7 ديسمبر أول المربعانية والبداية الفعلية للشتاء إحباط تهريب 10 كيلو حشيش و100 كيلو قات في عسير مساند: لا طريقة لتوثيق تحويل واستلام الرواتب خارج القنوات المعتمدة رونالدو يسعى لانتقال محمد صلاح إلى النصر لقطات لبواكير الربيع في رفحاء ضبط مخالف بحوزته حطب محلي بجازان كوليبالي عن نيكولاس جاكسون: يُمكنه الفوز بالكرة الذهبية سلطان القحطاني متحدثًا رسميًّا لهيئة التأمين إنقاذ مواطن تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر بمكة المكرمة الكشف عن حكم مباراة إندونيسيا والسعودية
أكد الكاتب والدبلوماسي الدكتور سعود كاتب أن الانحياز الإعلامي لإسرائيل تراجع أمام قوة الإعلام الرقمي الجديد، وتراجع الإعلام التقليدي مُذكراً بكتاب من يجرؤ على الكلام، للسيناتور الأمريكي بول فندلي، الذي أكد فيه أن اللوبي الإسرائيلي قادر على إسكات أي صوت معارض له سواء في أمريكا أو خارجها.
وقال كاتب في مقال له نشرته الزميلة “المدينة” اليوم : هناك كُتب عندما تقرأها فإن محتواها، أو على أقل تقدير اسمها، يظل راسخاً في ذهنك لسنوات طويلة، ومن تلك الكتب التي قرأتُها باهتمام في التسعينيات وقفز اسمها مؤخراً لتفكيري، كتاب (من يجرؤ على الكلام)، للسيناتور الأمريكي بول فندلي، والذي صدرت طبعته الأولى عام 1985م، وأحدث حينها ضجةً كبيرة، واحتل صدارة الكتب الأكثر مبيعاً في أمريكا لفترةٍ طويلة، وأُعيد طباعته 19 مرة. وتعرض الكتاب وكاتبه لهجوم شرس من قبل اللوبي الإسرائيلي، الذي وجد في آراء «فندلي» جرأة صادمة غير مسبوقة، وذلك بكشفه عن سيطرتهم على القرار الأمريكي المتعلق بالشرق الأوسط، وأن ذلك القرار تتم صناعته في الكنيست الإسرائيلي، وليس في الكونجرس أو البيت الأبيض. ولفترة طويلة قام اللوبي الإسرائيلي بتسخير كافة أدواته الإعلامية وغيرها؛ للنيل من الكاتب عبر تشويه سمعته وإقصائه واغتياله معنوياً، حتى تمكَّن من إسقاطه في الانتخابات لصالح نائب ديمقراطي موالٍ لإسرائيل.
ولسوء حظ «فندلي»، فإن الفترة الزمنية التي صدر فيها الكتاب، (الثمانينيات والتسعينيات)، كان خلالها الإعلام التقليدي (الصحافة المطبوعة تحديداً) في أوج قوته ونفوذه، وقدرته على التأثير والانحياز، حيث عمل اللوبي الإسرائيلي على توظيف صحف شهيرة عديدة، للنيل من المؤلف وتدميره.
وبالعودة لكتاب (من يجرؤ على الكلام؟)، فإننا اليوم، وبعد مرور حوالى أربعة عقود على صدوره، نشهد تغيُّرات متداخلة لافتة على الصعيدين السياسي والإعلامي، يصعب الفصل بينها. فعلى جانب، فقدت إسرائيل كثيراً من قدرتها على إسكات الأصوات المعارضة لها، ليس تحت قبة مبنى الكابيتول فحسب، بل في مختلف أنحاء العالم، حيث تجرأ بالفعل العديد من السياسيين والأكاديميين والمؤثرين داخل أمريكا وخارجها، على انتقاد ممارساتها، بل ووصل الأمر بها للمثول صاغرة أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكابها لجرائم إبادة جماعية في غزة.
وعلى الجانب الآخر، تراجع الإعلام التقليدي بقوة؛ أمام أمواج الإعلام الرقمي الجديد الجارفة، التي أنهت، بقدرٍ كبير، قدرة الإعلام المنحاز على إسكات كل ما يُخالفه، وإقصاء مَن يُخالفه.
صحيح أن اللوبي الإسرائيلي لا زال يملك كثيراً من القوة والتأثير داخل أروقة القرار السياسي الأمريكي، وصحيح أيضاً أن الإعلام – حتى بعد تحولاته الرقمية الجديدة الهائلة- فإن جزءاً كبيراً منه لا زال يغوص في وحل الانحياز وتغييب أخلاقيات المهنة، والعمل كأداة لممارسات البروباغاندا، وتشويه صورة المخالفين وإقصائهم واغتيالهم معنوياً.
ولكن ما يدعو للتفاؤل، هو أن هذا الإعلام الجديد بالرغم من كل ذلك، فتح للجميع نوافذ واسعة للرأي وللتعبير لا يمكن إغلاقها وإخراسها.. وما يدعو للتفاؤل أكثر؛ هو أنه لا زال هناك رموز إعلام نزيهة تمتلك ضميراً حياً، واحتراماً صادقاً لحرية الرأي ولشرف المهنة وقيمها.
ختاماً، ليت السيناتور «بول فندلي» لا زال حيًا؛ ليشاهد بعينيه كل ذلك، وكيف أن صوت الحق يعلو.. ولو بعد حين.