أصبحت الدبلوماسية السعودية، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الأجدر على قيادة حوار ومفاوضات سلام بين فلسطين وإسرائيل، حيث تقود المملكة العربية السعودية الآن ما يمكن تصنيفه كأكبر حراك دبلوماسي في العالم في هذا العقد، ويتمثل الحراك بشكل جوهري في أهمية الإيقاف الفوري للحرب على الشعب الفلسطيني.
وقالت مجلة “فورين بوليسي” في مقال تحليلي لها: إن الرياض أصبح لها قدر كبير من التأثير على مستقبل إسرائيل وفلسطين، لكنها تنتظر عملية سلام حقيقية وقابلة للحياة من أجل رعايتها.
وفي المقابل، نجد أنه بالنسبة لواشنطن، بخاصة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن كونه الوسيط في مثل هذه الصفقة الكبرى من شأنه أن يعزز إرثه في التاريخ ويوفر نقطة حوار دبلوماسية ضرورية لحملته الانتخابية لعام 2024، بحسب المجلة الأمريكية.
وتخسر الولايات المتحدة مصداقيتها الدولية، بخاصة في الشرق الأوسط. وفي المقابل، فإن المملكة العربية السعودية تعزز مكانتها الدولية في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية.
وأوضح التقرير أنه لم يكن هناك شك في أن الدول العربية ستدين إسرائيل بسبب حربها المستمرة في غزة منذ 7 أكتوبر، وهذا يثير سؤالًا حول كيفية استخدام المملكة العربية السعودية لنفوذها في هذه الأزمة.
وتمتلك الرياض بعض الأدوات في ترسانتها الدبلوماسية التي ستمنحها الكلمة الأولى في تشكيل مستقبل إسرائيل وفلسطين. ومع استمرار الحرب، تفقد كل من إسرائيل والولايات المتحدة مصداقيتهما.
وتقود الرياض جهدًا دبلوماسيًّا يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة، ووقف الغطاء الدبلوماسي الأمريكي الذي يستخدمه الإسرائيليون في حربهم بغزة. وبتوجيهات من ولي العهد، يرأس وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان لجنة دبلوماسية مفوضة من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للقيام بجولة في عواصم دولية مختلفة والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وكانت المحطة الأولى للحملة الدبلوماسية السعودية في بكين ثم في موسكو. وكانت هذه إشارة واضحة لواشنطن بأن المملكة العربية السعودية أصبحت قوة إقليمية وعالمية في هذا العالم متعدد الأقطاب الذي يتطور باستمرار. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود اللجنة في الأمم المتحدة والمقترحات المستمرة من قبل المجموعة العربية الإسلامية تهدف إلى مواصلة الضغط الدبلوماسي على الولايات المتحدة، من أجل تمرير قرار وقف إطلاق النار.
ويستخدم السعوديون أيضًا أداة دبلوماسية عبر رفضهم الصريح لأي نقاش سياسي قبل وقف إطلاق النار، مما يولد أيضًا ضغوطًا من خلال عدم السماح لإسرائيل بأفق سياسي واضح بدون وقف إطلاق النار.
ورصدت تقارير ومواقع عالمية الدعم السعودي للقضية الفلسطينية أثناء أزمتها الأخيرة مع إسرائيل، فيما أثنت على جهود ولي العهد في احتواء الموقف المتصاعد بالأراضي الفلسطينية.
وقالت وكالة “رويترز”، في تقرير سابق لها: إن الحرب في غزة تترك لمحمد بن سلمان خيارًا من أجل إطلاق محادثات سلام في عام 2024، وأضافت: “يمكن لولي العهد الاستمرار في دعم وإعادة إعمار غزة؛ لأن سياسة ولي العهد الأكثر بعدًا للنظر ستجعله يساعد في تمويل إعادة إعمار فلسطين”.