تركي آل الشيخ: الإبداع السعودي يبث محتواه في كل الأرض قنصلية السعودية في هونج كونج تحذر من إعصار شديد الخطورة العرب أول من ربطوا الزراعة والمواسم والمطر بالنجوم انخفاض الدولار من أعلى مستوياته في أكثر من 6 أشهر اللواء الدكتور صالح المربع مديرًا عامًّا للجوازات نصائح لتقليل السعرات الحرارية هل يُشارك نيمار مع الهلال بمونديال الأندية 2025؟ منتدى جائزة تجربة العميل السعودية 2025 خطوةٌ لتحسين جودة الخدمات ماذا يفعل الأخضر في ختام مرحلة الذهاب الدور الحاسم؟ رئيس الاتحاد عن شائعات الميركاتو الشتوي: من وحي الخيال
ليس هناك رأيان أن السعودية منذ تأسيسها عظمت تأصيل الهوية الإسلامية وعضدت الهوية البصرية لتاريخها الإسلامي، المبني على تكريس قيم التسامح والاعتدال والوسطية مع الحفاظ على الثوابت والقيم الإسلامية النبيلة التي تجمع بين المحافظة على الهوية الإسلامية، ومواكبة المعاصرة والمدنية.. وعندما نتحدث عن هوية الحرمين الشريفين فإننا نتحدث لا نتحدث فقط عن هوية جوهرية ومحورية وثابتة للسعودية لخدمة وعمارة الحرمين وتسخير كل إمكانياتها لخدمة الحاج والمعتمر والقاصد، فحسب، بل عن هوية مليار ونصف مسلم على كوكب الأرض يتجهون إلى الكعبة المشرفة خمس مرات يوميًّا كونها هويتهم وبوصلتهم الإسلامية.
واحتوت هوية الحرمين على الرمزية المهمة لثلاثة مسارات وأبعاد هي: البعد الديني والإسلامي والذي تمثله الكعبة المشرفة، والمحراب النبوي ومنارتي المسجد الحرام والمسجد النبوي، والبعد الوطني ويمثله شعار الوطن السيفان والنخلة والرواق السعودي المحيط بالهوية، والبعد الثالث العالمي الحضري في اشعاع الهداية للعالمين.
ولم يكن اتخاذ قرار تغيير هوية رئاسة الحرمين سهلًا لصناع القرار في رئاسة الحرمين؛ كونه يعد بمثابة خطوة إستراتيجية نوعية جديدة شجاعة اتخذتها رئاسة الحرمين؛ بهدف تعظيم وتعزيز هويتها مواكبة للرؤية 2030؛ والتطورات النوعية التي تشهدها رئاسة الحرمين؛ كون هوية الحرمين جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية وجزءًا أساسيًّا من تاريخ الأمة الاسلامية وثقافتها وتراثها، وهي تشمل القيم والعادات، والتقاليد والدين، واللغة والثقافة التي تميز هذا الوطن عن غيره من بلاد العالم.
وترتكز الهوية الوطنية لأي مجتمع على ثلاثة محددات أساسية هي: الدين واللغة والتاريخ، ويُعد الدين والتعاليم الشرعية من العناصر الأكثر قوة؛ نظرًا لمرجعيتها الربانية وامتدادها إلى ما هو أبعد من تاريخ الدولة وتطورها، فإنها تمتد إلى مجتمعات متعددة ذات عناصر مشتركة، وتولد إحساسًا بالانتماء والألفة بينهم، مما يُساهم في تكوين الهوية الوطنية، وتعزيز القيم الإسلامية، وتعطي المجتمع الإسلامي قيمته.
وحينما أعلن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس عن الهوية الجديد للرئاسة، فإن هذه الهوية حملت في طياتها رسائل إستراتيجية عالمية مفادها التطوير والتحسين والابتكار والتحفيز والإبداع وتعظيم رسالة الحرمين الوسطية في العالم، كما لها بُعد معنوي عالي التأثير على الانتماء الوظيفي للرئاسة، ولمبادرة “رئاستنا هويتنا”، خصوصًا أن الهوية جاءت لتواكب التطورات التي تشهدها الرئاسة وفق خطتها التطويرية 2024، المنبثقة من رؤية المملكة 2030 ودفع عجلة التنمية لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة.
وفسر الرئيس العام ملامح الهوية الجديدة، قائلًا: احتوت الهوية على الرمزية المهمة لثلاثة مسارات وأبعاد هي: البعد الديني والإسلامي والذي تمثله الكعبة المشرفة والمحراب النبوي ومنارتي المسجد الحرام والمسجد النبوي، والبعد الوطني ويمثله شعار الوطن السيفان والنخلة والرواق السعودي المحيط بالهوية، والبعد الثالث العالمي الحضري في إشعاع الهداية للعالمين انطلاقًا من قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} وقوله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، إضافة إلى البعد الجمالي في التصميم والألوان وحاملة المصحف الشريف.
وأردف الرئيس العام: الإعلان عن هوية الرئاسة الجديدة بإطلاق ملامح إستراتيجية الرئاسة المحدثة والتي ارتكزت على محورية الضيف وإثراء تجربته، والمراجعة والحوكمة للأعمال والخدمات المقدمة، والتكامل والتنسيق بين كافة الجهات المعنية، فضلًا عن ما شملته الإستراتيجية المحدثة من الابتكار في الخدمات، وتنافسية الأعمال التطوعية والإنسانية، والتحسين والجودة في كافة المخرجات، فضلًا عن القراران التطويرية لتمكين المرأة وتتويج الشباب وتعظيم التقانة والتميز التشغيلي لرفع جودة الخدمات لتحقيق أعلى المستويات من خدمات لقاصدي الحرمين.
وجاءت رؤية 2030 لتؤكد على العمق الإسلامي للمملكة وافتخارها بمنجزات الحرمين والإرث الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، وتعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ القيم العربية والإسلامية، التي تهدف إلى بناء مجتمع حيوي يعيش وفق المبادئ الإسلامية، وغرس المبادئ والقيم الوطنية وتعزيز الانتماء للوطن، والعناية باللغة العربية، والمحافظة على تراث السعودية والتعريف به، وتسهم في نهضة وتطور المجتمع السعودي بكافة المجالات وتنمية القدرات البشرية، وتزويد المواطنين بالمهارات والمعارف الأزمة لتوائم متطلبات سوق العمل المستقبلية.
وسر التميز في الهوية الجديدة وفق ما قاله الرئيس العام إنها صنعت وأعدت بأيدٍ سعودية من منسوبي الرئاسة صمموها بقلوبهم قبل أناملهم وبشغفهم ورسالتهم الوطنية قبل وظيفتهم المادية. وتعظيمًا لمبادرة رئاستنا هويتنا.
وتعظيمًا للهوية قام الرئيس العام، بتزيين خلفية هاتفه النقال بهوية الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الجديدة تعزيزًا للقدوة العملية لإبراز الهوية الجديدة التي تم تدشينها مطلع العام الهجري الحالي 1445هـ، رئاسة الحرمين تعيد التموضع مع بداية العام الهجري الجديد تبهر العالم بهويتها الجديدة ذات البعد الجمالي والسمو الروحاني.. وتعظم رسالة الحرمين الوسطية للعالمين.