تجري مناقشات مع صناديق الاستثمار في السعودية الإمارات

الصين تحقق طفرة غير مسبوقة مع أكبر اقتصادين بالشرق الأوسط

الثلاثاء ١٨ يوليو ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٠٠ صباحاً
الصين تحقق طفرة غير مسبوقة مع أكبر اقتصادين بالشرق الأوسط
المواطن - فريق التحرير

تسارعت المبادلات الاقتصادية بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر اقتصادين في الخليج، السعودية والإمارات، متجاوزةً إلى حد كبير مشتريات النفط الخام من المنطقة التي تهيمن عليها بكين منذ سنوات، فبعد سبعة أشهر من مشاركة الرئيس شي جين بينغ في القمة الصينية الخليجية الأولى في الرياض.

أكبر الصفقات مع الصين

وقالت وكالة “بلومبرغ”: إن دول الخليج الغنية بالنفط تستغل ثرواتها لتعزيز العلاقات مع الصين، ومن بين الصفقات التي يمكن أن تستفيد من توثيق العلاقات في الأشهر المقبلة، طرح عام أولي في شنغهاي تخطط له عملاقة البذور المملوكة لصينيين “سينجينتا غروب”، وحجمه 9 مليارات دولار.

وأفاد أشخاص مطلعون بأن مستشاري الشركة المدعومة من الدولة يجرون مناقشات مع صناديق سيادية في الشرق الأوسط، منها جهاز أبو ظبي للاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة السعودي، لتكون مستثمرًا أساسيًّا بعملية الطرح.

استثمارات خليجية ضخمة

وارتفعت قيمة عمليات الاستحواذ والاستثمارات من قبل شركات خليجية في الصين هذا العام بأكثر من 1000% على أساس سنوي إلى 5.3 مليار دولار، وفق بيانات جمعتها بلومبرغ. والتي تظهر أن العام الحالي في طريقه لأن يصبح الأكثر من حيث قيمة الصفقات المماثلة على الإطلاق.

وقال أشخاص مطلعون: إن صندوق الثروة السيادية في أبو ظبي، شركة “مبادلة للاستثمار”، الذي يبلغ حجمه 280 مليار دولار، يكثف عملياته في الصين للبحث عن استثمارات. وعلى الجانب الآخر، زاد عدد الشركات الصينية الوافدة إلى المنطقة الحرة للسلع بدبي 24% بعد عروض ترويجية في الدولة الآسيوية.

الصين شريك لا غنى عنه

وفي الرياض، يصف المسؤولون الصين بأنها شريك لا غنى عنه لرؤية 2030، وهي خطة التحول الاقتصادي والاجتماعي التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والبالغ حجمها عدة تريليونات من الدولارات. وفازت سلسلة من الشركات الصينية بعقود في مدينة “نيوم” على البحر الأحمر.

العلاقات تتجاوز الجانب الاقتصادي. ففي قمة ديسمبر، عرض شي التوسط في محادثات بين إيران والسعودية، مما تمخض عنه توقيع اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين البلدين في بكين في مارس الماضي.

مخاوف أمريكية تجاه الصين

تطفو في واشنطن بالفعل مخاوف من أن نفوذ الصين المتنامي في الشرق الأوسط يمكن أن يتحدى المصالح الأمريكية على المدى الطويل. وفي حين لا تزال الولايات المتحدة الشريك العسكري الرئيسي لدول الخليج، حذّر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إي كوريلا في شهادة أمام الكونجرس مؤخرًا، من الجهود الصينية المتزايدة لتقويض ذلك، مشيرًا إلى قفزة في مبيعات بكين المدنية والعسكرية إلى المنطقة.

وقال حسن الحسن، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية: إن هناك استياء من المظلة الأمنية الأمريكية التي تعود إلى عقود من الزمن في الشرق الأوسط، بسبب ما تعتبره دول الخليج سياسات أمريكية غير متوقعة تجاه المنطقة.