بجوائز 36 مليون ريال.. انطلاق مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2024 في الرياض طيران ناس يحتفي بذوي الإعاقة وأسرهم على متن رحلاته استثمارات بـ 225 مليون ريال وإنجازات نوعية لـ 86 مبادرة في منتدى مبادرة السعودية الخضراء لقطات لولي العهد وقادة الدول المشاركة خلال التوجه لمقر انعقاد قمة المياه الواحدة حماد البلوي: التحديات كثيرة في رحلة تقديم ملف استضافة المونديال الهلال يبحث عن الفوز الخامس ضد الغرافة أمام الغرافة.. الهلال يستهدف الصدارة رئيس كوريا الجنوبية يعلن الطوارئ والأحكام العرفية بالبلاد القبض على مواطن هدد آخر في محتوى مرئي متداول الفيحاء يُنهي تعاقده مع كريستوس كونتيس
بعودة رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف إلى بلاده بعد أربع سنوات في منفاه الاختياري في لندن، بسبب القضايا المرفوعة ضده منذ عام ٢٠١٧، والذي اعتبرها شريف بأنها مهندَسة تدخل الباكستان مرحلة سياسية جديدة، قد تمهد لعودة شريف لمنصب لرئاسة الوزراء للمرة الرابعة وفوز حزبه في الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في يناير العام المقبل.
ودشن رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف فور وصوله حراكه بتجمع لأنصاره في لاهور في مينار باكستان هذا التجمع الذي وصفه المراقبون بأنه الأكبر في تاريخ الباكستان معتبرين أن التجمع الانتخابي المليوني كان بمثابة انطلاقة مبكرة لحملته للانتخابات المقررة العام المقبل.
ولم تؤكد المصادر إن كانت عودة شريف تأتي في إطار اتفاق مع المؤسسة العسكرية الحالية بالتهدئة وعدم التصعيد ضد القادة العسكريين السابقين، والذي اعتبرهم شريف في الماضي بأنهم وراء إبعاده عن السلطة عام ٢٠١٧، فيما أبانت مصادر موثوقة أن هناك حالة من التناغم بين نواز شريف والمؤسسة العسكرية الحالية وقناعة من الطرفين بأن ينأى الجيش عن نفسه عن الشأن السياسي وهذا ما تحدث عنه شريف في كلمته لمئات الآلاف من مناصريه في لاهور بشكل غير مباشر عندما قال: “علينا العمل وفق الدستور والمؤسسات الشرعية ” مؤكدًا في نفس الوقت على ضرورة تناغم كافة المؤسسات الرسمية لمصلحة باكستان كشعب ودولة.
وقال نواز شريف بشفافية انه لن ينتهج سياسة الانتقام مع المعارضة موضحًا أن الشعب الباكستاني يحتاج لإنقاذ من الحالة الاقتصادية الهشة. ولم ينتقد شريف خلال خطابه القيادات العسكرية السابقة ولم ينتقد أيضًا عمران خان بشدة كعادته مكتفيًا بتقديم إحصائيات وأرقام، مقارنًا الوضع الاقتصادي الباكستاني خلال فترة حكمه من ٢٠١٣ حتى ٢٠١٧ وفترة حكم عمران متحدثًا عن الفروقات في أسعار الكهرباء والخبز والوقود إبان حكمه وفترة حكم عمران. قائلًا: “هذه روايتنا الحقيقية التي نقدمها للشعب الباكستاني”.
وتأتي عودة شريف الذي أقام في المنفى منذ عام 2019، كان رئيسًا للوزراء ثلاث مرات، في وقت يقبع فيه منافسه الرئيسي عمران خان في السجن منذ أغسطس وجُرد من أهلية خوض الانتخابات لمدة خمس سنوات بسبب قضايا فساد. وتشهد الباكستان تضخمًا جامحًا وشحًا في احتياطي العملات الأجنبية، ما دفع البلاد إلى شفير تخلف عن السداد.
وأصدرت محكمة في إسلام آباد إفراجًا استباقيًا بكفالة عنه حتى 24 أكتوبر في خطوة ستجنبه التوقيف لدى عودته إلى البلاد.
وكان شريف قد أقيل من منصبه عام 2017 بسبب مزاعم فساد فيما عرف آنذاك بـ “وثائق بنما” التي طالت زعماء دول وشخصيات مشهورة حول العالم، حيث طالته تهم بغسل الأموال وعدم كشف ممتلكاته بالخارج، مما عد تهربًا من الضرائب وإخفاء للممتلكات.
ولم تكن المرة الأولى لخروج شريف من الحكم، فقد أقيل المرة الأولى عام 1993 بعد أقل من 3 أعوام بقرار من رئيس البلاد آنذاك، في فترة كانت تسودها الخلافات السياسية بين الأحزاب، ثم انقلب عليه الجيش في فترته الثانية عام 1999، ليكون أحد أبرز الزعماء الباكستانيين الذين لم يكملوا فتراتهم القانونية.
ومنعت المحكمة العليا شريف من شغل أي منصب سياسي مدى الحياة. ونفى شريف أن يكون ارتكب أي مخالفات، وهو ما مهد لعودته بعد ضمن محاموه عدم وجود أي مستمسكات قانونية ضده لإلقاء القبض عليه.
وبعد إدانته في ديسمبر عام 2018، سُجن نواز شريف لمدة 10 أشهر، ثم أُطلق سراحه لأسباب طبية وسُمح له بالسفر إلى لندن لعدة أسابيع لتلقي العلاج.
ورغم عدة استدعاءات للمثول أمام المحاكم الباكستانية، فإنه بقي في لندن، حيث واصل قيادة حزبه في الكواليس وانضم حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية – جناح نواز» إلى منافسه القديم «حزب الشعب الباكستاني» التابع لعائلة بوتو، الذي يهيمن أيضًا على السياسة الباكستانية منذ عقود، للإطاحة بخان من خلال مذكرة حجب الثقة في أبريل عام 2022.
وقال شريف أمام الحشود واضعًا وشاحه الأحمر الشهير “ألقاكم اليوم بعد طول غياب، لكن محبتي لكم لا تزال على حالها. لم تخونوني يوما ولم أخنكم يومًا”.
ولا يزال شريف يتمتع بشعبية كبيرة في البنجاب، في أوساط الشارع وبين أكبر الطبقات سنًا، لكن جيل الشباب، الذي سئم رؤية الأشخاص أنفسهم يحتكرون السلطة، يفضل عمران خان القابع في السجن.
ولم تطأ قدم شريف (73 عامًا) باكستان منذ مغادرته إلى لندن عام 2019 لتلقي العلاج بينما كان يقضي حكمًا بالسجن لمدة 14 عامًا بتهمة الفساد. ولا تزال الأحكام سارية لكن المحكمة منعت السلطات من اعتقاله حتى يوم الثلاثاء حتى يمثل أمامها. وتواجه باكستان أزمات أمنية واقتصادية وسياسية متداخلة دفعت إلى إرجاء الانتخابات إلى يناير 2024.
وُلِد شريف البالغ من العمر ٧٠ عامًا لعائلة غنية جدًا في مدينة لاهور ودخل عالم السياسة ليحمي مصانع عائلته من التأميم. في الثمانينيات، حظي شريف بحماية من الجنرال محمد ضياء الحق وأصبح سياسًا بارزًا في البنجاب إحدى أكبر وأغنى محافظات البلاد. في العام 1990، انتُخِب شريف رئيس وزراء بعد أن أطاح بمنافسته بي نظير بوتو التي أقصاها الجيش. وكان مجلس البرلمان الباكستاني قد أقر قانونًا يحد من الفترة التي يحرم فيها نائب من أهليته للترشح، و هو الأمر الذي مهد الطريق لعودة شريف إلى الحياة السياسة إلا أن هذه العودة لا تعني أنه سيصبح رئيسًا للوزراء إذا فاز حزبه، “رابطة مسلمي باكستان – جناح نواز”، في الانتخابات، فشقيقه شهباز يملك أيضًا فرصه ويُنظر إليه على أنه أكثر تصالحًا مع الجيش إلا أن مصادر سياسية أكدت أن شريف هو المرشح لمنصب رئيس الوزراء في حالة فوز حزبه في الانتخابات القادمة.
وفي مثل هذه الظروف السياسية والاقتصادية تعول باكستان على الانتخابات التشريعية، لتنصيب حكومة مستقرة تستطيع قيادة تعافي البلاد الاقتصادي، وإعادة الهدوء إلى المجتمع الباكستاني الذي يواجه أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه.