تعليق الدراسة الحضورية في جامعة الجوف غدًا مسؤول إفريقي متهم بمعاشرة 400 امرأة بينهن زوجات مشاهير! بيع صقرين في الليلة الـ 16 لمزاد نادي الصقور بـ 196 ألف ريال ارتفاع أسعار الذهب وسط ترقب نتائج الانتخابات الأمريكية موعد إيداع دعم ريف إصابة شخص في حريق ورشة بالرياض المتحرش بامرأة في جدة بقبضة الأمن تاليسكا الأعلى تقييمًا في مباراة النصر ضد العين بدء التسجيل في برنامج حفظ السنة النبوية والمتون الشرعية النصر يواصل تألقه آسيويًّا ويكسب العين
أكد الكاتب والإعلامي د. سعود كاتب أن مهام السفراء تتطلب المرونة والقدرة على التطور وفقاً للمستجدات الدولية بمختلف جوانبها، ومن أهمها الجوانب المتعلقة بالدبلوماسية العامة التي أصبحت تمثل جناحاً ثالثاً لوزارات الخارجية يختص بالتواصل مع «الشعوب»، وذلك بجانب جناحي «العلاقات الثنائية» و»العلاقات المتعددة مع المنظمات الدولية».
وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة “المدينة”، بعنوان “سفراء الدبلوماسية الناعمة”، أن مهام السفراء اليوم لا تقتصر فقط على الشأن الدبلوماسي، بل تشمل كونهم منصات إعلام خارجي ومنابر ثقافية فاعلة لدولهم في الدول المضيفة، وداعم للصلات الاقتصادية والعلمية والتعليمية، والترويج للسياحة والاستثمار.
وتابع سعود كاتب أن هذا التواصل المفتوح والمباشر مع الشعوب ليس بالأمر السهل، فطبيعة وسائل التواصل الرقمية مثلاً يمكن أن تضع الدبلوماسي في مواجهة مع مستخدمين يصعب التنبؤ بما يريدون، وبالكيفية التي يمكن أن يقوموا بالرد بها، والتي قد تتضمن عبارات كراهية وإساءات لفظية… وإلى نص المقال:
هناك سؤال شائع أتلقاه باستمرار من طلابي في الجامعة، وخلال كل دورة ومحاضرة أقدمها عن الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة، ويتعلق هذا السؤال بالأنشطة غير المعتادة وغير التقليدية التي يقوم بها سفراء بعض الدول لدى المملكة، ومنهم على سبيل المثال سفراء كل من اليابان وفرنسا والصين وجيبوتي والبرتغال. وتتضمن تلك الأنشطة التفاعل المباشر مع المتابعين على تويتر، والرحلات المتكررة لمناطق المملكة، والزيارات الشخصية المتبادلة مع نخب المجتمع الثقافية والإعلامية والتجارية. فما هو سر هذه الأنشطة، وهل تقع ضمن المهام الرسمية للسفراء، وداخل حدود العمل الدبلوماسي المتعارف عليه؟، ما الذي تغيَّر، ولماذا يتفاوت رؤساء البعثات الدبلوماسية في درجة ممارستهم لهذه الأنشطة الهامة؟.
وحيث إنه سبق لي الإجابة على بعض هذه التساؤلات في مقالٍ لي بهذه الصحيفة بعنوان: (بين دبلوماسية أبو كوجي العامة وزوار السفارات)، فإني سأتطرق اليوم لجانب آخر لم يتم تناوله بشكلٍ كافٍ في ذاك المقال.
بدايةً، ما هي مهام رئيس البعثة الدبلوماسية؟.
تنص اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية (1961) على عددٍ من المهام لرئيس البعثة ومنها: «تمثيل الدولة، وتوطيد العلاقات الودية وتدعيم الصلات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين الدولة المُعْتَمَدْ لديها والدولة المُعتَمِدَة». ويخضع هذا النص لتفسيرات مختلفة ما بين دولة وأخرى، فعلى سبيل المثال نجد أن الموقع الرسمي للسفارة الأمريكية في كندا، يحدد بمزيد من التفصيل مهام السفير، مضمناً إياها: «خدمة المصالح والقيم الأمريكية…».
كما تؤكد وزارة الخارجية الفرنسية على موقعها على الإنترنت بأن السفير حسب التراث الفرنسي يُمثِّل البلد بأكمله، ويستشهد الموقع بعبارة للرئيس الأسبق شيراك ضمن خطابه في اجتماع السفراء السنوي عام 1998، يقول فيها: «كان عليكم بالأمس أن تصغوا للدول وللحكومات ولكل ما هو رسمي، وعليكم اليوم أن تصغوا للشعوب…».
وفيما سبق تأكيدٌ على أن مهام السفراء تتطلب المرونة والقدرة على التطور وفقاً للمستجدات الدولية بمختلف جوانبها، ومن أهمها الجوانب المتعلقة بالدبلوماسية العامة التي أصبحت تمثل جناحاً ثالثاً لوزارات الخارجية يختص بالتواصل مع «الشعوب»، وذلك بجانب جناحي «العلاقات الثنائية» و»العلاقات المتعددة مع المنظمات الدولية». فمهام السفراء اليوم لا تقتصر فقط على الشأن الدبلوماسي، بل تشمل كونهم منصات إعلام خارجي ومنابر ثقافية فاعلة لدولهم في الدول المضيفة، وداعم للصلات الاقتصادية والعلمية والتعليمية، والترويج للسياحة والاستثمار.
هذا التواصل المفتوح والمباشر مع الشعوب ليس بالأمر السهل، فطبيعة وسائل التواصل الرقمية مثلاً يمكن أن تضع الدبلوماسي في مواجهة مع مستخدمين يصعب التنبؤ بما يريدون، وبالكيفية التي يمكن أن يقوموا بالرد بها، والتي قد تتضمن عبارات كراهية وإساءات لفظية.
وحتى يتسنى للسفراء ممارسة هذا الدور بالغ الأهمية، فهم بحاجة لدعم لا يقل بحال عن الدعم الذي تتلقاه وكالات العلاقات الثنائية والعلاقات المتعددة، ويشمل ذلك: توفير الإمكانات اللازمة، والتدريب المتخصص، ومنحهم الثقة والصلاحيات، ووضوح الرؤية، والتحرر من قيود البيروقراطية وغياب المعلومة.