الفرق بين برد المربعانية والشبط والعقارب توزيع أكثر من 4,9 ملايين ريال على الفائزين بمزاين مهرجان الصقور وزارة الداخلية تحتفي بيوم الشرطة العربية بعرض عسكري في مهرجان الإبل الفيدرالي الأمريكي يخفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى ما بين 4,25 و4,50% القمر الأحدب المتناقص في سماء الشمالية 5 مزايا لمنصة نسك مسار خدمة جديدة لمرضى ألزهايمر الأولى من نوعها في السعودية بتقنية PET/MRI المركزي يخفض اتفاقيات إعادة الشراء والشراء المعاكس 25 نقطة أساس سوء التواصل أبرز التحديات في العمل الشباب يكشف آخر تطورات إصابة كاراسكو
تتزين محافظات منطقة عسير، ومناطق جازان، ومرتفعات الباحة بأشجار البُن التاريخية، والتي تمتد على جبال تلك المناطق، وتعتبر شجرة البُن شجرة الخير ورمز النماء وحرفة الآباء في هذه الجبال، التي تنتج البُن الأشهر في العالم وهو (الأرابيكا)، حيث تقدم هذه الأشجار محصولين سنويًا محصولًا صيفيًا، وآخر شتويًا.
ويعد المحصول الشتوي الأجود والأفضل محصولًا، كما يتميز بقلة نسبة مادة الكافيين الضارة فيه، كما أن لتلك الأشجار ميزة أخرى، فهي تعتبر مصدرًا غنيًا رئيسيًا لغذاء النحل، فعندما تزهر أشجار البُن يمتصُ النحل رحيقها، وينتج أجود وأشهر أنواع العسل وخصوصًا عسل المجرة الأبيض الشهير.
وعرفت زراعة البُن في جنوب السعودية، وجازان، والباحة، بوصفها مهنة متوارثة، بدأت منذ نحو 300 عام لسد الاحتياجات الذاتية للمزارعين، ثم مثّلت مع مرور الوقت نواة لتطور ممارسات وأساليب هذه الزراعة بشكلها الحديث، ليصبح البُن محصولًا تجاريًّا.
ويُقدّر إنتاج المملكة السنوي من البُن الصافي حاليًّا بنحو 800 طن، تنتجها أكثر من 400 ألف شجرة في أكثر من (2,535) مزرعة، وتضم منطقة جازان جنوب غربي السعودية نحو 1985 مزرعة بُن، تغطي بعض المحافظات الجبلية، ومنها: الداير، وفيفا، والعيدابي، وهَروب، والريث، والعارضة، وتكسو أراضيها 340 ألف شجرة، بمتوسط إنتاج سنوي يبلغ 2040 طنًّا، ويُقدر عدد مزارع البُن في منطقة عسير بنحو 300 مزرعة، تضم 40 ألف شجرة تنتج 240 طنًّا سنويًّا، وهي تأتي ثانيةً في إنتاج البُن بعد منطقة جازان، فيما تحلُّ منطقة الباحة ثالثةً في إنتاج البن، إذ تغطي أراضيها نحو 250 مزرعة، تضم 18 ألف شجرة، وتنتج 108 أطنان سنويًّا، وتستهدف المملكة من خلال خطة تطوير القطاع زراعة 1.2 مليون شجرة بُن بحلول 2026، وزراعة 5 ملايين شجرة بن بحلول عام 2030.
يشهد قطاع البُن السعودي نموًا متسارعًا في السنوات الأخيرة، حيث تسعى المملكة إلى أن تصبح أحد أكبر منتجي ومصنعي البُن في العالم. ويعزز هذا النمو العديد من العوامل، بما في ذلك الظروف المناخية المناسبة لزراعة البُن في المملكة، وارتفاع الطلب على القهوة في المملكة.
وتولى قيادتنا الرشيدة -أيدها الله- الاهتمام بإنتاج وتصنيع البُن وهي الحرفة التي ستعود بالنفع على سكان تلك المناطق، وتوفر أيدي عاملة قادرة على المساهمة في الناتج المحلي من خلال توفير وتسهيل كافة الإمكانات لاستغلال هذه المناطق، والخروج بأفضل منتج بعد معاناة سابقة للآباء والأجداد في تلك المناطق من صعوبة الزراعة والإنتاج، حيث شهد العام 2022 إعلان صندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق الشركة السعودية للقهوة، بهدف دعم منتج القهوة المحلي، والارتقاء به إلى مصاف العالمية في المستقبل، حيث تهدف الشركة للقيام بدور رئيسي في تعزيز جهود تطوير الزراعة المستدامة في مناطق جنوب المملكة، باعتبارها موطنًا رئيسيًا لبُن الأرابيكا الأشهر عالميًا.
ويأتي إطلاق الشركة تماشيًا مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، التي تركز على تطوير 13 قطاعًا استراتيجيًا في المملكة، من ضمنها قطاع الأغذية والزراعة، إلى جانب تعزيز جهود المملكة في تنويع مصادر الدخل، حيث قامت الشركة بإنشاء أكاديميتها والتي تقوم بتدريب وتأهيل الشباب على صناعة القهوة وفق أفضل المعايير العالمية، ودعم رواد الأعمال الذين سيطورون القطاع لسنوات قادمة.
وفي 5 نوفمبر 2023 أعلنت الشركة عن إنشاء مزرعة بُن، على مساحة تبلغ مليون متر مربع في مدينة جازان، وقبل ذلك وتحديدا في العام 2019 قامت وزارة البيئة والمياه والزراعة، بتدشين مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية في مرحلتها الأولى في مناطق عسير وجازان والباحة ومحافظة الطائف، وحرصت على تسهيل ودعم المزارعين وفق مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وبرنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة، بهدف الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الريفية وزيادة إنتاجية المحاصيل الاستراتيجية، لتحقيق عائد اقتصادي مُجزٍ للمزارعين، كما وقعت الوزارة عقد استثمار أول مدينة للبُن في المملكة ولمدة (15) عامًا مع الجمعية التعاونية الزراعية ببلجرشي في منطقة الباحة، كما أن الوزارة تتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، لتنفيذ زيارات ميدانية لمناطق جازان وعسير والباحة، لحصر وتوصيف وإكثار الموارد الوراثية للبُن، وذلك ضمن خطة عمل مشتركة تسهم في تطوير هذا المنتج وزيادة إنتاجه دعمًا للمزارعين، والمساهمة في تنويع مصادر الدخل وفقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030م.
كما أن لشركة أرامكو إسهامات لدعم هذا المنتج، حيث انطلقت مبادرة المواطنة من أرامكو لتدريب المزارعين وزراعة البُن منذ عام 2016م من محافظة الداير، بالتعاون مع هيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية بجازان، وجمعية البر الخيرية بمحافظة الداير، ثم توسعت بعد ذلك لتشمل ست مناطق أخرى هي: فيفاء، والريث، والعارضة، والعيدابي، وهروب، ومنطقة عسير المجاورة، وبدعم القيادة الرشيدة -أيدها الله- نجحت المملكة في تسجيل البُن في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.