أهداف وفوائد برنامج المصافحة الذهبية سبب قطبي ينقل حفل تنصيب ترامب لقاعة مغلقة توقعات بانخفاض درجات الحرارة ابتداء من الأحد المقبل ترتيب دوري روشن بعد ختام الجولة الـ15 التعادل الإيجابي يحسم مباراة التعاون والنصر توضيح مهم بشأن التسجيل في ضريبة القيمة المضافة مخيمات مبتكرة بتقنيات جديدة في موسم الحج 1446 أمانة جدة تدخل موسوعة جينيس للمرة الثانية وظائف شاغرة في شركة الفنار وظائف شاغرة لدى الفطيم القابضة
تناولت ندوة حوارية متخصصة نظمها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2023، الغنى الثقافي والأصالة التاريخية للهجات السعودية، بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والمتخصصين في اللغة العربية، وقدمها الدكتور علي العمري.
وتحدث الدكتور مهدي القرني عن نشأة اللهجات، وقال: إن أمرها معقد وطويل، واختلف موقف المتخصصين والباحثين فيها بالنظر إلى التنوع والثراء والتحولات التي طرأت عليها، كما تفاوت الموقف منها بين الشدة والمرونة في الأخذ بها وعدِّها ميداناً للدرس والبحث الأكاديمي.
وأكد القرني أن اللغة العربية حازت مجداً لا يذهب منذ اصطفاها الله لغة للقرآن الكريم، “وعزز الوحي الكريم مكانة اللغة العربية وأثنى عليها في محكم التنزيل”، مضيفاً أن العلماء عبر التاريخ عُني الكثير منهم باللغة وخدمتها ودراستها.
وأسهب في الحديث عن انتشار اللغة العربية وتاريخ علاقتها بألسنة الأمم الأخرى واشتباكها مع اللغات النظيرة، وذكر أن العربية “بسطت سيطرتها على بعض الأعراق وحلت مكان لغاتها الأم الأصلية”.
وعرّف اللهجة بأنها “العادات الكلامية لمجموعة كبيرة من الناس”، مشيراً إلى أن لكل منها خصائص وعناصر تيسّر فهمها والتواصل من خلالها، وأن علاقة اللهجة باللغة مثل علاقة الخاص بالعام، واللغة “بمثابة الظل الذي يشتمل في الغالب على عدد من اللهجات”.
ووصف الدكتور فالح العجمي اللهجات بأنها تتمتع بمرونة وتلقائية وغنى كبير، وعلى رغم ذلك لا تنظر الدراسات التقليدية بجدية إلى اللهجات، لافتاً إلى أن “اللغة هي بنت اللهجات، على عكس المتوقع”.
وأوضح العجمي أن موقف التراثيين وخصومتهم مع اللهجات بوصفها منافساً للغة العربية موقف “يخالف الصواب”، وأن اللهجات إذا نُظر إليها ككيانات قائمة بذاتها فإنها تخدم اللغة الأدبية المكتوبة التي تعيش على غنى اللهجات وثرائها.
وأحصى عدداً من خصائص اللهجات، أولها المرونة، وسرعة إيقاع معجمها في مواكبة الواقع المتغير، بخلاف اللغة الأدبية البطيئة، منبهاً على تنوع التراكيب فيها بالنظر إلى استعمالاتها، وتحللها من ضغط التراكيب المعقدة والصارمة.
واستطرد بأن الغنى والتلقائية من خصائص اللهجات؛ لأنها لا تتطلب التعلم والإتقان، بل يتناولها الفرد بفطرية، ودلالاتها واضحة ومباشرة، بخلاف اللغة الأدبية التي تلتبس دلالاتها لصيرورتها التاريخية وتقادمها الزمني.
أما الدكتور علي المشعوف فرأى أن إدخال اللهجات في البحث العلمي كان “إثماً مجرماً” من بعض الأوساط الأكاديمية، وأن الموقف من ذلك تغير مؤخراً، لكن ما زال ثمة تشدد في عدم جعل اللهجات جديرة بالاهتمام والعناية العلمية، على رغم الصلة الوثيقة بين اللغة الفصحى وبناتها من اللهجات.
وقال المشعوف: إن الدرس اللهجي واسع وأصيل. واستشهد بلهجة تهامة جنوب السعودية، ووصف بعض البيئات بأنها حافظت على لهجتها الأصيلة، ولم يخل بها اللحن وضعف التراكيب.
وزاد: “عند تأمل اللهجات السعودية نجِد معجماً أصيلاً مع قليل مما أصابها على مستوى الإبدال المكاني والصوتي والتراكيب والإمالة والنحت، كما نشهد في بعض المناطق موت الكثير من اللهجات واندثار معجمها بعد أن غمَرتها اللغة اليومية بالمفردات الأجنبية والدخيلة، وهو ما ينبغي التنبّه إلى معالجته والالتفات إليه بجدية”.