أكد أن الرؤيا الصالحة بشرى من الله

خطيب المسجد النبوي: تعبير الرؤى فتوى ولا يجوز الخوض فيه بغير علم

الجمعة ١ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ٢:٥٥ مساءً
خطيب المسجد النبوي: تعبير الرؤى فتوى ولا يجوز الخوض فيه بغير علم
المواطن - فريق التحرير

حث الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم المصلين، على تقوى الله والعمل الصالح، مشيرًا إلى أن الرؤية الصالحة بشرى من الله، مشددًا على أن تعبير الرؤى فتوى ولا يجوز الخوض فيه بغير علم.

وقال الشيخ د. عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي، مستشهدًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرُّؤْيا ثَلاثَةٌ: فَرُؤْيا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللهِ، ورُؤْيا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطانِ، ورُؤْيا ممَّا يُحَدِّثُ المَرْءُ نَفْسَهُ.

حجب الغيب

وتابع: أيها المسلمون: أسبغ الله على عباده نعمة ظاهرة وباطنة؛ فالظاهرة ما تُرى بالأبصار من المتاع والتوفيق للطاعات، والباطنة ما يجده المرء في نفسه من العلم بالله وما يدفعه الله عنه من الآفات؛ والله بحكمته حجب علم الغيب عن الخلق، ولا سبيل إلى معرفة الغيب إلا بما يطلعه الله على رسله.

وأضاف: ومن نعم الله الباطنة وعجائب صنعه الباهرة؛ أن أبقى جزءًا من النبوة لمعرفة بعض الغيب بما يطلع عليه من نعم يشاء من عباده في منامهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة؛ ففيها من بديع الله ولطفه ما تزيد المؤمن في إيمانه، فتنبؤه عن الماضي والحال والمستقبل بما يغنيه عن كذب الكهان ونحوهم، وفيها حث على الخير، وتحذير من الشر، وبشارة ونذارة؛ ولشأن الرؤيا في حياة الناس، وكثرة وقوعها، وانقسامهم فيها ما بين غال ومفرط بينت النصوص حالها.

رؤيا الأنبياء

واستطرد خطيب المسجد النبوي: وللرؤيا مع الأنبياء شأن في أشد المحن والأحداث، وهي وحي لهم دون غيرهم؛ قال إبراهيم لإسماعيل عليهما السلام: يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فرفع الله مقام إبراهيم بتصديقه للرؤيا وامتثاله لأمر ربه، فأبقى له ثناء صادقًا جيلًا بعد جيل.

وأكمل: والرؤى أنواع؛ واحدة منهن حق لا بد من وقوعها، واثنتان باطلة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: الرؤيا ثلاثة: فرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، قال الإمام أحمد رحمه الله: الرؤيا من الله عز وجل، وهي حق إذا رأى صاحبها شيئًا في منامه ما ليس هو ضغث؛ فقصها على عالم وصدق فيها، وأولها العالم على أصل تأويلها الصحيح ولم يحرف.

وأضاف: والله حفظ نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم من تمثل الشيطان به، فمن رآه في المنام فقد رآه حقا، ومن رأى النبي في المنام لا يدل على أنه خير من غيره، ومن رآه على غير صفته الواردة في السنة والسيرة، أو رآه يأمره بباطل؛ فهي أضغاث أحلام.

وأوضح أن الرؤيا لا يثبت بها شيء من الأحكام، فالدين تم بموت النبي صلى الله عليه وسلم؛ وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثًا في اليقظة.

واختتم قائلًا: الرؤيا الصادقة واقعة لا محالة سواء عبرت أم لا، وأما زمن وقوعها فقد تقع حالًا، وقد يتأخر وقوعها قليلًا أو كثيرًا، قال عبدالله بن شداد رحمه الله: وقعت رؤيا يوسف عليه السلام بعد أربعين سنة، وإليها ينتهى أقصى الرؤيا.