طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
عاشت قاعة العرض مرايا في محافظة العلا، وهي أكبر مبنى مُشكّل من المرايا في العالم، في أمسية أمس، أجواءً حافلة وكأنها في ليالي قصر جارنييه بباريس، وامتلأت أركانها بصدى صوت روائع التراث الأوبرالي.
وقدم فنانون حلوا من جميع أنحاء العالم، وتلقوا تدريبهم في أكاديمية أوبرا باريس الوطنية، عروضًا لأول مرة في محافظة العلا، إحياءً لفعاليات استهلال برنامج “فيلا الحجر” الرامي إلى تقديم لمحة استباقية عن أنشطة الفيلا.
وكان هذا الحفل الذي جمع بين الأوبرا والباليه بمثابة ملتقى للحوار بين الفنانين الذين أتوا من كل حدب وصوب، وشارك في الحفل كل من الراقصة النجمة أليس رينافاند، والسوبرانو ماريان كرو، والميزو سوبرانو فرح الديباني، والتينور يو شاو، والباريتون فلاديمير كابشوك، وعازف البيانو بنيامين لوران، ثم التحقت بهم المغنية الشابة سوسن البهيتي، وهي أول سوبرانو سعودية.
واحتفاءً بالإبداع الفني والحوار بين الثقافات، قُدِّم خلال الحفل بعض من أجمل ما ورد في صفحات الغناء الأوبرالي، للجمهور السعودي والدولي الذي جاء لحضور العرض، في قلب الأخدود الصحراوي لوادي عشار.
واستمع الجمهور، في الجزء الأول من السهرة، إلى ألحان أوبرا “مانون” الرائعة لجول ماسينيه أو “شمشون ودليلة” لكامي سان ساين، وكذلك إلى الثنائي الجميل في أوبرا “صيادو اللآلئ” لجورج بيزيه.
وفي الجزء الثاني، استمر العرض برقصات إبداعية مبتكرة قدمتها الراقصة النجمة أليس رينافاند على أنغام سوناتا “تحت ضوء القمر” للودفيج فان بيتهوفن، التي أداها بنيامين لوران عزفًا على البيانو. وأُلقِي الضوء في الجزء الأخير على الأوبرا الأشهر والأكثر أداءً في العالم، وهي أوبرا “كارمن” لجورج بيزيه.
واختتم الحفل بمقطوعة الباركارول المشهورة “حكايات هوفمان” لجاك أوفنباخ، التي شارك في أدائها كاملةً جميع الفنانين.
وسعيًا إلى غمر المتفرجين في أجواء الأوبرا، أقيم معرض في أروقة قاعة مرايا، عُرض فيه 12 زيًّا من الأزياء الثمينة التي صُنعت في ورشات صنع الملابس في أوبرا باريس الوطنية. واختارتها وعرضتها بنسق فني راقٍ مديرية الأزياء في الأوبرا، فالتقت أزياء عروض الباليه الكلاسيكية المرموقة، مثل أزياء “الجميلة النائمة” لرودولف نورييف من تصميم فرانكا سكويرسيابينو، أو “الجواهر” لبالانشين من تصميم كريستيان لاكروا، بأزياء الأوبرا المبهرة ومنها “حذاء الساتان” لمارك أندريه دالبافي من تصميم راؤول فرنانديز، وأوبرا “رحمة تيتوس” لموزارت من تصميم جون ماكفارلين.
ويعَد قدوم فناني أوبرا باريس إلى العلا خطوة أولى مهمة في إطار شراكة طويلة الأمد بين المؤسسة الفرنسية المرموقة وفيلا الحجر، سعيًا إلى تحفيز الإبداع من خلال تعزيز الحوار الفني والثقافي.
وبعد نهاية العرض، نُظِّم لقاء مميز بين الفنانين الفرنسيين من أوبرا باريس الوطنية وبعض الطلبة الفنانين السعوديين، الذين يتلقون التدريب في مركز العلا الموسيقي، وتلقى الطلبة خلاله دورة تدريبية تمهيدية للموسيقى والغناء والرقص، وتلاها عرض تقديمي لتاريخ وأنشطة أوبرا باريس، عززته الشهادات الملهمة للفنانين الذين حضروا في الحفل.
وجاء في تصريح لفريال فوضيل، المديرة العامة لفيلا الحجر: “إننا في فيلا الحجر، ملتزمون بتعزيز فنون الأداء، وتسليط الضوء على الطاقة الإبداعية لمواهب الفنانين الفرنسيين والسعوديين والدوليين. وتُعَد شراكتنا فرصة فريدة لنقدم لجمهور متنوع ثقافة تفتح للعالم بابها على مصراعيه، في بيئة استثنائية، وهي كذلك فرصة لنساهم مساهمة فعالة في تعزيز الحوار والتبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وبين العالم العربي وأوروبا بصفة عامة”.
وقال ألكسندر نيف المدير العام لأوبرا باريس الوطنية: “نحن فخورون للغاية بوضع قيمنا ودرايتنا الفنية والتزامنا بالتميز الفني في خدمة الحوار بين الثقافات والتبادل بين فنانين من جميع الخلفيات”.
وأضاف: “وتؤكد هذه الشراكة الجديدة على انفتاح أوبرا باريس الوطنية على العالم، وسعيها إلى نشر الإبداع الفرنسي على الصعيد الدولي”.
وأضافت ميريام مازوزي، مديرة أكاديمية أوبرا باريس الوطنية، أن انتقال الموروث الثقافي هو حوار بين الأجيال يبني المستقبل. وذلك هو الهدف الجوهري للشراكة بين فيلا الحجر وأوبرا باريس الوطنية.