اكتشافات أثرية غير مسبوقة ستعيد تعريف مفهوم السياحة السعودية

فرنسا تشيد بمشروع العلا كنموذج رائد للتعاون مع الرياض

الثلاثاء ٢٠ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٠٥ صباحاً
فرنسا تشيد بمشروع العلا كنموذج رائد للتعاون مع الرياض
المواطن - ترجمة: هالة عبدالرحمن

يجسد مشروع تطوير العلا نموذجًا رائدًا للتعاون مع فرنسا، حيث وُلد المشروع بموجب اتفاقية ثنائية تم توقيعها في إبريل 2018 في قصر الإليزيه، تنص على تعاون بين مشروع الهيئة الملكية للعلا (RCU) والوكالة الفرنسية لتطوير العلا (AFALULA).

العلا نموذج رائد

تعمل الوكالة الفرنسية والهيئة الملكية لمحافظة العلا يدًا بيد لجعل هذا الموقع نموذجًا للطفرة الاقتصادية والسياحية التي تشهدها البلاد، وغالبًا ما يوصف العلا بأنه أكبر متحف مفتوح، بمساحة مساوية لمساحة بلجيكا، كما أن العلا في طريقها لتصبح وجهة شهيرة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم.

وأعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا في 10 إبريل 2018 عن توقيع اتفاقية تعاون تاريخية كجزء من مشروع التطوير الطموح لمحافظة العلا التي تُعدّ منطقة ذات أهمية طبيعية وثقافية متميزة في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وموطنًا لمدينة حجر النبطية والتي أُدرجتْ على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2008.

العلا جوهرة تراثية

وذكرت إنغريد بيريسي، مديرة الآثار والبحوث في موقع العلا، خلال مقابلة مع “Arab News en franҫais”، أن الاكتشافات الأثرية بالعلا يشارك فيها حوالي 120 من علماء الآثار والخبراء، لاكتشاف مواقع أثرية جديدة بالعلا وخيبر، والتي تشكل أكبر مركز أثري في شبه الجزيرة العربية.

وأكدت الباحثة الفرنسية، أن العلا جوهرة تراثية حقيقية، وأن الخبراء من جميع أنحاء العالم منشغلون بدراسة ذلك الموقع الفريد.

تعاون سعودي مع متحف اللوفر

كما أوضحت إنغريد بيريسي أنه في سبتمبر 2022، انضم مجسم ضخم آخر من مملكة دادان السعودية، إلى قاعات العرض في متحف اللوفر، حيث سيتم عرضه في باريس لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد.

وقالت عالمة الآثار: “إن هذا المكتشف من الحجر الرملي، يتم عرضه لأول مرة في تاريخ المملكة العربية السعودية خارج البلاد، وهو عمل كبير ورائع، ويعيد مدينة العلا والمملكة العربية السعودية إلى خريطة الحضارات العظيمة. حيث إنه معروض في أكبر متحف بالعالم وهو اللوفر”.

اكتشافات أثرية في العلا
اكتشافات أثرية في العلا

اكتشافات أثرية

وذكرت مديرة الآثار والبحوث في موقع العلا، أن فريقها البحثي لديه الكثير من المشروعات والاكتشافات، ولكن تم تمديد بعضها بالاتفاق مع الهيئة الملكية لأن النتائج التي تمخضت عنها غير عادية وتفتح آفاقًا جديدة لتاريخ الاكتشافات الأثرية في السعودية.

وصرح الرئيس التنفيذي للوكالة الفرنسية لتطوير العلا، جيرار ميستراليت، لموقع “أراب نيوز”: “بأنه كانت العلا دائمًا المشروع الرائد في إطار رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030، فيما يتعلق بالجانب السياحي والثقافي للبلاد”.

العلا شاهد على تاريخ الجزيرة العربية

وأضاف المبعوث الفرنسي لمحافظة العلا “إن هذا يرجع إلى الثراء الأثري للعلا وثراء تاريخها، الذي يسلط الضوء على التاريخ المذهل لشبه الجزيرة العربية قبل الإسلام”.

وأكد أنه يجب علينا الإشادة بما وصلت إليه السعودية من مكانة اقتصادية وتاريخية في الشرق الأوسط وحول العالم، مشيرًا إلى أن الطموح السعودي بحلول عام 2030/ 2035 هو الوصول إلى حوالي مليوني سائح مع تركيز قوي على التنمية المستدامة.

أهمية التعاون الفرنسي السعودي

تعدّ فرنسا واحدة من أقدم شركاء المملكة لاستكشاف العلا ومدينة حجر النبطية التي تم إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2008، وتتشارك كلتا الدولتين نفس ديناميكية التغيير والريادة في دعم الفنون والثقافة.

ولدى فرنسا التزام طويل الأمد إزاء الآثار السعودية، وتعد فرنسا هي واحدة من الدول الرائدة في مجال الثقافة، وهي وجهة سياحية رئيسية وتشتهر بنوعية الحياة فيها.