تتيح التعرف على أفكار الشعوب وتوجهاتهم ومواقفهم من القضايا الدولية المختلفة

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحقق أهداف الدبلوماسية العامة وتدعم صانعي القرار

الخميس ١١ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٩:٣٦ صباحاً
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحقق أهداف الدبلوماسية العامة وتدعم صانعي القرار
المواطن - فريق التحرير

أكد الكاتب والإعلامي د. سعود كاتب أن تطوير وتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتحقيق أهداف الدبلوماسية العامة، حيث توفر تلك التكنولوجيا العديد من الأدوات والبرامج المتخصصة التي تتيح لصانعي القرار إمكانية التعرف على أفكار الشعوب وتوجهاتهم ومواقفهم من القضايا الدولية المختلفة.

وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة “المدينة”، بعنوان “الذكاء الاصطناعي.. والدبلوماسية العامة الذكية”، أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتيح التواصل والتفاعل بجاذبية وإقناع، ومقدرة على توقع الأحداث بسرعة ودقة أكبر داخليًا وإقليميًا ودوليًا.

وتابع د. سعود كاتب، أن الدبلوماسية العامة الذكية تقوم في زمن الذكاء الاصطناعي بدورين أساسيين: الأول: دراسة وفهم الاستخدامات السلبية للذكاء الاصطناعي الهادفة للإساءة لصورة وسمعة البلد، والتصدي لها بالوسائل المتاحة؛ وبالتنسيق مع كافة الأطراف المعنية ذات العلاقة بالقوة الناعمة مثل: الثقافة والإعلام والسياحة والرياضة، وغيرها.

والدور الثاني يتمثل في تطوير وتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتحقيق أهداف الدبلوماسية العامة.. وإلى نص المقال:

وصف الدبلوماسية العامة

سبق لي وصف الدبلوماسية العامة بأنها أحد التخصصات الفريدة التي تجمع تحت ثناياها أربعة جوانب أساسية مترابطة هي: الثقافة والإعلام والسياسة والتكنولوجيا.. ويشهد هذا المزيج اليوم اختبارًا صعبًا يتمثل في تأثيرات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على كافة الجوانب الثلاثة الأخرى، بل إنه يمكن القول بأن تلك التأثيرات وذلك التحدي يشمل العلاقات الدولية عموماً بتشعباتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.

هذه التشعبات المتعددة، سواء تلك المتعلقة بالدبلوماسية العامة، أو تلك المرتبطة بالعلاقات الدولية عمومًا، تزيد في الواقع من صعوبة التعامل مع تأثيرات الذكاء الاصطناعي، والتي ينبغي دراستها وفهمها لكل جانب على حدة، وفي نفس الوقت بشمولية لكل الجوانب مجتمعة، بشكلٍ يجعل بالإمكان مواجهة سلبياتها وتوظيف إيجابياتها لخدمة أهداف السياسة الخارجية للبلد، ونظرًا لتعدد الجهات المعنية المتأثرة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وأهمها: السياسة، الثقافة، الإعلام، الاقتصاد، السياحة والرياضة، فإن من المهم وجود درجة عالية من التعاون والتنسيق بين تلك الجهات، بهدف تطوير القدرات والاستفادة القصوى من مزايا هذه التكنولوجيا، وتلافي سلبياتها ومخاطرها.. وتعمل الدبلوماسية العامة الذكية ضمن هذا الإطار لتحقيق كل ما من شأنه تعزيز صورة البلد؛ وتقديمه لشعوب العالم بأفضل صورة ممكنة.

مخاطر الذكاء الاصطناعي

وضمن التعاطي الدولي مع مخاطر الذكاء الاصطناعي، قام البيت الأبيض مؤخرًا باستدعاء رؤساء شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، وهي جوجل ومايكروسوفت و(OpenAI)، ورغم أن الخطوط العريضة لذلك الاجتماع كانت حماية المجتمعات وسلامة الخصوصية والحقوق المدنية، إلا أن الواقع هو أن هذه التكنولوجيا مع كل ما فيها من مزايا وإيجابيات رائعة، تستدعي الحكمة النظر إليها أيضاً باعتبارها سلاحاً جديداً يُضاف لترسانة أسلحة الدول العظمى؛ التي تسعى كل منها من خلاله لممارسة قوتها الحادة وهيمنتها الفكرية والثقافية على دول العالم الأخرى، مستفيدة من تفوقها وتقدمها في هذا المجال، كما يمكن لدول أخرى أيضاً تسخير هذه التكنولوجيا المتقدمة فيما بات يُعرف باسم الجيل الجديد من بروباجندا الذكاء الاصطناعي AI-Propaganda، والتي يتم عبرها وبشكل متطور ممارسة التضليل الإعلامي، ونشر الأخبار الزائفة، والتزييف العميق Deepfakes وغيرها من وسائل دعاية قائمة على الكذب والتهويل واجتزاء الحقائق، واللعب على وتر العواطف.

توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي

ومما سبق يتضح لنا بأن الدبلوماسية العامة الذكية تقوم في زمن الذكاء الاصطناعي بدورين أساسيين: الأول: دراسة وفهم الاستخدامات السلبية للذكاء الاصطناعي الهادفة للإساءة لصورة وسمعة البلد، والتصدي لها بالوسائل المتاحة؛ وبالتنسيق مع كافة الأطراف المعنية ذات العلاقة بالقوة الناعمة مثل: الثقافة والإعلام والسياحة والرياضة، وغيرها.

والدور الثاني يتمثل في تطوير وتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتحقيق أهداف الدبلوماسية العامة، حيث توفر تلك التكنولوجيا العديد من الأدوات والبرامج المتخصصة التي تتيح لصانعي القرار إمكانية التعرف على أفكار الشعوب وتوجهاتهم ومواقفهم من القضايا الدولية المختلفة، ومن ثم التواصل والتفاعل معهم بجاذبية وإقناع، ومقدرة على توقع الأحداث بسرعة ودقة أكبر داخليًا وإقليميًا ودوليًا.