تركي آل الشيخ: الإبداع السعودي يبث محتواه في كل الأرض قنصلية السعودية في هونج كونج تحذر من إعصار شديد الخطورة العرب أول من ربطوا الزراعة والمواسم والمطر بالنجوم انخفاض الدولار من أعلى مستوياته في أكثر من 6 أشهر اللواء الدكتور صالح المربع مديرًا عامًّا للجوازات نصائح لتقليل السعرات الحرارية هل يُشارك نيمار مع الهلال بمونديال الأندية 2025؟ منتدى جائزة تجربة العميل السعودية 2025 خطوةٌ لتحسين جودة الخدمات ماذا يفعل الأخضر في ختام مرحلة الذهاب الدور الحاسم؟ رئيس الاتحاد عن شائعات الميركاتو الشتوي: من وحي الخيال
أكدت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) منذ إنشائها عام 2019م التزامها الوطني تجاه خدمة المجتمع في إطار اهتمامها بالمسؤولية الاجتماعية ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 وذلك من خلال مبادرات ومشروعات ألقت بظلالها على مجالات تنموية عدة مثل: تحقيق جودة الحياة، والمحافظة على البيئة، ودعم العمل الخيري فضلاً عن رفع مستوى وعي المجتمع تجاه استخدامات تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي في ظل ما يشهده العالم من تطور مذهل في هذه التقنيات والصناعات المرتبطة بها.
وبدعم وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي حققت المملكة المركز الثاني على مستوى العالم في الوعي المجتمعي بالذكاء الاصطناعي وفقاً لمؤشر جامعة ستانفورد الدولي للذكاء الاصطناعي 2023م كنتيجة حتمية تؤكد التزام سدايا بتحمل مسؤولياتها الاجتماعية تجاه رفع وعي المجتمع بمجال تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي.
واستندت سدايا في رؤيتها تجاه المسؤولية الاجتماعية إلى جملة من المبادئ والأهداف المرتبطة بمهامها الرسمية بوصفها المرجع الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي ولكل مايتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل، ونفذت مشروعات مختلفة تصب في ذلك الجانب، جاء في مقدمتها زيادة الوعي المعرفي والتمكين التقني لدعم رؤية المملكة 2030 في التحول لمجتمع المعرفة عبر مسارات اهتمت ببناء القدرات الوطنية الشابة، وتنمية التفكير الإبداعي لديهم في مجالات الذكاء الاصطناعي لإنتاج أعمال إبداعية مميزة تسهم في جعلهم ركيزة تنموية فاعلة في بناء مستقبل البلاد، فضلاً عن تجهيز الطلاب والطالبات في مختلف الأعمار بالمهارات التي يحتاجون إليها للمنافسة في مجتمع عالمي تحركه التكنولوجيات المتقدمة.
ومن أجل ذلك أقامت سدايا عبر أكاديميتها معسكرات وبرامج تدريبية قصيرة المدى وطويلة المدى مع شراكات أكاديمية ومؤسسات تقنية عالمية يشار إليها بالبنان محققة أثرًا معرفيًا في الوصول إلى أكثر من 590 ألف مستفيد ومستفيدة من أبناء وبنات الوطن، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في رفع الوعي بالذكاء الاصطناعي في المملكة، وعملت على مساعدة المعلمين والقوى العاملة على الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا البيانات والذكاء الاصطناعي لتعزيز التجربة التعليمية لديهم بالنسبة للمعلمين، وعكس ذلك على الأداء الوظيفي بالنسبة للممارسين.
وسعت سدايا إلى تقديم مبادرات نوعية تدعم برامج الوعي في مجالات: التوعية الأساسية، والتوعية العامة، والتوعية المتخصصة، والتوعية الإلزامية، والتوعية التشاركية وذلك بالتعاون مع كبرى شركات التقنية في العالم، وعملت على دعم نشر المعرفة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال الوصول إلى الجامعات وإقامة منتديات معرفية تجمع أساتذة الجامعات وطلابهم لزيادة المعرفة بهذه التقنيات.
وذهبت سدايا إلى أبعد من ذلك من خلال اهتمامها بتمكين المرأة، فأطلقت أول برنامج على مستوى العالم وهو “برنامج Elevate” بالتعاون مع شركة Google Cloud لتُدرّب في مرحلته الأولى أكثر من 1000 امرأة من أكثر من 28 دولة، حيث يهدف البرنامج إلى تمكين المرأة في العالم من ممارسة وظائف جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في الأسواق الناشئة من خلال زيادة معرفة المرأة في العالم بمجالات التقنية والعلوم والذكاء الاصطناعي، وسدّ الفجوة بين الجنسين في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات تحقيقًا لمساهمات المملكة في دعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.
وانطلاقًا من مهامها الموكلة إليها في توفير الإمكانات المتعلقة بالبيانات والقدرات الاستشرافية وتعزيزها بالابتكار المتواصل في مجال الذكاء الاصطناعي عملت سدايا على نشر ثقافة الابتكار في المجتمع وإثراء حياة الأفراد لتحفيز هذا الجيل بأهمية هذه التقنيات وأثرها الكبير في رسم المستقبل الزاهر لبلادنا، وذلك ضمن جهودها العامة في دعم الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على المعلومات والبيانات والذكاء الاصطناعي تلبية لمستهدفات رؤية 2030.
وفي هذا السياق أطلقت سدايا الأولمبياد الوطني للبرمجة والذكاء الاصطناعي (أذكى) بالشراكة مع وزارة التعليم ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” وأطلقت سدايا فعاليات مصاحبة أثمرت عن نشر الوعي بالبيانات والذكاء الاصطناعي في أوساط طلبة التعليم العام وأسرهم، حيث بلغ عدد المستفيدين من المبادرة أكثر من 575 ألف طالبة وطالبة، كونه انعكاسًا واضحًا لجهود سدايا المجتمعية التي نجحت في خلق تفاعل مجتمعي مع برامجها ومبادراتها التوعوية في مجال تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي.
وشاركت سدايا في إنشاء معجم البيانات والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية؛ لجمع أهم المصطلحات التقنية المتعلقة بالبيانات والذكاء الاصطناعي باللغتين العربية والإنجليزية، ونشرت 12 إصداراً معرفياً في مجالها، وأكثر من 50 نشرة، وتلخيص أكثر من 500 مقالة لزيادة المعرفة بتقنيات الذكاء الاصطناعي بكل أبعادها العالمية، كما أسهمت من خلال إدارة الوحدة الإشرافية لمجتمع البيانات والذكاء الاصطناعي في نشر ثقافة العمل غير الربحي وتشجيع منظومة البيانات والذكاء الاصطناعي على إنشاء كيانات غير ربحية.
واستمراراً لجهودها في المجال المعرفي قامت سدايا بإطلاق بودكاست متخصص سعى لتوضيح أهمية هذه التقنيات في بناء مدننا وعمارتها وفق أحدث الإنشاءات العصرية التي تلبي احتياجات الإنسان كافة وتؤمن له جودة حياة عالية، وحقق بعض حلقاتها مشاهدات تجاوزت 2.5 مليون مشاهدة، ونشرت أكثر من 800 مجموعة بيانات مفتوحة كونها الجهة المختصة في المملكة بالبيانات بما في ذلك البيانات الضخمة، ودربت أكثر من 100 مختص في مجال البيانات المفتوحة، وأكثر من 200 مشارك في داتاثون البيانات المفتوحة التي تهدف إلى تفعيل منظومة الابتكار وتعد ركيزة أساسية من ركائز التحول الرقمي في المملكة.
وتواصل سدايا جهودها في تعزيز أفضل الممارسات بمجال المسؤولية الاجتماعية من خلال أدوار تكاملية تقوم بها عبر مذكرات تفاهم مع قطاعات حكومية وخاصة وأخرى غير الربحية واتفاقيات دولية لتكاتف الجهود في بناء المجتمع المعرفي والإلمام الكامل بتقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي ومن ذلك إطلاق الإطار الوطني للمعايير المهنية للبيانات والذكاء الاصطناعي الذي طور باتباع أفضل الممارسات والمنهجيات العالمية، ليكون مرجعًا أساسيًا للمهتمين بالقطاع سواء كانوا من الممارسين أو صناع القرار في الجهات المختلفة وذلك لتوحيد وتحسين الممارسات المهنية والتطبيقات المتعلقة بتنمية القدرات البشرية، كما أطلقت سدايا الإطار السعودي الأكاديمي لمؤهلات الذكاء الاصطناعي (ذكاء التعليم) بالشراكة مع هيئة تقويم التعليم والتدريب ليكون دليلًا إرشاديًا لاعتماد برامج التعليم العالي في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.
ولأهمية أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي أطلقت سدايا مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي إبان تنظيمها القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية 2022م في مدينة الرياض، ووقفت خلف هذا المشروع الوطني نظرًا لأهمية تطبيق المبادئ والأخلاقيات أثناء استخدام الذكاء الاصطناعي الذي تنوعت تقنياته واتسعت دائرة انتشار تأثيره بشكل متسارع ، وتم الإعلان عن إنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومقره الرياض، وقدمت سدايا كل الدعم للمركز للقيام بدوره على أكمل وجه من أجل إجراء بحوث البيانات والذكاء الاصطناعي وتعزيز الوعي والتواصل بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وتعظيمًا لأثر العمل الخيري في المجتمع، دعمت سدايا المنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان) لتعزيز قيم التكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع ودعم العمل الخيري من خلال نشر ثقافة التبرع للمنصة والاقتداء بقيادتنا الرشيدة التي تدعمها سنويًا بتبرعات سخية لتحفيز المجتمع على العمل الخيري، وسخّرت سدايا لمنصة إحسان جميع التقنيات المتقدمة من أجل تسهيل تبرع المحسنين وضمان وصول تبرعاتهم لمستحقيها في أسرع وقت، لينعكس أثر هذا الجهد بفضل الله تعالى ويصل إجمالي تبرعات المنصة حتى هذا اليوم إلى 6 مليارات ريال استفاد منها أكثر من 4.8 ملايين مستفيد ومستفيدة.
وبالتوازي مع ذلك عملت (سدايا) عبر تطبيق توكلنا أحد منتجاتها الرقمية المتطورة على رفع جودة الحياة أكثر من 30 مليون مستخدم في المملكة عبر أكثر من 240 خدمة رقمية استفاد منه الأفراد والجهات بطرق رقمية سهلة الوصول وسريعة الإنجاز، كما أسهمت من خلال تطبيقها الرقمي النفاذ الوطني الموحد (نفاذ) في إيجاد تجربة ميسرة وموثوقة للمستخدم من خلال دعم وصول الفرد إلى خدمات الجهات الحكومية بطريقة منظمة وميسرة.
هذا على المستوى الخارجي لسدايا، أما على المستوى المحلي لسدايا، فقد خصصت برامج ونشاطات دورية للنهوض بمنسوبيها في مختلف المجالات: المعرفية والثقافية والرياضية والصحية، فضلاً عن تقديم برامج متخصّصة تؤهل الموظف والموظفة في مجال عمله تنفذها مع شراكات دولية داخل المملكة أو خارجها لضمان تطوير الأداء المهني، وتعزيز روح التنافس البناء بين منسوبيها مستحدثة من أجل ذلك جائزة سنوية للتميز في الأداء تعد الأولى على مستوى الهيئات الحكومية لرفع مستوى التنافس على تقديم أفضل الممارسات المهنية كل في مجال تخصصه، ناهيك عن الجهود المستمرة في خلق أثر إيجابي في بيئة العمل بسدايا، وتنمية روح التطوع لدى منسوبيها وحثهم على المساهمة في القطاع غير الربحي ودعمه، وذلك عبر عدد من ورش العمل الداخلية التي تهدف للتعريف بالقطاع وأهميته.