طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
يطرح المراقبون دائمًا تساؤلات محورها أسباب الفقر المدقع وتردّي الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تعيشها القارة الأفريقية منذ عقود، بالرغم من أنها أغنى قارة في العالم بثرواتها الطبيعية وهي ثاني قارة من حيث عدد السكان بعد قارة آسيا، وتمتلك موارد اقتصادية وبشرية تؤهل دولها لمكانة تختلف جذريًا عن واقعها الحالي.
طرحت هذا السؤال على نفسي وأنا أتجه ناحية الدرعية لزيارة واحة الإعلام النسخة الرابعة، والتي أقامتها وزارة الإعلام في الرياض، بالتزامن مع استضافة المملكة للقمم الثلاث؛ القمة السعودية الأفريقية، والقمة العربية غير العادية، والقمة الإسلامية الاستثنائية وأنا أرى تفاءلًا غير مسبوق على مُحيّا رؤساء الدول الأفريقية، الذي تقاطروا على الرياض والوفود الأفريقية المصاحبة لهم للمشاركة في أول قمة سعودية أفريقية.
مصدر تفاءل القادة الأفارقة يعود لعدد من المنطلقات الجيوستراتيجية الاستثمارية والاقتصادية والسياسية من ضمنها وجود قناعة وإرادة وتصميم لدى صناع القرار في القارة الأفريقية أنهم وجدوا في السعودية الشريك الاستراتيجي، السياسي والاقتصادي والاستثماري الموثوق الذي تستطيع دولهم من خلالها تعزيز الأمن والاستقرار والسلم ومن ثم الانتقال لمرحلة صناعة الاستثمارات وبناء قاعدة تجارية وسياسية صلبة مبنية على المصالح المشتركة وإرساء السلام، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتحويل التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية العجوز كما يطلق عليها إلى فرص إيجابية تتحول من خلالها إلى القارة اليافعة الجاذبة.
إذن ما الذي تحتاجه القارة الأفريقية؟ وما الذي ستتمخض عنه القمة السعودية الأفريقية؟ التي تعتبر الأولى من نوعها في الرياض.
يؤكد محللون أفارقة أن ما تحتاجه القارة الأفريقية في المقام الأول هو إحلال السلام والأمن وإنهاء الصراعات الداخلية من جهة والحروب دول القارة ذاتها من جهة أخرى باعتبار أنه لا تنمية، ولا رفاهية ولا استثمارات بدون صفرية الأزمات، وإلغاء مفهوم الحلول العسكرية فضلًا عن الجلوس على طاولة الحوار لحل الأزمات والحروب بشكل حضاري لتحقيق السلم ورفاهية الشعوب الأفريقية.
وليس هناك رأيان أن أجندة المملكة من خلال استضافتها القمة السعودية الأفريقية هو تأسيس لتعاون استراتيجي بعيد المدى بين المحور السعودي – الأفريقي تتلاقى فيه المصالح الجيوستراتيجية في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية، والأمنية، والثقافية، بما يعزز المصالح المشتركة السعودية الأفريقية ويحقق التنمية والاستقرار.
ولعبت المملكة دورًا محوريًا، لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل النزاعات في القارة الأفريقية، مما أثمر توقيع اتفاق جدة التاريخي للسلام بين إثيوبيا وإريتريا. كما لعبت دورًا استراتيجيًا في دعم الجهود الدولية والإقليمية، الرامية لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل النزاعات ومحاربة الجماعات الإرهابية والتطرف، وتحسين القدرات الأمنية للدول الأفريقية.
واستضافت المملكة سلسلة المحادثات بين طرفي النزاع في السودان بمدينة جدة، بغرض الوصول لاتفاق سياسي بما يحقق الأمن والاستقرار، والازدهار للسودان وشعبه.
وكانت أفريقيا على الدوام محط اهتمام الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا، إلى جانب الدول الصاعدة.
وعلى ضوء حراك السعودية العالمي المتنامي وتحركها مع الشرق والغرب، كان لزامًا أن تعيد المملكة تموضعها مع القارة الأفريقية.
لقد جربت القارة الأفريقية الأجندات التخريبية للقوى الكبرى ومخرجات علاقاتها مع القوى العظمى التي وطنّت الحروب بالوكالة داخل الدول الأفريقية بعد أن تركتها في مستنقع الحروب والصومال شاهد عيان لما حدث من مآسٍ، يدفع ثمنها الصوماليون حتى اليوم.
واستيقنت دول القارة الأفريقية أن المملكة أضحت بوصلة العالم وتحظى بثقة المجتمع الدولي ولديها كل المقومات الاستثمارية والاقتصادية والقوى النفطية والسياسة المعتدلة التي تهدف لتصفير الأزمات وإحلال السلام والانتقال لمرحلة بناء الاقتصاد العربي والأفريقي، لرفاهية الشعوب واستبدال الكلاشينكوف بالجزرة بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار ويحقق أهدافها التنموية والاقتصادية.
ويجمع الخبراء أن مخرجات القمة السعودية – الأفريقية ستحقق نجاحًا نظرًا إلى العديد من القواسم المشتركة بين الجانبين، ومن أهمها التاريخ المشرف للسعودية في القارة الأفريقية، وقربها الجغرافي، إلى جانب البعد الديني، وسياسة المملكة الواضحة والشفافة تجاه أفريقيا إذ تحظى السعودية بثقة واحترام كبيرين لدى قادة الدول الأفريقية، باعتبارها صمام أمان للعالمين العربي والإسلامي، وتقود سياسة حكيمة تركز على المصالح الاقتصادية والتنموية. فيما يوكد اقتصاديون أفارقة أن مجالات التعاون بين السعودية والدول الأفريقية كبيرة وواعدة جدًا، سواء في الاقتصاد والتجارة والاستثمارات، أو المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الارهاب.
وتعد القارة الأفريقية ثانية قارات العالم مساحة إذ تتجاوز مساحتها ثلاثين مليون كيلومتر مربع. وتمتلك دولها الـ45 خصائص مشتركة، لكنها تختلف في المساحة وعدد السكان والموارد الاقتصادية. وتختلف التفسيرات لأصل اسم القارة الأفريقيةً، فمن قال إن أصلها فينيقي، من أفار التي تعني غبار، ومن قال إن أصلها أمازيغي من إفري وإفران وأفير أي الكهف، ويذهب تفسير ثالث إلى أنها سميت باسم إفريقس، أحد ملوك التبابعة اليمنيين القدماء.
وأكد الباحثون الأنثروبولوجيون أن أفريقيا من أقدم المناطق المأهولة بالسكان على وجه الأرض، وتم في منتصف القرن العشرين اكتشاف حفريات وأدلة على وجود بشري بالقارة قبل عشرات الآلاف من القرون، وقد مرت بها حضارات مختلفة وأبرزها الرومانية واليونانية.
ولم تبدأ القارة التخلص من الاستعمار إلا بعد منتصف القرن العشرين، لكن بعض دولها دخل في نزاعات إقليمية أو عرقية، وتحول من رق الاستعمار إلى قبضة أنظمة عسكرية أو شبه عسكرية. وقد شهدت القارة بين أوائل الستينيات وأواخر الثمانينيات أكثر من سبعين انقلابًا، واغتيل 13 من رؤسائها.
لقد عانت الدول الأفريقية من المجاعة بسبب الجفاف وظاهرة الاحتباس الحراري، والصراع على السلطة والحروب الأهلية، وحان الوقت لإنهاء هذه الصراعات وتغليب الحكمة والعقل وتحويل آلام الشعوب الأفريقية إلى آمال وتطلعات تنعكس على أرض الواقع عبر الأمن والسلام والاستقرار والتنمية المستدامة وهذا ما عكسه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في كلمته التي ألقاها في افتتاح القمة السعودية الأفريقية عندما أعلن عن إطلاق مبادرة #خادم_الحرمين_الشريفين الإنمائية في أفريقيا بقيمة تتجاوز مليار دولار على مدى 10 سنوات.. من هنا ينطلق التحالف البِكْر وصناعة الاستثمار وتعظيم السلام.. ” سعودي – أفرو”.. الشراكة المتعاظمة.. قولًا وفعلًا.