أكد أن موطن القوة في بناء الأوطان هو المعلم

خطيب المسجد الحرام: من أهان المعلم يجب أن يلقى ما يردعه

الجمعة ٩ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ٢:٣٩ مساءً
خطيب المسجد الحرام: من أهان المعلم يجب أن يلقى ما يردعه
المواطن - فريق التحرير

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد على أهمية احترام المعلم وتقديره مشيرًا إلى أن احترام المعلم ومعرفة حقه هو توفيق من الله وهداية ومن أهمل ذلك أو قصر فيه فهو من دلائل العقوق والخذلان والخسران.

خطبة الجمعة من المسجد الحرام

وأضاف في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام : عن عبادة بن الصامت رضي الله عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس من أمتي مَنْ لم يبجل كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا ! ويَعْرِفْ لعالِمِنا حقَّهُ”.

وتابع : أيها الطالب الموفق من علمك حرفاً فأخلص له وداً واكتسب من المعلم أخلاقه قبل علمه وأدبه قبل درسه واجعله قدوة لك فيما صلح من أمره ولا تتبع ما أخطأ فيه من فعله.

كما وجه فضلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد خطابه للآباء والأمهات قائلاً: “قفوا مع المعلم، وعلموا أولادكم احترامه، وحفظ مكانته، لا تسمحوا لهم بالتطاول عليه، أو الحط من قدره، علموهم أدب التعليم، وأدب الحوار، وأدب السؤال، حتى يُحَصِّلوا علماً، ويحملوا أدباً، حق المعلم أن تُظْهر مناقبه، وتستر معايبه، ويُعظَّم قدره، ومن أهان المعلم يجب أن يلقى ما يردعه”.

المعلم ركيزة النجاح

وبين فضيلته أن التعليم ينجح حين يؤدي المعلم وظيفته، بل رسالته بإتقان، والتعليم ينجح حين يقتنع المعلم بدوره العظيم، ومسؤوليته الكبرى في بناء الإنسان، ويكون مؤمناً بالثروة البشرية التي تخرج من تحت يده، لافتاً النظر إلى أن المعلم هو ركن نجاح التعليم، وأن المعلم – بإذن الله – هو عماد الأوطان، وكلما رسخت القيمة العالية للمعلم كانت النهضة والحضارة.

العلم والتربية

وأوضح أن المعلم هو ذو الخبرة الذي يؤخذ منه العلم والتربية، ولما كانت المهن ولا المهارات، ولا الاختصاصات، وهو الذي يمدها بالعناصر البشرية المؤهلة علمياً وأخلاقياً واجتماعياً، كما أنه صانع العقول يخرج من تحت يده العالم، والداعية، والقاضي، والمهندس، والطبيب، والمخترع، والمكتشف، والعسكري، والتاجر، والفلاح، والصانع، وغيرُهم من أرباب الوظائف، والمهن، والحرف، وأصحاب الفكر والقلم، والرأي، مؤكداً أن عظماء التاريخ وكبار العلماء، ورجال السياسة، وصناع القرار، كل هؤلاء مروا من تحت المعلم في نظام تعليمي وتربوي طويل ومتين.

الشيخ صالح بن حميد المسجد الحرام

موطن القوة

وبين فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد أن موطن القوة في بناء الأوطان هو المعلم، والدول حين تخطط لبناء المصانع لإنتاج المعدات والمراكب، والأدوات والأجهزة، تضع في مقدمة ذلك خطتها لصانع العقول الذي من تحت يده يكون إنتاج هذا كلِّه، واصفاً المعلم المخلص بأنه المعلم الكفء، المتمسك بدينه، المستقيم في سلوكه، المنضبط في تصرفاته، الحازم، القوي، يقدر الظروف، ويتفهم الدوافع، واسع الأفق، يهتم بالثقافة العالية، متمكن من مادته وتخصصه، حليم، واسع الصدر، مرن، صبور، قادر على التكيف، مشيرًا إلى أن المعلم الكفء هو المتميز في تخصصه، الجاد في عمله وأدائه، القدوة الحسنة في حسن خلقه، المعتدل الوسط في تعامله.