مقتل أكثر من 2000 شخص وآلاف المفقودين

إعصار دانيال يغير ملامح المدن الليبية بالكامل

الإثنين ١١ سبتمبر ٢٠٢٣ الساعة ١١:٥٩ مساءً
إعصار دانيال يغير ملامح المدن الليبية بالكامل
أستمع للمقال بالصوت

المواطن - فريق التحرير

أعلنت ليبيا الحداد ثلاثة أيام، بعد مقتل عشرات المئات، بسبب اعصار دانيال، الذي ضرب مناطق ومدن في شمال وشرق ليبيا، وجرفت السيول والفيضانات في مدينة درنة آلاف المنازل وسكانها إلى البحر، ودمرت طرقها، لتتغير ملامح المدينة.

ألفين قتيل بإعصار دانيال

وأعلنت السلطات الليبية حالة الطوارئ وأغلقت المدارس و4 محطات نفط رئيسية ومؤسسات عامة وحكومية، فيما وصلت أعداد القتلى لأكثر من 2000 شخص على الأقل بسبب إعصار دانيال.

وقال أسامة حمد، رئيس وزراء حكومة شرق البلاد، يوم الاثنين: إنه يعتقد أن الآلاف في عداد المفقودين بعد هطول أمطار غزيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقدر الهلال الأحمر في بنغازي عدد القتلى بنحو 250 شخصًا فقط، لكن منطقة درنة الأكثر تضررًا ظلت معزولة إلى حد كبير حيث أكد القادة المحليون أن الوضع في المدينة “خرج عن السيطرة وكارثة”.

عدد المفقودين

ورجح المتحدث باسم الجيش الليبي في الشرق، اللواء أحمد المسماري، أن ما يصل إلى 5000 إلى 6000 شخص في عداد المفقودين في درنة، التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة.

ومن الصعب قياس العدد الدقيق للقتلى مع انقطاع الاتصالات وعرقلة الإدارة بسبب معركة مستمرة منذ عقد من الزمن على السلطة بين حكومتين متنافستين تدعم كل منهما ميليشيات خاصة بهما.

مساعدات طارئة

وتسارع وكالات الإغاثة ودول الخليج الغنية مثل الإمارات العربية المتحدة إلى تقديم مساعدات طارئة إلى المنطقة، حيث قال مسؤولون محليون: إنهم بحاجة إلى نقالات وطعام وماء.

وسقط القتلى بعد أن أدت عاصفة قوية وفيضانات غزيرة إلى انهيار سدين قديمين، مما أدى إلى إطلاق نهر متدفق سريع الجريان جرف عدة أحياء سكنية. ومن غير المعروف عدد الأشخاص الذين كانوا يقطنون تلك المساكن عندما وصل الفيضان، وفقًا لـ “الجارديان”.

انهيار السدود

وانهارت السدود تحت وطأة المياه، وقال أحد السكان عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “بعد شروق الشمس خرجنا إلى شوارع درنة، لكن الشوارع لم تكن موجودة وكل شيء تغير تمامًا”، بحسب الجارديان.

وقال أحمد محمد، أحد سكان درنة: “كنا نائمين وعندما استيقظنا وجدنا المياه تحاصر المنزل من كل جانب”. وأعلن المجلس البلدي لمدينة درنة عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن “الوضع أصبح كارثي وخرج عن السيطرة”.

استغاثات الهلال الأحمر

ودعت الحكومة الليبية إلى التدخل الدولي وفتح ممر بحري بسبب انهيار معظم طرق المدينة. وقال قيس فكري من الهلال الأحمر: “سجلنا ما لا يقل عن 150 حالة وفاة بعد انهيار المباني. ونتوقع أن يرتفع عدد القتلى إلى 250. الوضع كارثي للغاية”.

وأظهرت لقطات، بثتها قناة المستقبل بشرق ليبيا فيضانات عارمة جرفت سيارات. كما نشرت القناة صورًا لانهيار طريق بين سوسة وشحات، الذي يضم موقع قورينا الأثري المدرج على قائمة اليونسكو. وأعلن برلمان شرق ليبيا الحداد لمدة ثلاثة أيام. كما أعلن عبدالحميد الدبيبة، رئيس الوزراء الليبي، الحداد لمدة ثلاثة أيام في جميع المدن المتضررة، واصفًا إياها بـ “مناطق الكوارث”.

العاصفة دانيال تصل لمصر

ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحكومة المصرية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتقديم الدعم والمساندة للأشقاء في ليبيا والمغرب.

وصلت العاصفة دانيال إلى محافظات مطروح والإسكندرية في مصر صباح اليوم الاثنين، قادمة من دولة ليبيا، وذلك بعدما أعلنت الأخيرة عدة مناطق كـ”مناطق منكوبة” بسبب الآثار التي خلفتها العاصفة.

وتسببت العاصفة دانيال في تراجع حاد في مستوى الرؤية في المناطق التي ضربتها بمحافظتي الإسكندرية ومطروح، نظرًا لهبوب رياح محملة بالأتربة، مصحوبة بتقلبات جوية في حالة الطقس. فيما توقعت هيئة الأرصاد الجوية المصرية، استمرار انخفاض مستوى الرؤية الأفقية على شمال البلاد حتى شمال الصعيد مرورًا بالقاهرة الكبرى نتيجة تأثر البلاد ببقايا العاصفة دانيال.

إقرأ المزيد