تضم القائمة كثيرين لكل منهم قصته الخاصة

في يوم العلم .. أبرز حاملي راية العز والشموخ

الإثنين ١١ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٥:٤٧ صباحاً
في يوم العلم .. أبرز حاملي راية العز والشموخ
المواطن - منى الحربي

منذ عقود وعلم المملكة انعكاسًا لثراء خيراتها وتجسيدًا لقوتها ومعبرًا عن الوحدة الوطنية والعمق التاريخي لها، تتجلى به كافة معاني الشموخ والعزة والمكانة والكرامة، كما هو علم متفرد غير مستورد أو مستوحى من أي علم آخر، ومجسد لهوية المملكة المتجذرة وممثل للقيم والمبادئ التي قامت عليها.

ثراء المملكة وقوتها رموزًا للعلم السعودي

يحمل العلم السعودي دلالات ومعاني تعكس قيمة الخالدة فهو لم يكن يومًا مجرد لغة صامتة أو قطعة قماش، بل هو معبر عن ثراء هذه البلاد ومؤكد على قوتها واستقلاليتها، فاللون الأخضر الذي يغطي الشعار يمثل وفرة الخيرات الربانية في هذه الأرض الخصبة المعطاءة والتي امتد عطاؤها إلى أقصى أنحاء العالم، كما يحمل دلالات الرخاء والنماء التي تتمتع بها المملكة.

أما اللون الأبيض فهو يرمز للسلام والنقاء والتفاؤل فالأبيض لون رمزي للنقاء والسلام في العديد من الثقافات والتقاليد، وفي حالة العلم السعودي يتم استخدام اللون الأبيض للتعبير عن القيم النبيلة والسماوية والسلمية والتي عرفت بها المملكة، وتم استخدام اللون الأبيض في كتابة الشهادة  “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، بالإضافة إلى شعار السيف الأبيض الموجود أسفل الكتابة تعبيرًا عن وحدانية الله وأن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، أما السيف فهو رمز للقوة والعدل والفروسية والدفاع عن مضمون الشهادتين، وعن أمة التوحيد ووطن المسلمين.

 

عمق تاريخي للعلم السعودي

مر العلم السعودي خلال الحقب التاريخية على العديد من المراحل تأصلت جذورها منذ عهد الدولة السعودية الأولى التي تأسست على يد الإمام محمد بن سعود وعندما تسلم مقاليد الحكم في الدرعية رفعت أول راية في التاريخ السعودي.

كانت راية الدولة السعودية الأولى خضراء مشغولة من الخز والإبريسم، مكتوب عليها شهادة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، وقد عقدت على سارية بسيطة. وكان الإمام عبدالعزيز بن محمد وابنه الإمام سعود بن عبدالعزيز يبعثان الرسل إلى رؤساء القبائل، ويحددان لهم يومًا ومكانًا معلومًا على ماء معين، وتتقدمهما الراية، فتنصب على ذلك المورد، فلا يتخلف أحد من رؤساء القبائل.

وفي عهد الدولة السعودية الثانية كان للعلم ظهورٌ بارزٌ كان مؤسسها الإمام تركي بن عبدالله عندما يرغب بالغزو يرسل في بادئ الأمر رسله إلى أمراء البلدان ورؤساء العربان ويتفق معهم على يومٍ محددٍ، ثم يسند الراية بالقرب من باب قصره قبل خروجه بمدة زمنية تتراوح بين اليوم والثلاثة أيام، وقد سار الإمام فيصل بن تركي على نهج والده فيما يخص الراية.

وعندما بدأ الملك عبد العزيز مسيرة التوحيد استند على راية الأجداد متخذها راية له وكانت مربعة الشكل والجزء الذي يلي السارية منها أبيض وفيه جزءٌ أخضر وكتب في منتصفها شهادة التوحيد، التي يعلوها سيفان متقاطعان، ثم تغير شكلها ليكون رايةً خضراء تتوسطها شهادة التوحيد وأعلاها سيفٌ مسلول.

ثم أصبحت الراية مستطيلة الشكل، عرضها يساوي ثلثي طولها، وظلت متمسكةً بلونها الأخضر وتتوسطها شهادة التوحيد والسيف المسلول باللون الأبيض. وخلال ثلاثة قرون متتالية ظل العلم السعودي محتفظًا بملامح هويته المتجذرة.

أبرز من حمل راية العز والشموخ

كان حمل الراية السعودية جزءًا من أحداث التاريخ السعودي وتضم قائمة حاملي الراية السعودية كثيرين، لكل منهم قصته الخاصة التي تعبر عن فخر واعتزاز بحمل راية المجد وتمثله، وأشهر من حمل الراية في الدولة السعودية الأولى هو إبراهيم بن طوق، أما في الدولة السعودية الثانية فأبرز من حملها: عبدالله أبو نهية، والحميدي بن سلمة، وصالح بن هديان، وإبراهيم الظفيري.

وفي الدولة السعودية الثالثة، حمل البيرق عبداللطيف بن حسين المعشوق، الذي شهد معارك التوحيد كلها، إذ لم يتخلف عن معركة واحدة، حتى كانت معركة البكيرية فاستشهد فيها. فكلف ابنه منصور بحملها في المعركة نفسها فحملها ببسالة كما فعل والده، وما لبث أن استشهد في المعركة نفسها مدافعًا عن البيرق حتى الرمق الأخير. ودفن الاثنان معًا في أرض البكيرية.

كما ذكر التاريخ بسالة عبدالرحمن بن مطرف ثامن من حمل البيرق، حيث تسلم الراية بعد آل معشوق وحملها في معركة روضة مهنا، وجرح خلالها بجراح عدة، حين كان يحمل الراية أثناء تطبيب من سبقوه في حملها، ليأتي توحيد المملكة في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ويحملها في أوقات السلم والحرب، ليتوارث من بعده حملها ابنه منصور، ثم حفيده مطرف، ثم عبدالرحمن بن مطرف بن منصور الثاني، وما تزال الراية في يد آل مطرف.

رفعت الراية السعودية في ظروف استثنائية، وسجل بها خوض بعض المعارك، ومن حاملي الراية علي بن حويل من آل حويل، وإبراهيم بن ودعان، ومحمد بن عبدالله بن ريس وغيرهم، وجميعهم من أهل الرياض، وتتميز كل بلدة من بلدان نجد، وكل هجرة من هجر البادية، بعلم يحمله شخص من بينهم بكل فخر واعتزاز.

إقرأ المزيد