تركي آل الشيخ يدشّن ستديوهات الحصن بيج تايم بالرياض تحت رعاية عبدالعزيز بن سعود.. انطلاق المؤتمر والمعرض الدولي لعمليات الإطفاء 8 اشتراطات جديدة لإنشاء المطبات الاصطناعية في أحياء العاصمة المقدسة وظائف شاغرة في شركة BAE SYSTEMS ميتروفيتش: استحقينا الفوز وقدمنا مباراة جميلة جيسوس: عودة نيمار لن تكون سهلة سدايا تستعد لمنافسات المرحلة النهائية لـ تحدّي علاّم بمشاركين من 17 دولة وظائف شاغرة في فروع شركة معادن وظائف شاغرة بمستشفى الملك خالد للعيون وظائف شاغرة لدى هيئة عقارات الدولة
سيكون لدى المملكة ما تقدمه من تجربة ثرية وفريدة في التصدي لظاهرة التغيرات المناخية، خلال فعاليات أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط، التي انطلقت اليوم (الأحد) في العاصمة الرياض، هذه التجربة يمكن أن تلهم العالم بضرورة ابتكار طرق جديدة، من خارج الصندوق، للحد من تداعيات هذه الظاهرة المقلقة، التي يمكن أن تسبب المزيد من الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة نسبة الاحتباس الحراري.
وانطلقت فعاليات الأسبوع، وحضرته شخصيات عربية مهمة من جميع الدول العربية والإسلامية في المنطقة، إلى جانب حزمة من الاختصاصيين الدوليين، الذين أشادوا بالجهود السعودية والعربية في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، وشددوا في الوقت نفسه على ضرورة استمرار هذه الجهود، لضمان بيئة خالية من الملوثات المضرة بالبيئة والحياة فيها.
وإذا كان التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة العربية نال النصيب الأكبر والاهتمام المباشر من حضور الفعاليات، لما يسببه من أضرار على البيئة، إلا أنه في المقابل، أشاد الحضور بالابتكارات والتقنيات الجديدة التي يبتكرها أبناء المملكة للحد من هذه الأخطار، في إشارة إلى إمكانية العلم في التوصل إلى حلول للمشكلات التي يواجهها الإنسان.
ما يلفت الأنظار في الفعاليات، الحرص السعودي على التوازن بين متطلبات النمو الاقتصادي من جانب، والحد من أضرار التنقيب، واستخراج النفط والغاز من جانب آخر، في مشهد يعكس حرص المملكة على الالتزام بكل التوصيات الخاصة بمواجهة التحديات المناخية، واستمرار المسيرة الاقتصادية.
وتبدو جهود المملكة في مواجهة التحديات المناخية، نوعية واستثنائية، وذات جدوى كبيرة في تحقيق الأهداف المرجوة، هذه المبادرات ليس أولها “الرياض الخضراء”، و”السعودية الخضراء”، وليس آخرها “الشرق الأوسط الأخضر”، وتفعيل برامج الطاقة الخضراء، لتكون بديلًا للوقود الأحفوري.
وبجانب مبادرات المملكة المعلنة، كانت هناك تحركات مهمة، من شأنها بناء مستقبل للأجيال المقبلة، وضمان عيشها داخل بيئات صحية نموذجية، ويجسد هذه التحركات، إعلان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان عن مدن جديدة، بمواصفات خاصة، تجعلها صديقة للبيئة، من هذه المدن ـ على سبيل المثال ـ مدينة نيوم.
وتعتبر “نيوم” مخططًا مستقبليًّا، تتطور وتتقدم فيه البشرية دون المساومة على سلامة الكوكب. كلفة هذا المشروع تزيد على 500 مليار دولار، وهو جزء من رؤية المملكة 2030 الهادفة لوقف اعتماد اقتصاد البلاد على النفط.
وتتميز مدينة نيوم بشواطئ مضيئة، تتوهج في الظلام، وملايين الأشجار، وقطارات سككها معلقة في الهواء، وقمر مصنع، وداخل نيوم، ستكون هناك مدينة “ذا لاين” التي تقام على مساحة 170 كم، وتحافظ على 95% من الطبيعة في نيوم، وهي خالية من السيارات، وخالية من الكربون، مبنية على خط مستقيم يزيد طوله على 100 ميل في الصحراء، وستكون “ذا لاين” صديقة للبيئة، ستُسّجل صفر شوارع وصفر سيارات وصفر انبعاثات كربونية.
وتعيد “ذا لاين” تعريف مفهوم التنمية الحضرية من خلال تطوير مجتمعات، يكون فيها الإنسان محورها الرئيس، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من 150 عامًا؛ ما يعزز جودة الحياة، ويضمن الوصول إلى كل مرافق الخدمات الأساسية، بما في ذلك المراكز الطبية، والمدارس، ومرافق الترفيه، إضافة إلى المساحات الخضراء في غضون 5 دقائق سيرًا على الأقدام.
وتعتبر “ذا لاين” مشروعًا عملاقًا، ويعتمد ثورة حضارية للبشر، وجاء المشروع لصالح الإنسان ولدعم رفاهيته، بحسب ولي العهد الذي تساءل وهو يعلن عن هذه المدينة “لماذا يُضحى البعض بالطبيعة في سبيل التنمية؟ ولماذا تنتهي حياة 7 ملايين إنسان سنويًّا بسبب التلوث؟ ولماذا نفقد مليون إنسان سنويًّا بسبب الحوادث؟ ولماذا نقبل أن تهدر سنوات من حياة الإنسان في التنقل؟ مشددًا على أن الحاجة إلى “تجديد مفاهيم المدن” باتت مُلحة.
ويرتبط مشروع “ذا لاين” بالطاقة النظيفة أو قريب إلى حد ما من أهداف نيوم البيئية والتنموية، ووضعت الشركة المنفذة للمدينة الصديقة للبيئة على موقعها ساعة تظهر عدًّا تنازليًّا لموعد إطلاق المشروع. ويأتي ذلك استجابةً مباشرة لتحدّيات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، مثل البنية التحتية المتهالكة، والتلوث البيئي، والزحف العمراني والسكاني.
وفي “ذا لاين”، يمكن إنجاز كل المصالح عن طريق المشي لمدة 5 دقائق، كما أن تكلفة البينة التحتية فيها أقل بنسبة 30%، بينما جودة الخدمات أعلى بنسبة 30%، وتعتمد المدينة على الطاقة المتجددة بنسبة 100%”، لتشغيل الكهرباء والخدمات.
وأكد ولي العهد على أن المجتمعات في مدينة ذا لاين ستكون مترابطة افتراضيًّا فيما بينها، على أن يتم تسخير نحو 90% من البيانات؛ لتعزيز قدرات البنية التحتية في حين يتم تسخير 1%من البيانات في المدن الذكية الحالية.
ولبناء اقتصاد المستقبل؛ تتعاون نيوم مع قيادات متخصصة من مختلف أنحاء العالم، على توفير حلول ناجعة لتحديات التوسع الحضري التي تعترض تقدم البشرية، وستكون “ذا لاين” بيئة جاذبة للمبدعين وروّاد الأعمال والمستثمرين.