حث ضيوف الرحمن على التمسك بالتوبة وعدم نقض العهد مع الله

خطيب المسجد الحرام : الحجاج لم يقلقهم صراخ ماكر أو محاولات مفسد مكابر

الجمعة ٣٠ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٢:١٠ مساءً
خطيب المسجد الحرام : الحجاج لم يقلقهم صراخ ماكر أو محاولات مفسد مكابر
المواطن - فريق التحرير

حث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني في خطبة الجمعة اليوم المسلمين بذكر الله في هذه الأيام، مشيرًا إلى ما قامت به السعودية من جهود لخدمة حجاج بيت الله الحرام في موسم حج 1444هـ.

خطبة الجمعة من المسجد الحرام

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: إن يومنا هذا من معدودات الأيام المفضلة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى}، وهي أيام التشريق الثلاثة بعد العيد، لمزيتها وشرفها، وكون بقية أحكام المناسك تُفعل بها، وهي أيام أكل وذكر ودعاء وإنابة واستغفار، أيام خير وبركة، ونحن اليوم في يوم النفر الأول من الحج لمن تعجل، في هذا اليوم يُوَدِّع الحجاج مشاعر الحج الطيبة المقدسة، بعد أن وقفوا بين يدي الله عز وجل في تلك البقاع المفضلة، وبعد أن أفاض عليهم الرب- جل جلاله وتقدست صفاته وأسماؤه- من نفحات جوده وكرمه، ووهب مسيئهم لمحسنهم، وغفر لهم ولمن شفعوا فيه، سينصرفون إلى أهليهم وبلادهم بعد أن فازوا بهذا الفضل العظيم، وبهذا الشرف الدائم بيسر وسهولة وفى أمن وأمان وراحة واستقرار ورغد من العيش، فهنيئًا لمن كان حَجّه مبرورًا وسعيه مشكورًا وعمله مقبولًا، فقد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وفاز برضوان الله ورحمته، فهذه نعمة كبرى يجب شكرها ورعايتها، فما جزاء النعمة إلا الشكر، وما جزاء التوفيق إلا التزود من الخير والاستقامة، وما جزاء المغفرة إلا الإكثار من العمل الصالح وإخلاص العمل لله وتعلق القلب بالله وحده لا شريك له، علقوا آمالكم كلها بالله وحده ولا تصرفوا منها شيئًا لأحد سواه، فهو الذي بيده النفع والضر، وهو الذي بيده حياتكم وموتكم وإليه المصير.

 

شكر الله واجب

وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام: أخي الحاج وبعد أن أتم الله عليك نعمته وفزت بهذه المكرمة الربانية، يجب عليك أن تشكر الله على ما يسر لك وعلى ما أعطاك وهداك، فحافظ على نعم الله بشكرها، ولازم التوبة والاستغفار على بقاء صحيفتك صافية نقية، واحذر أن تخالف تلك التوبة، واحذر أن تنقض العهد، وتعود إلى حمل الأوزار وأثقالها، وأخلص العبادة لله وحده، وهكذا ينبغي للعبد، كلما فرغ من عبادة، أن يستغفر الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق، لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة، ومنّ بها على ربه، وجعلت له محلًّا ومنزلة رفيعة، فهذا حقيق بالمقت، ورد الفعل، كما أن الأول حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال صالحة أخرى.

 

التمسك بدين الإسلام

وتابع إمام وخطيب المسجد الحرام : أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى والتمسك بدين الإسلام وتعاليمه بأن تصلوا خمسكم وتصوموا شهركم وتطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم، حافظوا على مكارم الأخلاق وعفوا تعف نساؤكم وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم إلا على أزواجكم، وتجنبوا قذف المحصنات الغافلات المؤمنات، وبروا آباءكم وصلوا أرحامكم وأحسنوا تربية أبنائكم وبناتكم، وهكذا نستلهم تعاليم الإسلام الخالدة ويكون لها نفوذ روحاني في القلوب الطيبة، كنفوذ الماء العذب في الأرض الخصبة، يحيي القلوب ويوقظها ويكسبها قوة ونشاطًا وعزيمة وثباتًا، وحينئذ يكون للحج والعمرة أثرٌ حسن في نفس الحاج ومكانةٌ عند الله عز وجل.

خطيب المسجد الحرام