الشؤون الإسلامية تختتم أكبر مسابقة لحفظ القرآن الكريم بالنيبال ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين يؤدون مناسك العمرة احذروا الحليب غير المبستر خطوات إصدار بدل تالف لبطاقة الهوية الوطنية قصة أقدم تاجر في سوق البحرين قضى 70 عامًا في التجارة ضربات أمنية لمروجي ومهربي القات والإمفيتامين بـ 3 مناطق 8 مزايا وخدمات يقدمها برنامج أجير مرتفعات مكة الجبلية واعتدال الأجواء تجذب الزوار والمعتمرين رصد بقع شمسية في سماء الشمالية عند الغروب حاسبة معرفة المدة المؤهلة لصرف منفعة التقاعد المبكر
يعد قصر المربع، الذي يضم بين جنباته إرثاً تاريخياً مهماً، من أقدم قصور الحكم بالمملكة، إذ تم إنشاؤه قبل أكثر من 89 عاماً ليكون مقرًّا للملك عبد العزيز عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله- وإدارته لشؤون الدولة، محاكيًا للعمارة المحلية في ذلك الوقت، ومحتفظًا بفن وطراز التراث السعودي الأصيل، ليبقى شاهداً على إحدى المراحل المهمة في مسيرة تطور المملكة العربية السعودية.
وشهد قصر المربع التاريخي، منذ إنشائه في عام 1357هـ الموافق 1938م، مراحل تاريخية وأحداثاً رئيسة وقرارات ملكية في تاريخ البلاد .. منها إنشاء وزارة الدفاع، والإذاعة السعودية، ومؤسسة النقد العربي السعودي، وإصدار العملة السعودية، والمدارس النظامية، وإنشاء السكة الحديد بين الرياض والدمام، إضافة لإصدار بعض الأنظمة كنظام البرق، والطرق والمباني، والتقاعد، والعمل والعمال، والغرف التجارية وجوازات السفر، كما استضاف عددًا من ملوك الدول العربية والإسلامية ورؤسائها.
وشيد القصر على مساحة تصل لـ 1680 مترًا مربعًا، في أرض خصبة مستوية تزرع في مواسم الأمطار، وتحيط بها بساتين الفوطة والحوطة من الجنوب، ووادي البطحاء من الشرق، ووادي أبو رفيع من الغرب، وبعض المرتفعات البسيطة من الشمال، وتبعد قرابة الكيلو مترين عن مدينة الرياض القديمة آنذاك، في حين استخدم في عمارة القصر “اللبن، والحجارة، وجذوع الأثل، وجريد النخل”.
ويتكون القصر من طابقين بُنِيَا على الطريقة التقليدية، إذ في وسط القصر فناء تفتح عليه جميع الغرف، روعي في تشييده استخدام المواد المحلية فقد سُمكت جدرانه من اللبن الطين المخلوط بملاط القش المجفف تحت أشعة الشمس، وأسست قواعده من الأحجار المحلية على أعمدة من الحجارة الدائرية المثبتة بالجص وسقوفه من خشب الأثل وجريد النخل ونُقشت جدران غرف القصر المطلية بزخارف هندسية غائرة، كما زينت أخشاب السقف والنوافذ بالأشكال الهندسية البسيطة الملونة.
ويضم الطابق الأرضي، المصمم على شكل مربع، الغرف الخاصة بالحرس الملكي، ومخزناً للأطعمة وحجرة خاصة لإعداد القهوة، ومستودع الحطب، ومخزناً لأدوات القهوة، بالإضافة إلى مكتب موظف المصعد، وحجرة خاصة بالخدم، ومكتب رئيس الحرس الملكي الخاص ومساعده، وغرف “الخويا”.
ويشتمل الطابق الأول، على المجلس الرسمي الصيفي للملك عبدالعزيز إلى جانب المجلس الشتوي، وباحة لضيوف الملك ومستشاريه وجلسائه، ومكتب الشعبة السياسية، وممر يؤدي إلى المسجد الجامع، ومكتب مسؤول شؤون “الخويا”، وحجرات “الخويا” المناوبين ليلاً، ومكتب المعاريض والشكاوى، ومكتب رئيس كتبة الملك، والمصعد، ومكتب البرقيات.
وعملت دارة الملك عبدالعزيز، في إطار حفاظها على هذا المخزون التراثي والإرث التاريخي، على ربط قصر المربع بقاعة الملك عبدالعزيز التذكارية، التي تشكل عنصرًا أساسيًا في الدارة والمخصصة لتاريخ الملك وآثاره ومقتنياته الشخصية ومعالم من حياته الخاصة والعامة.
وتنقسم موجودات القاعة إلى ثلاث مجموعات رئيسة تمثل الأولى منها سيرة الملك عبدالعزيز وتشتمل على نصوص مكتوبة وبعض اللوحات والصور التي تستعرض سيرة الملك عبدالعزيز بداية بتاريخ آل سعود ثم الدولة السعودية الأولى والثانية، ثم نشأة الملك عبدالعزيز واستعادة الرياض وجهوده في توحيد المملكة وبناء الدولة الحديثة.
وتمثل مكتبة الملك عبدالعزيز الخاصة، المجموعة الثانية من موجودات القاعة التذكارية، التي تضم عددًا من المؤلفات والدوريات والمجلدات النادرة التي جمعها الملك عبدالعزيز، إلى جانب بعض المؤلفات التي تم إهداؤها للملك بخط اليد، وعدد من الكتب الخاصة بالملك عبدالعزيز –رحمه الله- التي طبعها أو أهديت إليه والموجودة حاليًا في الدارة وقاعته التذكارية التي تبلغ أكثر من 1700 كتاب، مع ما قام به جلالته في هذا الصدد من المساعدة على طباعة عدد من أمهات الكتب الإسلامية والتي بلغت نحو 100 كتاب طبعت على نفقته في مصر والشام والهند، وكان الملك عبدالعزيز ينهي عن ذكر اسمه على الكتب التي تطبع على نفقته ويكتفي بعبارة “طبعت على نفقة من قصده الثواب من رب الأرباب”.
وتضم المجموعة الثالثة من قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية عددًا من المقتنيات التاريخية والصور الفوتوغـرافية والخرائط التوضيحية الخاصة بالملك عبدالعزيز وتاريخ الدولة في عهـده، إضـافة إلى مجموعة متنوعة من مقتنيات الملك الخاصة، حيث يوجد عدد كبير من البنادق والسيوف وأهمها السيف “رقبان”، أحب سيوف الملك عبدالعزيز إليه، والخناجر والرماح الخشبية، وعملات سعودية صدرت في عهد الملك عبدالعزيز وبعض ملابسه مثل المشلح والثوب التي تتسم بالبساطة إذ إن جلالته يرتدي في الصيف، القطن أو الكتان ويزيد عليها في الشتاء ملابس صوفية وكان يفضل الشال الكشميري أو السليمي، وقد استعمل الملك عبدالعزيز من أنواع العباءات الأبيض والأسود والعودي، كما توجد في المجموعة نفسها ساعاته وعصاه ومنظاره والأدوات الطبية التي كان يستخدمها في علاجه طبيبه الخاص الدكتور مدحت شيخ الأرض، ونظارتاه، وبعض الأطباق الخاصة بالقصر الملكي.
وتقدم القاعة للزائرين معلومات تفصيلية عن حياة الملك عبدالعزيز الخاصة ورحلاته إلى الخارج وآراء معاصريه في شخصيته، وأبرز الأحداث التي واكبت اكتشاف النفط في المملكة ، كما توجد في أحد أركان القاعة سيارات الملك عبدالعزيز، ومنها سيارة رولزرويس طراز 1946 التي أهداها إليه رئيس الوزراء البريطاني تشرشل، وأخرى كريسلر طراز 1946، وسيارتان كاديلاك طراز 1949و1951، وسيارة ماركة بيرس من أقدم الطرازات في الثلاثينيات الميلادية.