البيئة” تحذر من بيع مخططات على أراضٍ زراعية دون موافقتها القبض على مخالف لتهريبه 304 كيلوجرامات من القات المخدر بجازان القدية تعلن إطلاق مكتب تنفيذي لتسويق وإدارة وجهاتها السياحية لوران بلان: بنزيما غير جاهز لمواجهة العروبة نقل مباراتين لـ الاتحاد والأهلي من الجوهرة النصر يسعى لاستعادة توازنه ضد العين تشكيل مباراة الاتفاق ضد القادسية الكويتي نيمار بعد إصابته: الأطباء حذروني أمانة جدة تستعيد 18 موقعًا على الواجهة البحرية إعلان نتائج القبول النهائي بقطاعات الداخلية والأمن الصناعي
برز الدور الخفي لجهاز الموساد الإسرائيلي بعد حادث الـ 7 من أكتوبر الماضي، عندما فشلت أجهزة المخابرات الإسرائيلية بشقيها الموساد والمخابرات العسكرية في كشف تفاصيل الهجوم قبل وقوعه، إلا أنه كشف حقيقة أكبر وأعمق حول تجنيد شبكة مصالح إسرائيلية داخل الأوساط السياسية الأمريكية والبريطانية، عملت لصالح دعم إسرائيل وضد أي قرار لوقف إطلاق النار أو إعلان هدنة إنسانية، مما أثار موجة من الرأي العام العالمي ضد صناع القرار في أمريكا وبريطانيا أيضًا.
وأثبتت أحداث غزة الأخيرة تجنيد عملاء الموساد وجواسيسه في الكثير من دوائر السلطة البريطانية والأمريكية، وعلى الرغم من أنه تبين فشل الموساد في الكثير من الأحداث الأخيرة بغزة وتل أبيب بخاصة بعد عدم قدرتهم على التنبؤ بهجوم الـ 7 من أكتوبر، مما يؤكد أن الموساد بحاجة ماسة إلى غرفة العناية الفائقة، إلا أن آلاف الوثائق والكتب التي أثبتت أن إسرائيل تجند جيشًا من نوع أخر داخل المؤسسات الحيوية في معظم البلدان القوية بخاصة في بريطانيا وأمريكا.
وأثبتت التجربة مع أحداث غزة وانحياز السياسيين الأمريكيين بشكل مطلق مع إسرائيل أن الموساد يعمل وفق خطة محكمة في صناعته لهذه الشبكات تحت غطاء مؤسسات وشركات رسمية في دول أوروبية مختلفة.
ومن ضمن الوقائع الشهيرة لعملاء الموساد المزدوجين، ما تضمنه كتاب صدر في 2020، أن رجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين، ومديرة أعماله غيسلاين ماكسويل، كانا جاسوسين يعملان مع الموساد الإسرائيلي، وأنهما استدرجا السياسيين ورجال الأعمال الغربيين البارزين بغرض ارتكاب أفعال منافية للآداب مع الفتيات القاصرات، بغرض تصويرهم وابتزازهم فيما بعد لتقديم معلومات لإسرائيل.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن هذا الكتاب الذي يحمل عنوان “الرجال الأموات لا يروون الحكايات”، من تأليف ديلان هوارد، نائب مدير شركة “أمريكان ميديا” الإعلامية، بالاشتراك مع عدد من الصحافيين والمراسلين الذين يزعمون أنهم عملوا لمدة ثماني سنوات لكشف هذه المؤامرة الدولية التي لم يسبق لها مثيل.
ويقول الكتاب إن روبرت ماكسويل، والد غيسلاين الذي توفي في ظروف غامضة في عام 1991 بعد سقوطه من يخته، كان أيضًا جاسوسًا للموساد، وأنه زج بجيفري في عالم الجاسوسية، بعد أن بدأ رجل الأعمال الراحل بمواعدة غيسلاين.
وقال آري بن ميناشي، وهو جاسوس إسرائيلي سابق، إنه كان يتولى تدريب روبرت ماكسويل، وإن الأخير قدم إبستين إلى الموساد وطلب منهم أن يقبلوه كجزء من مجموعة تجسس كبيرة.
وبالفعل تم قبول إبستين، بحسب الكتاب، وفي وقت لاحق، وانضمت غيسلاين إلى المخابرات الإسرائيلية أيضًا. ونقل الكتاب عن خبراء استخباراتيين قولهم إن جيفري وغيسلاين قاما بعد ذلك باستدراج شخصيات سياسية عبر قاصرات وإعطاء الفيديوهات لإسرائيل بغرض ابتزازهم لاحقًا.
وأوضح الخبراء أن مكانة إبستين كرجل أعمال شهير سهلت هذه المهمة بشكل كبير.
وقال مارتن ديلون، وهو مؤلف سبق أن نشر كتابًا عن روابط روبرت ماكسويل بالموساد: “الكثير من السياسيين كانوا يتنقلون بطائرات إبستين، وكانت علاقاتهم به جيدة جدًا. وقد دفع هذا الأمر الموساد لقبول تجنيده حيث إنهم رأوا أنه سيتمكن من إعطائهم المعلومات اللازمة عن جميع هؤلاء السياسيين”.
ولاحقًا تم العثور على جيفري إبستاين، الذي كان يواجه اتهامات بالاتجار بالقاصرات، ميتًا في زنزانته بسجن نيويورك في 10 أغسطس 2020. ووفقًا للتقارير الرسمية، فقد انتحر، ولكن كان هناك الكثير من التكهنات والأدلة التي تشير إلى أنه قُتل بالفعل، حيث ذكر الكثيرون أنه ربما تم اغتياله بسبب علمه بالشخصيات التي ابتزها والأفعال التي ارتكبوها.
وتوفر هذه الأحداث دليلًا ملموسًا على تورط إسرائيل في ابتزاز سياسيين وشخصيات بارزة في الولايات المتحدة. وهذا من شأنه أن يضيف فقط إلى سجل الدولة الذي تم الكشف عنه بالفعل في التلاعب بالأنظمة السياسية للدول الغربية، كما رأينا في الكشف عن محاولة اللوبي الإسرائيلي لإسقاط السياسيين البريطانيين والأمريكيين التي تم الكشف عنها في السنوات القليلة الماضية.
ويقول المؤرخ الإخباري الشهير ديلان هاورد، في إحدى حواراته، إن علاقات إبستين وجمعه للمعلومات الاستخبارية ذهبت إلى أعلى المستويات الحكومية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل. ويعتقد هاورد أن السلطات الأمريكية قد لا تعرف أبدًا الحقيقة الكاملة بشأن إبستين، نظرًا إلى الأدلة التي من المحتمل أن تكون قد دمرت.
وكشف هاورد إن إبستين قد حصل على معلومات تخص كبار رجال السياسة، لدرجة أنه عرّض أيضًا الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر، لذلك تم التخلص منه لاحقًا بحسب روايته.
ويشير مصطلح اللوبي الإسرائيلي إلى شبكة من المؤسسات والأفراد الذين يعملون على تعزيز مصالح إسرائيل ودعمها في السياسة الداخلية والخارجية للدول التي يتواجدون فيها. يُعتبر لوبيًا إسرائيليًا قويًا ونافذًا في العديد من البلدان، بخاصة في الولايات المتحدة.
يعمل أعضاء اللوبي الإسرائيلي على تحقيق مصالح إسرائيل من خلال التواصل مع السياسيين والمسؤولين الحكوميين وصناع القرار في البلدان التي يتواجدون فيها. قد تتضمن جهودهم التوعية بالقضايا الإسرائيلية، وتنظيم الفعاليات والندوات، وتوجيه الضغوط السياسية والاقتصادية لصالح إسرائيل.
تعتبر الولايات المتحدة أحد البلدان التي يمتلك فيها اللوبي الإسرائيلي تأثيرًا كبيرًا. يعود ذلك جزئيًا إلى القوة السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة، وكذلك إلى العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. يقدم اللوبي الإسرائيلي التوجيه والدعم للسياسيين الأمريكيين الذين يؤيدون سياسة إسرائيل، ويعملون على تشكيل الرأي العام وتوجيه القرارات السياسية والتشريعية لصالح إسرائيل.
يجب الانتباه إلى أن وجود لوبيات ليس بالأمر النادر في العلاقات الدولية، حيث يسعى العديد من الدول والمؤسسات لتعزيز مصالحها وتحقيق أهدافها من خلال التأثير على القرارات السياسية في البلدان الأخرى.