دعا إلى دعم المؤسسات الخيرية الرسمية

خطيب المسجد الحرام: الحج أعظم ما يتم به تجريد التوحيد وتحقيق العبودية

الجمعة ٢٣ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٢:٤٢ مساءً
خطيب المسجد الحرام: الحج أعظم ما يتم به تجريد التوحيد وتحقيق العبودية
أستمع للمقال بالصوت

المواطن - فريق التحرير

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط، على تعظيم شعيرة الحج، مناشدًا المصلين بالتحلي بالإخلاص في العمل الصالح، ومشيدًا بتوثق الصلات بين أهل الإسلام في جوار البيت العتيق.

 

محظورات الإحرام

ولفت خياط خلال خطبة الجمعة اليوم بـ المسجد الحرام، إلى محاذير الحج، قائلًا: إن السبيل الذي يتعين على حاج بيت الله التزامه وعدم الحيدة عنه، ليحظى بهذا الموعود، جاء بيانه في قوله سبحانه: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾، وبينه رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه بقوله: “مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ” ويشمل الرفث غشيان النساء وكل ما يتصل به، ويشمل الفسوق جميع المعاصي سواءً ما كان منها بالقلب كالشرك بالله تعالى، وسائر ما قبح من الأعمال التي يكون مصدرها القلب، أو ما كان بالجوارح كالشتم واللعن والقذف والعدوان بمختلف أنواعه، وكذلك سائر المحظورات التي حظرت على الحاج أثناء تلبسه بالإحرام.

التزود من الخيرات

وتابع: ومن السبل أيضًا اختيار الحلال من الكسب والتزود به لأداء هذه الفريضة، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ، وقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} ، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!”، وإن للحاج في كل خطوة من خطواته، منذ أن يبرح بيته ويفارق وطنه حتى يقضي مناسكه ويختم أعمال حجه: مواقف دعاء وتضرع، يقتضي منه أن يطيب كسبه وأن تزكو نفقته.

الإخلاص في العمل

وأوضح خطيب المسجد الحرام، أن من السبل التي تتعين على الحاج الإخلاص لله تعالى في كل ما يعمل من عمل، وتحري الإتيان به على الوجه المشروع، السالم من الابتداع.

 

وحث خياط المصلين على الإخلاص في العمل، قائلًا: وإن من الإخلاص يا عباد الله، ألا يقصد الحاج بحجه الفخر والرياء والسمعة، فإنه خرج ابتغاء رضوان الله ورجاء ثوابه، مشيرًا إلى أن الحج من أعظم ما يتم به تجريد التوحيد وتحقيق العبودية لله.

دعم المؤسسات الخيرية

واختتم: الله: في جوار هذا البيت العتيق، وهذا الحرم الآمن، تتوثق الصلات بين أهل الإسلام، وتقوى الوشائج، وتسود المحبَّة والتعارف والتآلف والتعاطف الذي هو من أظهر سمات المجتمع الإسلامي الراشد، الذي يأخذ أفراده بنصيب وافر من أعمال البر، بالإحسان إلى الفقراء واليتامى والأرامل، ودعم المؤسسات الخيرية الرسمية والمعتمدة.