر التدفق البشري إلى أن يصل إلى ذروته في يوم الثامن من شهر ذي الحجة، حيث تجتمع أعداد هائلة من البشر في مساحة جغرافيا محدودة، فمشاعر الحج تؤدي في مساحات جغرافية ضيقة إلى حد كبير وهذه الحدود صنعت منذ أكثر من ألف وأربع مئة وخمس وربعين عاما فهي جزء من تعاليم الدين الإسلامي”.
وتابع الخشيبان أن كل الذين يؤدون مناسك الحج حريصون على البقاء والتواجد في المساحات الجغرافية التي ذكرت سواء في مشعر منى أو عرفات أو مزدلفة وهي مواقع أساسية لا يكتمل ركن الحج إلا بالتواجد فيها وفق تعاليم الحج وهي مساحات ضيقة تفصلها مسافات يجب على من يؤدي الحج السير بينها من خلال وسائل النقل التي توفرها السعودية من وسائل كقطار المشاعر، هذه المسافة بين المشاعر ليست قصيرة بل هي بالكيلو مترات وتتطلب أن يسيرها كل حاج”.
هذه هي الصورة التي يبدو عليها الحج، حيث أكثر من مليوني حاج في مساحة ضيقة لأيام معدودة في أجواء متفاوتة، فأحياناً يكون الحج في فصل الصيف الحار وأحياناً يكون في أجواء معتدلة بحسب الأشهر القمرية وغالبا يحتاج التنقل بين فصلي الشتاء والصيف عقدين من الزمان، وكلما كانت الأجواء معتدلة كان الحج أكثر يسراً وسهولة على المسلمين، ولكن عندما يكون الحج في فصل الصيف الحار فإنه يتعرض الكثير من الحجاج النظاميين الذي يؤدون حجهم بتصاريح إلى كثير من الصعوبات، أما الحجاج الذين يفتقدون إلى تلك التصاريح فهم في نظر الدين والقانون مخالفون للأنظمة التي تفرضها السعودية وتوافق عليها جميع الدول الإسلامية.
وختم الخشيبان بقوله “إن السعودية خلقت كل الفرص من أجل حج سلس وميسر للجميع في ظل مساحات جغرافية محدودة وأعداد هائلة وأجواء حارة واستطاعت السعودية بكل اقتدار على إنجاح موسم حج هذا العام ولكن الأزمة التي تأتي من مخالفة الأنظمة وجهل من بعض الحجاج في تقدير المخاطر التي يمكن أن يتسببوا بها لأنفسهم بجعل رحلتهم مغامرة خطيرة قد يدفعون فيها حياتهم ثمنا لها، فالأجواء الصيفية في المشاعر خلال موسم هذا العام شديدة الحرارة وعدم وجود تصريح للحج يربط الحاج بحملته المسؤولة عنه وعن تنقلاته يجعل من هذا الحاج عرضة لهلاك نفسه”.
بدوره تطرق الكاتب والإعلامي حمود أبو طالب في مقال له بصحيفة عكاظ، بعنوان “للمعلومية.. هكذا تحقق الحج الصحي”، للخدمات الصحية للحجاج.
وقال : “يظن بعض الموتورين تجاه المملكة أن هناك مبالغات في بعض المعلومات والإحصاءات التي تقدمها عند نهاية موسم الحج، أو أن هناك سلبيات تتعمد إخفاءها، متجاهلين أن العالم كله يشاهد البث الحي على مدار الساعة من كل مشاعر الحج، وأن هناك بعثات من كل الدول الإسلامية ومئات الإعلاميين والمراسلين الذين يتجولون بحرية ويقفون على كل التفاصيل، وبالتالي فليس هناك ما يمكن إخفاؤه، وعندما تقدم الجهات المشاركة في الحج تقاريرها النهائية فإنها تنطق بالحقيقة المجردة المبنية على الأرقام والمعلومات الدقيقة”.
وأضاف أبو طالب: “عندما تعلن وزارة الصحة رسمياً نجاح خطط المنظومة الصحية لموسم الحج 1445هـ، وخلوّه من أي تفشّيات أو تهديدات على الصحة العامة، فهذه الحقيقة تعود إلى توفر منظومة صحية شاملة وعالية الكفاءة، لها خبرة طويلة في صحة الحشود، ويتم تطويرها كل عام كماً ونوعاً. نجاح صحة الحجيج هذا العام سببه”.
وفي هذا السياق، أكد وزير الصحة الأستاذ فهد الجلاجل، نجاح جهود الإدارة الصحية لموسم حج عام 1445هـ، بتكاتف جهود المنظومة الصحية وقوات أمن الحج، حيث لم تُسجَّل أوبئة أو أمراض متفشية، لافتاً إلى أن منظومة الصحة قدّمت أكثر من 465 ألف خدمة علاجية تخصصية، كان نصيب غير المصرح لهم بالحج منها 141 ألف خدمة؛ ويأتي هذا تأكيدًا لتوجيهات القيادة الرشيدة – حفظها الله – بوضع صحة الإنسان أولاً فوق كل اعتبار.
وأفاد وزير الصحة، في مداخلة تلفزيونية مع قناة الإخبارية، بأن الحالة الصحية للحجاج كانت مطمئنة، خاصة في ظل ما سجلته المشاعر المقدسة من درجات حرارة مرتفعة، مشيرًا في هذا السياق إلى الأثر الإيجابي لتعامل الجهات الصحية، وكذلك المساندةَ الفعالة من قوات أمن الحج مع حالات الإجهاد الحراري للحد من تداعياتها.
وأشار إلى أن المنظومة الصحية تعاملت مع أعداد كبيرة من المتأثرين بالإجهاد الحراري هذا العام، بعضهم لا يزال يتلقى الرعاية حتى الآن، بينما بلغ عدد الوفيات 1,301 متوفى، رحمهم الله جميعًا، 83% منهم من غير المصرح لهم بالحج، الذين ساروا مسافات طويلة تحت أشعة الشمس، بلا مأوى ولا راحة، وبينهم عدد من كبار السن ومصابي الأمراض المزمنة، داعيا الله عز وجل للمتوفين بالرحمة المغفرة، ولأهاليهم أصدق التعازي والمواساة.
وشدّد الجلاجل، على أن الجهات المختصة بذلت جهودًا كبيرة في التوعية بمخاطر التعرض للإجهاد الحراري والتأكيد على ضرورة التقيد وتنفيذ إجراءات الوقاية.
وتابع الجلاجل، أنه تم حصر جميع البلاغات، والتواصل مع ذوي المتوفين، والتعرف عليهم، حيث تطلب ذلك وقتا نظرًا لعدم حمل كثير من المتوفين لأي بيانات أو بطاقات تعريفية، وقد تمت الإجراءات اللازمة للتعرف على هوياتهم، ودفنهم وإكرامهم في مكة المكرمة، وصدرت شهادات الوفاة الخاصة بهم.
وأوضح وزير الصحة أن الخدمات الصحية المجانية التي تقدمها المملكة للحجيج؛ بدأت حتى قبل وصولهم إلى المملكة، مع البرامج التوعوية عند المنافذ الحدودية الجوية والبحرية والبرية، كما قُدمت حوالي 1.3 مليون خدمة وقائية شملت الكشف المبكر واللقاحات، وتقديم الرعاية الطبية منذ الوصول.
وشملت الخدمات الصحية المقدمة للحجاج عمليات القلب المفتوح، والقسطرة القلبية، وغسيل الكلى، والخدمات الإسعافية التي تجاوزت 30 ألف خدمة، منها 95 عملية نقل إسعافي جوي لتقديم خدمات صحية متقدمة في المدن الطبية بالمملكة، وقد قدمت المنظومة الصحية أكثر من 6500 سرير مجهزة في المشاعر المقدسة، وغرف إجهاد حراري، كما وفّرت تقنيات تتيح إنقاذ المصابين بسرعة وكفاءة عالية.