بثلاثية.. منتخب فرنسا يتجاوز إيطاليا ضبط مقيم لوث البيئة بحرق مخلفات زراعية في الشرقية رئيس بوتافوجو: نيمار في نفس مستوى ميسي رياض محرز يعود لهز الشباك دوليًّا ضبط 6502 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع الأمن البيئي يفوز على أمن المنشآت في بطولة وزارة الداخلية لكرة القدم خالد بن سلمان يبحث التعاون مع وزير القوات المسلحة الفرنسية المنطقة العربية أمطارها موسمية تستمر 8 أشهر وتبدأ مع سهيل كانسيلو: الدوري السعودي يتطور كثيرًا رد من سكني بشأن الضمان الاجتماعي
تطورت الأحداث بشكل غير طبيعي في الضواحي والمدن الفرنسية، بعد مقتل الشاب الجزائري نائل، حيث دخلت مدرعة “سونتير” للخدمة لأول مرة خلال اليومين الماضيين لإخماد لهيب الاشتباكات العنيفة بين عناصر الشرطة ومثيري الشغب.
وتعتبر “سونتير”، التي أنتجتها شركة “سوفرام” الفرنسية في منطقة الألزاس، وريثة المدرعة ذات العجلات لقوات الدرك (VBRG) التي دخلت الأسطول الفرنسي في عام 1974، بحسب “مونت كارلو”.
وطلبت وزارة الداخلية تصنيع 90 نسخة من هذا النوع من المدرعات بمبلغ إجمالي يقدر بـ57 مليون يورو. ووافقت عدد من البلديات الفرنسية أيضًا على استخدام الطائرات بدون طيار في سماء فرنسا لضمان سلامة الأفراد والممتلكات إذ تعرضت عدد من المقرات الحكومية والمدارس والمتاجر إلى عمليات تخريب وسرقة وحرائق على نطاق واسع.
وتحسبًا لأي تطورات، أشارت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، إلى أنه سيتم نشر قوات متنقلة إضافية، مضيفة أنه “سيتم إلغاء الأحداث واسعة النطاق التي يتجمع فيها عدد كبير من الأفراد لأنها قد تشكل مخاطر على النظام العام اعتمادًا على الأوضاع المحلية”.
كما تخطط الحكومة لـ “إجراءات جمركية مشددة” للتحكم في نقل المنتجات المحظورة، بما في ذلك قذائف الهاون والألعاب النارية، من الدول الحدودية، في حين فرضت عدد من المدن حظر تجول ابتداءً من الساعة التاسعة مساءً إلى الساعة السادسة صباحًا، وإلى أجل غير مسمى.
ويرى الكثير من المتخصصين لـ “مونت كارلو” في الضواحي والأحياء الفقيرة، أن قتل نائل، جاء ليفجر كم هائل من الكبت والإحباط الاجتماعي الذي يعاني منه شباب تلك المناطق منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وإن كان هذا الكبت والإحباط الاجتماعي قد برز في أحداث 2005، عندما اشتعلت ضواحي المدن الفرنسية الكبرى على مدى 3 أسابيع، إلا أنه لم يجد حلولًا حقيقية واستمرت أحوال هؤلاء الشباب في التدهور، حتى أصبح النشاط الاقتصادي الرئيسي في تلك المناطق هو تجارة المخدرات.
عقد الكثيرون المقارنة منذ البداية بين ما يمكن أن يحدث واشتعال الضواحي عام 2005، قبل أن يتضح أن حركة 2023 أكثر عنفًا وخطورة بالمقارنة مع ما حدث قبل 18 عامًا.
انحصرت الحركة عام 2005 في ضواحي المدن الكبرى وأحيائها الفقيرة، وكان انتشارها من ضواحي باريس إلى ضواحي مدن أخرى بطيئًا واستغرق عدة أيام، بينما تمتد الحركة، حاليًا لتشمل العديد من المدن الكبرى والمتوسطة والصغيرة، وانتشرت، جغرافيًا، منذ اليوم الأول، كما أنها لم تقتصر على الضواحي وانما شملت وسط المدن، بما في ذلك العاصمة باريس، كما أنها انتشرت في كافة هذه المدن بسرعة كبيرة.
عمليات التحطيم والحرق والنهب تقوم بها مجموعات تتجمع في مكان محدد وفي ساعة محددة، بصورة دقيقة، وتساعدهم شبكات التواصل الاجتماعي في تنظيم عمليات التجمع والقيام بأعمال الشغب. وفي 2005، كان هدف مثيري الشغب هو فتح الحوار مع مؤسسات الدولة المختلفة لتغيير أوضاعهم، والتخلص من معاملة الشرطة لهم، مما أدى لظهور جمعيات تتحدث باسمهم وتحاول فتح الحوار مع البلديات وأجهزة الدولة المختلفة.
بينما لا يسعى شباب 2023 إلى أي نوع من الحوار، والقطيعة كاملة بينهم وبين الدولة وأي مؤسسة أو جهاز يشتبه في علاقته بالدولة، وهم، بالتالي، بعيدون عن أي تحرك سياسي وأكثر راديكالية وعنف.
ولم يقتصر التغيير على شباب الضواحي، وإنما شمل المجتمع الفرنسي عمومًا مع ازدياد حدة الفرز السياسي، وصعود أحزاب اليمين المتطرف، وتصاعد المقولات العنصرية على كافة المستويات، بما في ذلك داخل أجهزة الأمن.
انقسام الطبقة السياسية في مواجهة ما يحدث عام 2023، بين اليمين واليسار، بينما كان موقفها موحدًا عام 2005، حيث جرت محاولات لتقديم حلول سياسية واجتماعية للأزمة – أو على الأقل الوعود بتقديم هذه الحلول – بينما يقتصر رد فعل الدولة حتى الآن على الجانب الأمني، دون أي إشارة أو حديث عن مبادرات قانونية، اجتماعية أو سياسية لتغيير المعاملة السيئة التي يتلقاها شباب الضواحي على كافة المستويات.