يستعد لتسجيل مكاسب للأسبوع الخامس

صعود قوي لمؤشر الدولار بعد صدور تقرير الوظائف القوي

السبت ٣ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ٦:٣٦ مساءً
صعود قوي لمؤشر الدولار بعد صدور تقرير الوظائف القوي
المواطن - فريق التحرير

قفزت قيمة الدولار الأمريكي بأكبر قدر خلال أسبوعين بعد صدور تقرير الوظائف القوي بشكل غير متوقع، ما أسفر عن عودة العملة قرب مستويات شوهدت آخر مرة قبل تحول نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ديسمبر الماضي، وتسبب في حيرة المضاربين الذين راهنوا على تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة.

صعود مؤشر الدولار

صعد مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.7% بعد أن كشفت بيانات التوظيف اليوم عن ارتفاع في كشوف الأجور خلال يناير المنصرم علاوة على زيادة الأجور للساعة الواحدة، ما رفع عوائد السندات بطريقة كبيرة. صعد الدولار مقابل الين 1.3% مسجلاً 148.34، في أكبر ارتفاع خلال يوم واحد منذ 19 ديسمبر الماضي.

ارتفعت قيمة الدولار مقابل كافة عملات مجموعة الدول العشرة، وتصدرت الكرونة النرويجية والين الياباني والدولار النيوزيلندي الخسائر، وشهد كل من الفرنك السويسري واليورو أكبر تراجع لهما خلال شهر واحد.

الدولار يحتفظ بمكانته

أوضح باتريك لوك، خبير استراتيجي في أسواق صرف العملات الأجنبية لدى “جيه بي مورغان تشيس آند كو”: “تعطي بيانات التوظيف إشارة واضحة تماماً، سيواصل الدولار على الأقل الاحتفاظ بمكانته طالما بقي الطلب على الوظائف في الولايات المتحدة قوياً وظلت الأجور مرتفعة، ما يسفر بالأساس عن تجديد السردية القائمة على أن البلاد تمر بحالة استثنائية”.

أظهر تقرير الوظائف الصادر اليوم أن أصحاب العمل الأمريكيين أضافوا 353 ألف وظيفة إلى كشوف الأجور الشهر الماضي بينما قفز الأجر بالساعة 0.6% على أساس شهري، مسجلاً أعلى مستوياته منذ مارس 2022.

قرار الفيدرالي الأمريكي

عززت البيانات عائدات سندات الخزانة لجميع آجال الاستحقاق، ما دفع الدولار للعودة بالقرب من المستوى الذي كان عليه قبل أن يلمح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول خلال ديسمبر الماضي إلى أن البنك سيتجه على الأرجح لتيسير السياسة النقدية العام الحالي. قلص مضاربو عقود المقايضات الرهانات على خفض سعر الفائدة خلال مارس المقبل إلى 15% تقريباً، رغم أنهم ما زالوا يضعون احتمالات مرتفعة لبدء سلسلة خفض الفائدة في مايو المقبل.

ذكر لوك أن الوتيرة المتوقعة لتخفيضات أسعار الفائدة ما زالت “قوية على ما يبدو” بالمقارنة مع البنوك المركزية الأخرى، والتي يُفترض أن تساعد أيضاً في حماية الدولار من حدوث تراجع كبير في قيمته.

الين الياباني

كان المحللون يتوقعون تحقيق الين الياباني أكبر قدر من المكاسب جراء تباين السياسة النقدية مع اقتراب بنك الاحتياطي الفيدرالي من مرحلة تيسير السياسة النقدية بوقت يعيد فيه بنك اليابان المركزي النظر في سياسة الفائدة السالبة التي ينتهجها منذ أمد بعيد.

أثارت البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية تساؤلات حول مدى تخفيضات أسعار الفائدة التي سيقررها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في حين أن بنك اليابان أظهر إشارات محدودة حول الموعد الذي سيبحث فيه تشديد السياسة النقدية.

الدولار يسجل مكاسب

يقترب الدولار من تسجيل مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي، مسجلاً أطول سلسلة صعود متواصلة منذ سبتمبر الماضي، فيما خسرت العملة اليابانية 5% تقريباً السنة الجارية، ما يُعد أسوأ أداء بين عملات مجموعة الدول العشرة، وما زالت تتعرض لضغوط مع تراجع الرهانات على تيسير بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للسياسة النقدية.

قالت جين فولي، رئيسة وحدة استراتيجية العملات الأجنبية في “رابو بنك” (Rabobank): “تأخر بداية تيسير سياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية يبشر بمزيد من الصعود للدولار، ومن ثم فإنها تعني توفير مجال أضيق لتحقيق الين الياباني لمكاسب كبيرة مقابل الدولار مع افتراض رفع بنك اليابان أسعار الفائدة خلال الشهرين المقبلين”.