الوصول إلى إمدادات المواد الانشطارية والبدء بإنشاء المفاعل

خطوة حاسمة في خطط السعودية بمجال الطاقة النووية

الأربعاء ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ٧:٥٩ صباحاً
خطوة حاسمة في خطط السعودية بمجال الطاقة النووية
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

حسمت المملكة العربية السعودية، خطوة جريئة وحاسمة في خطط البلاد نحو برنامجها النووي، فيما ستكون قادرة على الوصول إلى إمدادات المواد الانشطارية والبدء في تشغيل مفاعلها النووي.

الالتزام ببرنامج الطاقة النووية

أعلنت المملكة العربية السعودية التزامها ببناء برنامج للطاقة النووية، فضلًا عن تعهدها بالسماح بمزيد من الإشراف من قبل مفتشي الطاقة الذرية، في وقت تمضي فيه السعودية قدمًا في مساعيها لتصبح لاعبًا أكثر قوة على الساحة الدولية.

قطعت السعودية مسارًا رسمه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عبر خطوات واسعة في رفع مكانتها كلاعب عالمي، واستضافة قادة مجموعة العشرين والتوسط بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى استثمار مليارات الدولارات في الصفقات الرياضية العالمية واستضافة الأحداث الكبرى. فقد استعرضت قوتها أيضًا باعتبارها قوة عالمية، وأثبتت نفسها باعتبارها جهة فاعلة دبلوماسيًّا وقادرة على الاستفادة من علاقاتها مع كل من الغرب وروسيا والصين لتحقيق مصالحها، ومن شأن البرنامج النووي أن يرفع هذا الموقف إلى مستويات أعلى، بحسب تقرير “بلومبرغ”.

ضمانات سعودية أكثر قوة

وقال وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، في تصريحات سابقة خلال المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا بالنمسا: “إن السعودية ملتزمة من خلال سياستها بشأن الطاقة الذرية بأعلى معايير الشفافية والموثوقية”.

وأوضح أن التحول إلى نظام تفتيش أوسع سيمكن المملكة من الوصول إلى المواد الانشطارية والبدء في تشغيل مفاعلها النووي.

وأعلن وزير الطاقة أن السعودية تعمل على مشروع بناء أول محطة نووية للطاقة السلمية وفقًا للمتطلبات المحلية والالتزامات الدولية، لافتًا إلى أن السعودية تؤمن بالمساهمة الإيجابية للطاقة النووية في أمن الطاقة.

تعهدات وزير الطاقة

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا : “لقد اتخذت السعودية مؤخرًا قرارًا بإلغاء بروتوكول الكميات الصغيرة الخاص بها والانتقال إلى تنفيذ اتفاقية الضمانات الشاملة ذات النطاق الكامل”.

وأضاف: إن “المملكة تلتزم من خلال سياستها المتعلقة بالطاقة الذرية بأعلى معايير الشفافية والموثوقية”. يذكر أنه بموجب بروتوكول الكميات الصغيرة التابع للوكالة، تعفي الوكالة الدول التي لديها مواد نووية قليلة أو معدومة من العديد من عمليات التفتيش ومتطلبات الشفافية.

رد الوكالة الدولية للطاقة النووية

وكتب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي X: “لقد وقعنا اتفاقية من أجل تزويد السعودية بمسؤولين محترفين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يمثل خطوة مهمة في الخبرة والتعاون النوويين”، وقدم شكرًا للسعودية على جهودها في مجال الطاقة النووية.

خطوة حاسمة بالبرنامج النووي السعودي

وقد سلط هذا الإعلان الضوء على جهود السعودية الحثيثة في مجال الطاقة النووية، حيث تمتلك المملكة العربية السعودية مفاعلًا نوويًّا صغيرًا، وهو عبارة عن وحدة أبحاث تم إنشاؤها بمساعدة الأرجنتين، ولم يتم تشغيلها بعد.

وبحسب موقع “إن بي سي” الأمريكية فإن الخطوة الجديدة التي تتخذها البلاد ستمكنها من الوصول إلى المواد الانشطارية والبدء في تشغيل المفاعل، الأمر الذي سيجعلها ثاني دولة عربية في العالم لديها برنامج للطاقة النووية بعد الإمارات العربية المتحدة.

 

روسيا والصين تطلقان مشروع الطاقة النووية المشترك (3)

عرض صيني لبناء محطة نووية

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في تقرير سابق لها، أن السعودية تدرس عرضًا صينيًّا لبناء محطة للطاقة النووية في السعودية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين مطلعين على الأمر، قولهم: إن شركة الصين الوطنية النووية، وهي شركة مملوكة للدولة تعرف باسم “CNNC”، قدمت عرضًا لبناء محطة نووية في المنطقة الشرقية، بالقرب من الحدود مع قطر والإمارات العربية المتحدة.

التعاون بين الصين والسعودية

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسؤولين السعوديين قالوا: إنهم يفضلون استئجار شركة كوريا للطاقة الكهربائية (015760.KS) التابعة للدولة في كوريا الجنوبية، لبناء مفاعلات المحطة، وإشراك الخبرة التشغيلية الأمريكية.

وأوضحت “وول ستريت جورنال” أن المسؤولين السعوديين قالوا: إن السعودية مستعدة للمضي قدمًا مع الشركة الصينية قريبًا. ونقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية الصينية قولها: إن بكين ستواصل التعاون مع الرياض في مجال الطاقة النووية المدنية، مع الالتزام بالقواعد الدولية لمنع الانتشار النووي.