لتسهيل أداء الفريضة وتحقيق مقاصدها

4 جلسات بندوة الحج الكبرى تناقش توحيد الجهود لخدمة الحجاج

الثلاثاء ٢٠ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٧:٠٨ مساءً
4 جلسات بندوة الحج الكبرى تناقش توحيد الجهود لخدمة الحجاج
المواطن - فريق التحرير

نظمت وزارة الحج والعمرة، اليوم، بمحافظة جدة، ندوة الحج الكبرى في نسختها الــ (47) لحج العام الجاري 1444هـ، بعنوان “فقه التيسير في الحج”، بحضور ومشاركة عدد من أصحاب المعالي، والعلماء ومفكري العالم الإسلامي.

وتضمنت الندوة 4 جلسات حوارية، هدفت إلى توحيد الجهود وتجويدها في توعية الحجاج بأوجه التيسير في أداء شعيرة الحج، بالإضافة إلى تطوير الخطط التشغيلية بما يتناسب مع التنوع الفقهي والمذهبي للحجاج ما يسهل أداء المناسك بيسر وسهولة.

ندوة الحج الكبرى

واستهلّ وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، أعمال ندوة الحج الكبرى، بكلمة رحّب فيها بالحضور والضيوف، في ندوة الحج الكبرى التي تُعقد منذ أكثر من 4 عقود، استشعارًا من المملكة العربية السعودية بمسؤوليتها العظمى في خدمة الحرمين الشريفين بصورة خاصة، والأمة الإسلامية بصورة عامة، لتسهيل أداء فريضة الحج وتحقيق مقاصدها وغاياتها، وتقديم حلول وأفكار مبتكرة تؤسس للعمل الإسلامي المشترك، وتكرس قواعد العمل الجماعي الموحّد لأبناء العالم الإسلامي، بالإضافة إلى إسهامها في تحقيق أهم مقاصد الحج وهو تحقيق المودة والألفة بين المسلمين.

وأكد الربيعة أن الندوة نجحت بحمد الله خلال الأربعة عقود الماضية في أن تكون مظلة علمية ومنصة معرفية جاذبة لنخب من العلماء والمفكرين والباحثين في الشأن الإسلامي لمناقشة عدد من القضايا الفقهية ذات الصلة باحتياجات الحجيج، ومن هذا المنطلق اتخذت ندوة الحج الكبرى هذا العام في دورتها الـ47، فقه التيسير في الحج عنوانًا رئيسيًا لها؛ لافتًا إلى أن ذلك يأتي انطلاقًا من مقاصد الشريعة الإسلامية في فريضة الحج وأنه -أي التيسير- ركيزة من الركائز الأساسية فيه، حيث يعد إحدى المزايا العظيمة التي يتسم بها الدين الإسلامي الحنيف في كل نواحي الحياة وتكاليفها الدينية والدنيوية.

كما أوضح الربيعة أن ندوة حج هذا العام تنفرد بتخصيص جلسة خاصة يناقش فيها كبير القياديين في المنظومة، العديد من البرامج التشغيلية المُعدّة لموسم الحج تزامنا مع عودة الأعداد المليونية للحج، ودورهم الرئيس في إثراء تجربة الحجيج، ولتلبية مختلف رغباتهم، وتسليط الأضواء على العديد من الخطط الميدانية والتنظيمية والتشغيلية للإدارات الخدمية ومدى جاهزيتها، وذلك بحضور مكاتب شؤون الحج وشركات مقدمي الخدمات للتكامل والتعاون المشترك مع مختلف الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن، لتكون تجربة الضيف الكريم حافلة بالمحطات السهلة والإثرائية.

خدمة الحجاج

وشهدت الندوة في جلستها الافتتاحية التي كانت بعنوان “الدور التنسيقي والتكاملي في منظومة خدمات ضيوف الرحمن”، مشاركة كُلٍ من: وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، ومدير الأمن العام الفريق محمد البسامي، والأستاذ صالح التركي أمين العاصمة المقدسة، بالإضافة إلى مدير عام الدفاع المدني اللواء الدكتور حمود الفرج؛ الذين أكدوا على أهمية تحقيق التشاركية والتكامل بين الخطط التنفيذية لجميع الشركاء في مصفوفة الحج والعمرة، لتتوالى النقلات النوعية في خدمة ضيوف الرحمن، والتي تشارك في صناعتها عدد من القطاعات الصحية والأمنية والتنظيمية والخدمية واللوجستية لتحقيق أقصى رضا لملايين الحجاج من خلال تجويد الخدمات أثناء أداء شعائرهم.

وأثرى أصحاب المعالي الجلسة الافتتاحية بحديثهم عن أولوية تحسين تجربة ضيـوف الرحمن وتطوير الخدمات وتحسين أداء الأجهزة والقطاعات ذات العلاقة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتهيئـة الظروف الملائمة في أيام الحاج وكل ما يسهم في تعزيز الأثر الملموس على تجربتهم الشخصية وخلق تجربة تحولية لا تُنسى.

جاهزية المشاعر

أما الجلسة الثانية، والتي كانت بعنوان “جاهزية الخدمات والخطط التشغيلية” وشارك فيها كل من: وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج، الدكتور عايض الغوينم، ورئيس قطاع التواصل والإعلام بشركة كِدانة للتنمية والتطوير والمتحدث الرسمي لها، محمود الشنقيطي، ووكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور هاني جوخدار، بالإضافة إلى وكيل وزارة الحج والعمرة لخدمات الحجاج والمعتمرين الدكتور عمرو المداح؛ فقد تناولت الأهمية القصوى للوصول بجاهزية المشاعر وخطط التفويج والنقل والرعاية الصحية إلى مستويات تتجاوز توقعات ضيوف الرحمن، وذلك تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030، الهادفة إلى إثراء تجربة الحجاج وتوفير خدمات نوعية واستثنائية ليتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسر وطمأنينة، كما تحدث المشاركون عن سلسلة من الخطط التشغيلية والتفصيلية والتنظيمية في قطاعاتهم لتحقيق أعلى معايير الجودة والموثوقية والجاهزية الفنية والبشرية لتوفير بيئة إيمانية لقاصدي مكة والمدينة والمشاعر وتهيئة أجواء تعبدية صحية مثالية.

وقدّم المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء، معالي الشيخ الدكتور سعد الشثري، الجلسة الثالثة والتي كانت بعنوان “فقه التيسير وترجيح المصلحة في الحج.. رؤية استشرافية” استعرض فيها أبرز مقاصد الشريعة في الحج، وهي: أداء المناسك والعبادة، وفقه التيسير الذي يجب أن ينظر المسلمون فيه إلى قصد الشريعة ورفع الحرج، ومراعاة الرخص الشرعية التي جاءت في ديننا الحنيف، بالإضافة إلى احترام المذاهب الفقيهة والآراء بحيث يستطيع كل حاج أن يستفتي من يثق بعلمه، في حين أكد الشثري أن المقصد الثالث هو كيفية جعل الحج يؤثر إيجابيًا على العالَم.

وأدار عضو هيئة كبار العلماء في المملكة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، الجلسة الثالثة والمعنونة بـ “فقه التیسیر في الحج”، حيث شارك فيها علماء بارزون من العالم الإسلامي، هم: الأمين العام لهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، معالي الشيخ الدكتور فهد الماجد، ومفتي جمهورية تونس الشيخ هشام بن محمود، ونائب المفتي العام بجمهورية كازاخستان معالي الدكتور إرشاد أونغار، وعضو دار الإفتاء في جمعية نهضة العلماء بجمهورية إندونيسيا الشيخ محمد فايز، وتداولت الجلسة 4 قضايا جوهرية متصلة باحتياجات ضيوف الرحمن في رحلتهم الإيمانية، وهي: الذبح في الحج، المبيت في منى، وطواف الإفاضة، والوقوف بعرفة، حيث بحثوا من خلال مداخلاتهم، آليات الاجتهاد الفقهي في ضوء تحقيق مقاصد الشريعة في التيسير والرخص الدينية، وذلك للوصول إلى منظومة آراء فقهية ومذهبية تراعي رفع الحرج والعناء عن الحجاج نحو تجربة روحانية آمنة وميسرة.

 

أما الجلسة الرابعة فكانت بعنوان “تسخير قوة العلم والتكنولوجيا في خدمة الإسلام”، وأدارها مستشار الشؤون الإعلامية بوزارة الحج والعمرة الدكتور عبد الرحمن الخريجي، وشارك فيها: الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث معالي الدكتور ماجد الفياض، ومؤسس ومدير مركز علوم الحلال بجامعة شولالونغكورن بتايلاند البرفسور ويناي دحلان، وأستاذ مساعد في العلوم الاجتماعية الحاسوبية والذكاء الجمعي بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الدكتور عبدالله المعتوق، بالإضافة إلى أستاذ علم الأحياء الجزيئي ومؤسس برنامج We Love Reading والزميل بكلية رادكليف البروفسورة رنا الدجاني؛ واستعرضت الجلسة أحدث التطورات وأفضل الممارسات والإنجازات وكيفية تسخير قوة العلم والتكنولوجيا لإحداث تغيير إيجابي في العالم الإسلامي.

واختتمت الندوة أعمالها بكلمة لنائب وزير الحج والعمرة، معالي الدكتور عبد الفتاح مشاط بعنوان: مواءمة الخطط التشغيلية في الحج والحلول الفنية والفقهية، استعرض فيها الأفكار التي طُرحت خلال الندوة، وذكر فيها أن الاستعداد المسبق لـ 40 جهة حكومية وخاصة وغير ربحية، على المستوى التخطيطي والإشرافي والتنفيذي هو إحدى أهم ركائز نجاح مواسم الحج، بكل المقاييس.

طرح مواضيع تواكب التحديات

وركّز مشاط على التدرج التاريخي لندوة الحج الكبرى ونجاحها في طرح مواضيع تواكب تحديات كل عصر، على مدى 47 عامًا، لننتقل اليوم لنواكب تحديات المستقبل بإذن الله، ونخطط له، وذلك من خلال استخدام تقنية المعلومات وكيفية تطويعها لتكون إحدى الأدوات المساهمة لأن يتم حج هذا العام وحج الأعوام المقبلة بنجاح، وذلك امتدادًا لنجاحات الأعوام الماضية.

وأقامت الوزارة على هامش الندوة، للمرة الأولى، معرضًا سلط الضوء على أبرز جهود وزارة الحج والعمرة – بالإضافة إلى الجهات المعنية – في الارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن، وإثراء وتعميق تجربتهم الدينية والثقافية، تحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030.

الجدير بالذكر أن ندوة الحج الكبرى، تُعد إحدى أبرز الفعاليات العلمية التي ترعاها وزارة الحج والعمرة سنويًّا، والتي انطلقت في العام 1390هـ الموافق 1970، بهدف التأكيد على دور المملكة الإقليمي والدولي كمنار ديني وثقافي يستضاء به، نظرًا لما شرف الله به المملكة العربية السعودية بوجود الحرمين الشريفين على أراضيها وخدمة الحج والحجيج، ولدورها المحوري في تأصيل حوار الأديان وتفعيل التآخي بين المذاهب على أسس علمية رصينة.

إقرأ المزيد