وتقدمت القوات الإسرائيلية الآن إلى الجزء الأخير من القطاع الذي كان تحت سيطرة حماس الكاملة، بعد الاستيلاء على أجزاء كبيرة من شمال غزة منذ أواخر أكتوبر، وتحركهم هذا يمهد الطريق لما يرجح أن تكون المعركة الحاسمة في الحرب المتمثلة في المواجهة في خان يونس، أكبر مدينة في الجنوب، حيث يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن القيادة العسكرية والسياسية لحماس بحثت عن مأوى هناك منذ فرارها من الشمال.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية الجديدة التي تم جمعها في الساعة 9 صباحًا الأحد الماضي بالتوقيت المحلي وحللتها صحيفة نيويورك تايمز، أن الجيش الإسرائيلي وصل إلى موقع جنوب دير البلح، على بعد حوالي 3 أميال شمال وسط مدينة خان يونس.
عشرات المركبات المدرعة
وأظهرت الصور عشرات المركبات المدرعة في المنطقة وسواتر تم نصبها لتحصين مواقعها ومركباتها وأنشطتها التي تشبه إلى حد كبير العمليات الإسرائيلية السابقة في الشمال، وأظهرت الصور أيضًا مسارات على الأرجح من الجرافات.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق، لكن جنرالاته قالوا في الأيام الأخيرة: إن قواته تعمل في جميع أنحاء قطاع غزة، دون توضيح ما يعنيه ذلك.
المرحلة الأصعب بالحرب
ومن المتوقع أن يكون اجتياح الجنوب هو المرحلة الأكثر كثافة في الحرب التي تعد بالفعل الأكثر دموية في الصراع العربي الإسرائيلي منذ الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، والتي أدت إلى أكبر نزوح للفلسطينيين منذ الحروب التي أحاطت بالجنوب.
منذ السابع من أكتوبر، عندما شنت حماس هجمات مفاجئة يقول مسؤولون إسرائيليون: إنها أسفرت عن مقتل ما يقرب من 1200 شخص، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، أدت الغارات الجوية العسكرية الإسرائيلية وغزو غزة إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة.
فرار مليون شخص للجنوب
ويتواجد الآن معظم سكان غزة في جنوب القطاع، بعد أن فر ما يقرب من مليون شخص إلى هناك هربًا من القتال في الشمال.