ترقية نظام الترميز الجمركي إلى 12 رقمًا لتعزيز الدقة والربط التقني نتائج السعودية ضد البحرين في كأس الخليج منتخب العراق يعبر اليمن بهدف مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 175 ألف ربطة خبز شمال لبنان المنتخب السعودي لا يخسر في مباراته الافتتاحية بالكويت توضيح من التأمينات بشأن صرف مستحقات الدفعة الواحدة العقيدي أساسيًّا في تشكيل السعودية ضد البحرين الشوكولاتة الساخنة أكثر صحة من خلال استبدال بعض مكوناتها إستاد جابر الأحمد جاهز لمباراة الأخضر والبحرين رينارد يستبعد فراس البريكان من قائمة الأخضر
أكد السفير السعودي السابق لدى إمبراطورية اليابان الدكتور عبدالعزيز عبدالستار تركستاني، عمق العلاقة السعودية مع اليابان، ومحبة اليابانيين للمملكة، التي تمتد منذ عقود طويلة.
وروى في الحلقة الثانية في لقائه مع برنامج “مخيال” الذي يبث على القناة السعودية الأولى، كل يوم جمعة الساعة ١ ظهرًا ويقدمه الإعلامي عبدالله البندر، لأول مرة تفاصيل لقائه وحواره الذي انفرد به عن أقرانه السفراء، مع الإمبراطور الياباني ناروهيتو، في إحدى المناسبات بالرغم من وجود أكثر من 170 سفيرًا ودبلوماسيًا، ولم يقف الإمبراطور إلا أمام السفير السعودي.
وقال كانت هناك بالمصادفة مقابلة نشرت في نفس اليوم في الصحيفة اليابانية، لذا فإن الإمبراطور الياباني توقف معي وأبلغني أنه اطلع على ما تم نشره، وشكرني على ما احتواه اللقاء بكلمات جميلة عن اليابان، وكان حديث الإمبراطور معي مثيرًا لفضول وغيرة بقية السفراء لمعرفة التفاصيل لكنني لم أبلغهم بما سمعته من الإمبراطور.
واستذكر السفير تركستاني تفاصيل حدث شهير بين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله مع ولي عهد اليابان، وقال كان الملك الراحل رحمه الله، يتميز بالحكمة والشجاعة في اتخاذ القرار ومعرفة المصلحة المشتركة، وكان اليابانيون يحفظون للمملكة الكثير من الود والمحبة، حيث إن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، في خضم الحرب العالمية الثانية عام 1938، أنشأ أول مسجد في طوكيو.
وفي احتفال تنصيب الملكة إليزابيث، في الستينيات، تم تكليف الملك فهد رحمه الله، وقتها من الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بالحضور لتلك المناسبة، وتم تخصيص مقعد له في البروتوكول في الصف الأمامي للحضور في القاعة الرئيسية للحفل، فيما خصصوا لولي العهد الياباني وقتها مقعدًا في الصف الثاني وذلك لحسابات بريطانية، وكان هناك حوار جانبي بينهما، وأدرك الملك فهد أن المكان لا يليق بولي عهد اليابان، فكسر الملك فهد البروتوكول البريطاني، وقدم ولي العهد الياباني أمامه، لذا صدر أمر إمبراطوري بأن تكون السعودية أول دولة يزورها أي ولي عهد ياباني، كنوع من الجميل للمملكة.
وأشار تركستاني إلى أن اللغة اليابانية هي لغة تصويرية، برسومات، ثم يتم اختزالها بحروف معينة، مبينًا أن أصل لغة اليابان أتت من الصين والحروف الموجودة في جدران الأهرامات، وأشار إلى أنه لا بد من دراسة 1860 حرفًا حتى تستطيع دراسة الصحيفة اليابانية، ثم المرحلة الثانية 5 آلاف، ثم 8 آلاف، مبينًا أنه درس 11 ألف حرف.
وأوضح أنه أجبر على تعلم اللغة اليابانية في الفترة الأولى خلال سنة واحدة، وروى أول تجربة له في الترجمة، لسمو الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله عندما كان الرئيس العام لرعاية الشباب وقتها، خلال الحفل الرئيسي لحفل رؤساء رعاية الشباب، ونجحت في الترجمة بنسبة 70%، واعتذرت لابن الإمبراطور المرافق وقتها على أن ترجمتي لا ترتقي للغة اليابانية الرفيعة، فابتسم وسمح لي.
كما بين أنه جلس كطالب في اليابان خلال الفترة الأولى 8 سنوات، وقال وقتها أشرفت على إنشاء مركز إسلامي، ومعهد فرع تابع جامعة الامام محمد بن سعود، لتعليم اللغة العربية مجانًا.
وأشار إلى أنه عاد للتدريس في جامعة الإمام بالرياض، ثم خرج للقطاع الخاص، في التسويق، وقال عملت في شركة يابانية سعودية، بطلب إعارة عام 1991، وجلست 4 سنوات، واستفدت كثيرًا من الفكر الإداري الياباني، وتم اختصار الوقت والفكر لدخول اليابانيين للسوق السعودي.
وفي هذا الصدد ذكر تركستاني أنه تشرف بالترجمة للعديد من الشخصيات السعودية البارزة، حيث ترجم للملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان وليًا للعهد، كما ترجم لكل من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن عبدالعزيز، الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمهم الله، بالإضافة إلى الأمير أحمد بن عبدالعزيز.
وروى قصة الترجمة لوفد ياباني خلال لقائه الملك عبدالله رحمه الله، حيث تمت الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة اليابانية، وقال أنه في دقائق معدودات تمت دعوته للترجمة للملك الراحل، وتذكر قصة والده ووالدته رحمهما الله، وهم يدعون له، عندما كان يقول لهما أنه يريد الترجمة للملك، حيث كان حلمًا وتحقق.
وأوضح أن الملك عبدالله كان يتحدث عن حوار الأديان، ولا بد من الكتابة للترجمة لذا لا بد من أخذ مساحة من الوقت، وقال “اعتذر لي الملك وهذه أخلاق الملوك”.
وبين أنه ساهم في ترجمة معاني القرآن الكريم للغة اليابانية، وقال وقفنا عند الآية الكريمة “هن لباس لكم”، وكان لا بد من توصيل المعنى العميق، لذا كنا مجموعة من المسلمين المترجمين العرب والباكستانيين، أخذنا 8 أسطر لشرح كلمة “لباس” للقارئ الياباني.
وشرح السفير تركستاني قصة تعينه سفيرًا لدى اليابان، حيث كان أول سفير سعودي يتحدث اللغة اليابانية، وقال اتصل بي سمو الأمير خالد بن سعود وكيل وزارة الخارجية وقتها، وكان السفير السعودي السابق في اليابان بلغني عندما كنت في إجازة في اليابان، بأنه تم الترشيح، لكن لم يكن في بالي أنه سأكون سفيرًا.
وأضاف أنه كان من بين أول 3 سفراء، يؤدون القسم لأول مرة، أمام الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله.
وبين أنه تشرف أيضًا بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان وليًا للعهد، وبرفقته سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عندما زارا اليابان، وقال لمست الأخلاق، وهو حفظه الله قاموس العلم، بل شجعني كثيرًا، ويكفيني أنه كان يسأل عني عندما كنت في رحلة علاجية.
وأضاف الرد على خطاب تعيني من اليابان لم يكمل أسبوعًا واحدًا، وهو أمر استثنائي بالنسبة لتعيين السفراء.
وحول الآلية اليابانية في لقاء الإمبراطور الياباني، والذي يحتفظ بهيبته، وقال هو شخصية مميزة وليست كشخصية عادية، وتم تحديد الوقت بدقة، للانتقال إلى القصر الإمبراطوري، والذهاب للقاء الإمبراطور، وطلب الانحناء احترامًا له، كطريقة تحية يابانية، واستخرت الله فلم أنحن للإمبراطور، ولم أحتج لمترجم وقتها.
وبين أنه بعد أسابيع قليلة من وصوله، نجح في اقناع الخارجية السعودية بترشيح المرشح الياباني لمنصب الأمين العام لوكالة الطاقة الذرية، والذي كان ينافسه مرشح إفريقي، وقال نظرنا للمصلحة العليا، وهنا تظهر أهمية وقوة موقف السعودية بين الدول.
وروى علاقته الخاصة برئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي، وزيارته التاريخية إلى السعودية، والتي ألقى فيها سياسة اليابان لدى الشرق الأوسط.
وقال شينزو آبي كان محبًا للمسلمين بصفة عامة والمملكة بصفة خاصة، واليابانيون يعتمدون على المملكة في النفط، حيث إن 40% من البترول يأتيهم من السعودية، وزار المملكة، وأعجب بالعلا والفكر الجديد والمتجدد بالمنطقة.
وتحدث عن عملية اغتيال شينزو آبي، مبينًا أنه ليس لديه أي علاقة بالسياسة، ولا توجد هناك اغتيالات سياسية في اليابان.
وبين أنه شهد أحداث زلزال تسونامي في اليابان في مارس 2011، عندما كان سفيرًا في اليابان، وقال كانت مخيفة جدًا، كنت في الفندق وأحسسنا بالزلزال واعتقدنا أنه بسيط، لكن مع اشتداده كثيرًا خرج الجميع من الفندق، والذهاب إلى مكان متسع، وأدركنا أنه أمر خطير، خصوصًا أنه امتد لـ 60 ثانية، وكان ارتفاع الموج يصل إلى 33 مترًا.
وأضاف فكرت حقيقة في مصير أسرتي وأبنائي كانوا في المدارس، وكنت قلقًا على أهلي، ولم تكن هناك وسيلة تواصل، كما كان هناك عدد من المواطنين السعوديين في منطقة متأثرة بالزلزال.
وقال جاءني توجيه من الأمير الراحل سعود الفيصل وزير الخارجية رحمه الله، بفعل أي شيء لإحضار المواطنين، وتم لأول مرة إرسال طائرة هيلوكوبتر، وتم إحضارهم وعدد من الجاليات الأخرى.
وأضاف إن السعودية ساعدت اليابان في المنطقة المنكوبة، بتبرع سخي لإعادة إحياء المنطقة المنكوبة، وتمت إنارة 42 ألف منزل.
وحول طريقة تفكير اليابان للمنطقة العربية، أشار إلى أن اليابانيين كحكومة وشعب من المحبين للمملكة والدول العربية والإسلامية، ولم يؤثر اختلاف الأحزاب الحاكمة على هذه المحبة.
وبين أن التعاطي مع قضية فلسطين مع اليابان، مرت بمرحلتين، الأولى إن اليابان كانت من أواخر الدول التي اعترفت بإسرائيل، وناصرت القضية الفلسطينية في البدايات، ووقفت ضد الفيتو الأمريكي في الأمم المتحدة للسماح بإنشاء دولة فلسطين، أما الجزئية الثانية فإن أمريكا مسيطرة على صانعي القرار السياسي في الكثير من الدول ومن ضمنها اليابان، والذين لا زالوا تحت العباءة الأمريكية، حيث إن 85% من الأحزاب اليابانية ترى أهمية البقاء تحت تلك العباءة، لارتباط ذلك بميزانية الدفاع، لكن صوت البقية غير مؤثر.
واعتبر السفير تركستاني أن زراعة الأرز في اليابان هي التي نشاهدها الآن في دقة الصناعة اليابانية المختلفة في ميتسوبيشي وساعات سيكو، حيث إن أول صناعة ساعات في اليابان كانت في عام 1858م، مبينًا أن صناعة الأرز تحتاج دقة في وضع الشتلات، بوضع مسافات متساوية بينها يمنة ويسرة، واليابانيون يحبون العمل الجماعي والدقة في العمل، فيستعين المزارع الياباني مع زوجته وأبنائه، بجيرانه للزراعة، لوضع الشتلات بدقة دون أخطاء للحفاظ على المحصول، مما يؤثر على دقة العمل عند الشعب الياباني.
وبين أنه في الفترة ما بين 1648 ولمدة 200 سنة، كانت اليابان على استعداد لزيادة المتعلمين في اليابان، وزيادة الثقافة الزراعية والتصنيع.