مكافحة الحشائش في المزارع العضوية تحمي المحاصيل الفرق بين برد المربعانية والشبط والعقارب توزيع أكثر من 4,9 ملايين ريال على الفائزين بمزاين مهرجان الصقور وزارة الداخلية تحتفي بيوم الشرطة العربية بعرض عسكري في مهرجان الإبل الفيدرالي الأمريكي يخفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى ما بين 4,25 و4,50% القمر الأحدب المتناقص في سماء الشمالية 5 مزايا لمنصة نسك مسار خدمة جديدة لمرضى ألزهايمر الأولى من نوعها في السعودية بتقنية PET/MRI المركزي يخفض اتفاقيات إعادة الشراء والشراء المعاكس 25 نقطة أساس سوء التواصل أبرز التحديات في العمل
قال الكاتب والإعلامي محمد الساعد إن الحملة الأمنية التي بدأت في المملكة اعتمدت غداة عيد الفطر المبارك الوصول إلى منابع المخدرات والممنوعات وتجفيفها والقضاء على آخر حبة مخدرات إن أمكن ذلك.
وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة “عكاظ”، بعنوان “المخدرات.. كيف تم القضاء على سلاسل الإمداد؟” أن الخطة بدأت بالانتشار السريع للأجهزة الأمنية ومفاجأة كل المتورطين؛ متعاطين ومهربين وتجار مخدرات في وقت غير متوقع وعلى مساحة البلاد كاملة.
وأوضح أن آلية العمل التي طبقت استخدمت نظرية الهرم المقلوب، والبدء من قاعدة المشترين من الأسفل إلى الأعلى وصولاً إلى التجار والمهربين، جاء الاستيقاف والتفتيش المفاجئ مخلخلاً منظومة إجرامية تمددت بسبب التهريب الهائل الذي أُغرقت فيه السعودية من دول ومنظمات دولية، بهدف إعاقة المشروع الحضاري للمملكة.
أدت نظرية الهرم المقلوب للقبض على مئات المتعاطين دفعة واحدة، والذين أصبحوا خلال أقل من شهر بنك معلومات ضخماً يحوي أسماء وأرقام وأماكن سلسلة البيع بدءاً من المتعاطي المقبوض عليه، ثم البياع والموزع، ثم التاجر، ثم المستقبل، ثم التنظيم العصابي الذي يدير الجميع، وصولاً إلى مصدر المخدرات في البلد الأم خارج المملكة، ومن خلالهم تمكّنت الأجهزة الأمنية من الوصول إلى المنظومة الإجرامية وتتبع سلاسل الإمداد وكسر ظهرها.
فكرة الهرم المقلوب عبقرية جداً، حين فعّلت الأجهزة الأمنية حملتها، واضعة خطة محكمة لتفتيش المشتبه بهم وتحويلهم إلى النيابة العامة فوراً، وهو ما أدى إلى انهمار المعلومات بشكل وفير وتساقط كل المنظومة الإجرامية واحدة تلو الأخرى.
المستخدمون وهم النهاية الطرفية في رحلة المخدرات ممن لم يسقطوا في قبضة رجال الأمن أصبحوا أمام خيارين صعبين؛ إما التوقف عن التعاطي ممن لم يصلوا للإدمان وهي فرصة كبيرة للخروج من المستنقع، وأما إذا كان مدمناً خاصة للمواد شديدة التخدير مثل الشبو فإن الآثار الانسحابية ستدفعه للخروج إلى السطح وبالتالي الاضطرار للتواصل مع المصادر ما سيؤدي حتماً إلى انكشافهم فوراً، وهو ما أدى لسقوط المصادر بالكوم وانهيار شبكات المخدرات.
وواصل الكاتب بقوله “صادف الحملة قيام طائرات عسكرية قيل إنها أردنية بقصف وتدمير أكبر مصانع الكبتاجون جنوب سوريا، وهو ما يؤكد أن الحرب ضد هذه التجارة أولوية قصوى للدول بعد أن تحولت لأداة توظفها قوى وتجار عالميون لتدمير بلدان بعينها من ضمنها السعودية”.
وتابع أن المفاجئ في إعلانات وزارة الداخلية المتتابعة وجود أعداد من السعوديين ضمن المقبوض عليهم من المروجين والتجار، فضلاً عن عصابات من المقيمين، جزء من المقبوض عليهم من الشباب الذين انخرطوا في عملية إجرامية خطرة جداً، وهو أمر يستحق الوقوف أمامه طويلاً، فهل هي طريقة للبحث عن المال السريع، أم تأثير لعولمة الإجرام، أم القناعة أنه بالإمكان النجاة من الجريمة؟
وشدد الكاتب على أن الانخراط في تجارة المخدرات أمر لا يمكن التسامح ولا التساهل معه أبداً، بل يعد خيانة كبرى قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، فهل يعي أولئك الشباب ما صنعوه، فلا يمكن أن يقال عنهم مغرر بهم في جريمة منظمة تروج المخدرات ويتحول العضو فيها إلى خائن لبلاده.