أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ، أمس الأربعاء، مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يقوم بزيارة للصين، فيما اعتبرها الكثير من المحللين والخبراء السياسيين بمثابة إحراج جديد للإدارة الأمريكية التي فشلت في إحداث أي تقدم في محادثات السلام.
استئناف المفاوضات
وقالت صحيفة “دويتشه فيله” الألمانية، إنه في مارس الماضي، أظهرت الصين نفوذها المتزايد في الشرق الأوسط عندما توسطت في تقارب مفاجئ بين السعودية وإيران، بعد سبع سنوات من قطع العلاقات، والآن تحرز تقدمًا جديدًا في ملف القضية الفلسطينية.
وأعرب الرئیس الصيني، شی جین بینج، عن دعم بلاده لحق فلسطین فی إقامة دولتها المستقلة ذات سیادة كاملة على حدود 1967، مع شرقي القدس عاصمة لها. كما أكد على ضرورة استئناف المفاوضات بین الجانبین الفلسطینی والإسرائیلی على أساس حل الدولتین، وفقًا للقانون الدولي والمرجعیات المتعلقة بالقضیة. وقال إن الصین مستعدة للعب دور إيجابي فی تعزیز السلام والاستقرار في المنطقة.
حل للقضية الفلسطينية
وأكد الرئيس شي جينبينغ أن الصين وفلسطين صديقان عزيزان وشريكان وثيقان يتبادلان الثقة والدعم. وكانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وظلت تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة. في وجه التغيرات غير المسبوقة للعالم منذ قرن والتطورات الجديدة للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وفقًا لشبكة تلفزيون الصين الدولية “gtn”.
ويحرص الجانب الصيني على تعزيز التنسيق والتعاون مع الجانب الفلسطيني لدفع إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وأعلن الرئيس الصيني عن إقامة علاقات شراكة استراتيجية بين الصين وفلسطين، الأمر الذي سيكون معلمًا مهمًا في تاريخ العلاقات بين البلدين لمتابعة إنجازات الماضي وشق طريق للمستقبل، على حد تعبير الرئيس الصيني.
موقف حرج لواشنطن
وأفادت “دويتشه فيله”، في تقريرها اليوم الخميس، “بأن تواجد الزعيم الفلسطيني محمود عباس حاليًا في بكين بعد أن أعرب الصينيون عن استعدادهم للمساعدة في تسهيل محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة بين إسرائيل والفلسطينيين، يمثل مزيدًا من الإحراج للولايات المتحدة”.
وتواجه الولايات المتحدة مزيدًا من التنافس في المنطقة حيث تستعد المملكة العربية السعودية، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين وإيران، للانضمام إلى الكتلة الجيوسياسية للبريكس، التي تقودها الصين والتي تضم أيضًا روسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا.
دور الصين بعملية السلام
واعتبرت “دويتشه فيله”، أن دول العالم تسعى للتحرك بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية، بعدما أدت العقوبات الغربية على روسيا بسبب غزو موسكو لأوكرانيا، إلى تجميد حوالي 300 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي الروسي، مما أثار تحركًا من قبل العديد من الدول الغنية غير الغربية لتصبح أقل اعتمادًا على الدولار الأمريكي والنظام المصرفي الأمريكي.
وفي سياق متصل، رحبت وسائل الإعلام الفلسطينية بزيارة الرئيس محمود عباس للصين، وتعتبرها فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية والحصول على دعم صيني للقضية الفلسطينية. كما تأمل في أن تلعب الصين دوراً أكبر في عملية السلام والتوسط بين فلسطين وإسرائيل.
وتشير بعض التعليقات إلى أن الصين تمتلك مبادرة الأمن العالمي التي توفر مساحة أوسع للحوار والتعاون بين الأطراف المتنازعة.