طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
تستعد الرياض لإطلاق معرضها الدولي للكتاب 2023، والمقرر عقده في الفترة من 28 سبتمبر إلى 7 أكتوبر في مقره الجديد بجامعة الملك سعود، تحت شعار وجهة ملهمة على مساحة تتجاوز 46 ألف متر مربع.
ويعتبر معرض الرياض الدولي للكتاب 2023 هو أكبر معرض للكتاب في السعودية، والأكبر عربيًا من حيث تنوع البرنامج الثقافي، وفعالياته المناسبة لجميع الفئات العمرية.
ويشهد المعرض مشاركة واسعة من دُور النشر ودُورٍ الوكالة، وهيئات ومؤسسات ثقافية، تقدم آخر الإصدارات والعناوين لأكثر من مليون زائر، إلى جانب دُورٍ عالمية تعرض المقتنيات النادرة والثمينة، مثل: الكتب والمخطوطات النفيسة، واللوحات الفنية.
وسيستمتع الزوار طوال عشرة أيام متتالية بفعاليات البرنامج الثقافي الذي يتضمن أكثر من 200 فعالية، ومنها: ندوات حوارية، وأمسيات شعرية يُحيِيها نخبة من شُعراء الفصحى والنبطي، وورش عمل في شتى ميادين المعرفة، إلى جانب الرواة، وفعاليات متنوعة لتثقيف الطفل، وإثراء قدراته، وصقل مهاراته المعرفية في أجواء مليئة بالثقافة. هذا بالإضافة لعروضٍ مسرحية سعودية ودولية، وحفلات موسيقية وغنائية، إلى جانب فعالية “حديث الكتاب” التي تستضيف نخبة من المفكرين والمؤلفين المؤثرين، في فعاليات تعكس كافة عناصر الثقافة ومكوناتها.
ويحتضن المعرض منصات لتوقيع الكتب التي تستضيف مجموعة من الكُتاب لتوقيع أحدث إصداراتهم وإهدائها إلى قرائهم، ومنطقة واسعة للطفل، وعددًا من الأجنحة الداعمة، بالإضافة إلى تخصيص ركن للمؤلف السعودي للنشر الذاتي، متيحًا بذلك الفرصة لعرض أكثر من 400 عنوان للمؤلفين السعوديين، حيث يتولى المعرض إدارة الركن، واستلام الكتب، وبيعها، والتحصيل والمخالصات المالية وغيرها.
وينظم معرض الرياض الدولي للكتاب لأول مرة هذا العام مسابقة للإلقاء الشعري مخصصة للأطفال، ليستمتع الطفل بتجربة تعلم مهارات الكتابة الشعرية، وتقنيات الإلقاء، ما يعزز المهارات اللغوية والشخصية للطفل، ويصبح أقدر على تحمل المسؤولية، ويسهم في اكتشاف المواهب وتنميتها، إلى جانب استمرار جائزة المعرض التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة، والمخصصة لدور النشر، وتغطي خمس فئات للتميز في النشر، وهي: الأطفال، والترجمة، والمنصات الرقمية، والمحتوى السعودي، وفئة عامة؛ لتأصيل دَوْرِ الناشرين في إثراء المحتوى الثقافي، حيث يُمنح الفائزون منحة ترجمة يقدمها شريك المعرض- شركة روشن للتطوير العقاري التابعة لصندوق الاستثمارات العامة.
ويصاحب المعرض “مؤتمر الناشرين الدولي”، الذي تنظمه الهيئة في الرابع من أكتوبر، بمشاركة نخبة من المتحدثين المحليين والدوليين، من قادة صِناعة النشر، والناشرين الأفراد، والمؤلفين، وصُنّاع المحتوى، والمتخصصين، الذين سيناقشون في جلساتٍ حوارية مختلف جوانب صِناعة الكتاب؛ لنقل التجارب الاحترافية للشركات الناشئة، وتعزيز فرص الناشرين المحليين في دخول مجال تداول الحقوق والنشر، وتمكين بيع وتداول الحقوق ونقل التجارب، وتصدير الثقافة السعودية للعالم، وتطوير صناعة النشر باعتماد أعلى معايير الجودة وأفضل الممارسات العالمية.
تمثّل النقلة النوعية في الحراك الثقافي الوطني أحد أهم مظاهر التحول التنموي والحضاري الكبير، الذي تشهده المملكة منذ إطلاق رؤيتها الطموحة المملكة 2030.
وتأسست وزارة الثقافة في 17 رمضان 1439هـ الموافق 2 يونيو 2018م، بموجب أمر ملكي، تولى حقيبتها سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود. وما لبثت أن أرست هذه الجهة الفتية قواعد رؤيتها وتوجهاتها، في محفل أقامته في مارس 2019م؛ انطلاقًا من حرصها على حفظ التراث التاريخي للمملكة، وبناء مستقبل ثقافي غنيّ، مميطة اللثام عن أهدافها المركّزة، وهي: الثقافة بوصفها نمطَ حياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.
وكشفت الوزارة، عن إستراتيجيتها، لإعطاء صوت جديد للثقافة السعودية، وتعزيز هويتها وحفظ إرثها تماشيًا مع محاور رؤية المملكة 2030.
وشهد ذاك المحفل تدشين حزمة من المبادرات، احتوت على: مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يسهم في تعزيز دور اللغة العربية إقليميًّا وعالميًّا، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وهو أول مهرجان سينمائي دولي في السعودية يدعم قطاع الأفلام ويثري المحتوى المحلي السينمائي، إلى جانب عدد من المبادرات، كبينالي الدرعية، وأكاديميات الفنون، والمهرجانات الثقافية.
وتسعى الوزارة إلى الإسهام بما يساوي 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، مسارعةً خطاها للعمل على صقل القدرات الثقافية، وتكريس الثقافة في مفاصل الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، وتوفير البرامج التعليمية والورش التدريبية، وتهيئة المعاهد وتجهيز المبادرات، وتنظيم الأنشطة والمهرجانات، مع الحفاظ على الهوية والأصالة.
وأطلّ العام الجاري 2023م، بمسمّى “عام الشعر العربي” بوصف الشعر العربي ركيزة حضارية في الثقافة العربية، وينظر إليه على أنه وعاء الحكمة والمعرفة، وديوان العرب وفنّهم الإبداعي العبقري المتأصل في هوية الجزيرة العربية. ولأهميته الجلية؛ أعدت الوزارة مبادرات وأنشطة مثل مبادرة “منح أبحاث الشعر العربي” لمساعدة الباحثين في سبر مجالات الشعر وخصائصه الأسلوبيّة والمضمونيّة.
وتضاعفت الخيارات والتجارب الثقافية لأفراد المجتمع وزوار المملكة، التي تُعرّف وتحيي في آنٍ واحد؛ ممارسات المجتمع وسلوكياته في قوالب إبداعية جذابة.
إلى أن أصبحت المملكة مركزًا ثقافيًّا جذابًا تنبض مناطقه ومدنه وطرقاته بالثقافة والفنون، وتمكث في فلكه المحافل والأنشطة والمنابر الثقافية، وهذا ما شدّ محبي الاطلاع للمجيء إليها، والتجول في ذاكرتها الفياضة واستقاء المعارف من منابعها. وواكبت من ناحيتها الوزارة التنامي الحثيث، وروَت رغبات النزلاء الذين قادتهم الرغبة في الاكتشاف، وهي لم تغفل في الأصل حين وضعت حجر أساسها عن توطيد العلاقات وبناء الجسور مع الحضارات الأخرى.
وقد انطلق حراك الوزارة الثقافي من خلال تخصيص 16 قطاعًا فرعيًّا ذا أولوية، للتركيز عليها في عملها وتعزيز قدرتها على قيادة المبادرات الرائدة في مختلف المجالات الثقافية، ومما شملته: الكتب والنشر، والتراث الطبيعي، وفنون العمارة والتصميم.
وسرعان ما دبت الحيوية في القطاعات الثقافية، والتمّ حولها المبدعون، باسطةً لهم أرضًا خصبة تتناغم مع الرؤى الطموحة، فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ ألبست هيئة الأدب والنشر والترجمة حلّة جديدة لمعارض الكتب في السعودية، وصاغتها بطريقة مبهرة راعت مكانتها الدولية المؤثرة مثل معرض الرياض الدولي للكتاب، وأيضًا نظّمت فعاليات ومبادرات محورية، كمؤتمر الرياض الدولي للفلسفة، ومبادرة الشريك الأدبي المعنية بتوظيف الأنشطة الثقافية في المقاهي والأماكن العامة، وبرنامج النشر الرقمي الساعي إلى نشر الكتاب الرقمي بمسارات متعددة.
ومن هذا المنظر الشامل الذي وقف على أبرز التحولات والمنعطفات الثقافية؛ نلحظ التحركات المثابرة وما تمخض عنها من تحسنٍ أسهم في رفع جودة الحياة، وأثار التفاعل الثقافي الناجع، وطور البيئة الثقافية ونشط التبادل الثقافي العالمي، وأظهر الهوية الوطنية السعودية وروج مقوماتها وعناصرها الحضارية الفريدة.