لانتهاك الخصوصية.. تغريم شات جي بي تي 15 مليون يورو بينها العربية.. جوجل تدعم 45 لغة جديدة بـGemini متى يكون الكوليسترول الجيد ضارًّا على الصحة؟ ارتفاع ضحايا إعصار شيدو إلى 76 شخصًا في موزمبيق الكويت وعمان يفتتحان خليجي 26 بتعادل إيجابي حالة وفاة و10 إصابات.. تصادم 20 مركبة بالرياض شاهد.. حالة مطرية غزيرة على تنومة نتائج المباراة الافتتاحية لـ الأخضر في كأس الخليج بالفيديو.. حرائق في قازان الروسية إثر هجوم أوكراني بالمسيرات فينيسيوس يغيب عن ريال مدريد ضد إشبيلية
أكد الكاتب والإعلامي محمد الساعد أن الحرب على المخدرات والحملة الأمنية المشددة، ليست ضد المتعاطي فقط، بل إنها تتبع رحلة الشبو والحشيش والهيروين وغيرها من المخدرات، من المتعاطي وصولاً للمروج والمستقبل والمتاجر وليس انتهاء بالمصدر في بلد الإنتاج والتهريب.
وأضاف الكاتب في مقال له بصحيفة “عكاظ”، بعنوان “انفتاح.. لا انفلات !” أن الحرب على المخدرات، عبارة عن حرب قومية لا تقل أهمية عن حروب الاستقلال التي تخوضها الأوطان وتدفع مقابلها الغالي والثمين.
وتابع الكاتب أن الأوطان يمكن أن تُحتل من الجيوش الأجنبية إذا انهارت منظومات الدفاع، ويمكن لها أن تُحتل بالمخدرات إذا انهارت منظومة الأخلاق وتحطم سد القيم، وإذا سمح لـ«الطابور الخامس» المروج والمتاجر الخائن لبلاده والمنخرط مع الأعداء تعطيل مشروع التنمية وهدم الأسرة بشبابها وبناتها…. وإلى نص المقال:
فالأوطان يمكن أن تُحتل من الجيوش الأجنبية إذا انهارت منظومات الدفاع، ويمكن لها أن تُحتل بالمخدرات إذا انهارت منظومة الأخلاق وتحطم سد القيم، وإذا سمح لـ«الطابور الخامس» المروج والمتاجر الخائن لبلاده والمنخرط مع الأعداء تعطيل مشروع التنمية وهدم الأسرة بشبابها وبناتها.
عندما عزمت المملكة على بناء رؤية 2030، كانت تعي تماماً أن أي مشروع حضاري سيصحبه أمران مهمان؛ مقاومة شديدة، ومحاولة جريئة من بعض ضعاف النفوس للانفلات، وهذه سنة كونية لا تخص السعوديين فقط.
بلا شك أن مشروع الرؤية – وكما قال سمو ولي العهد – يعتمد بشكل دقيق على الإنسان السعودي، الذي يبلغ مكونه الشاب أكثر من 70%، ولذلك فإن أي رؤية لا يمكن أن تنجح بدون انخراط الشباب والشابات في بناء وطنهم وتحمّل مسؤوليتهم المستقبلية، وكذلك لن ينجح لو استسلمنا لمشروع هدفه هدم قيمة الأسرة، ومحاولة البعض جر المجتمع للانفلات، فالانفتاح لا يدعو إلى التفريط، ولم يقل أحد بذلك أبداً، والمجتمعات المتصالحة مع نفسها تأخذ من الانفتاح أفضله وتترك ما تكدر.
كانت الحرب الهائلة التي واجهتها المملكة في كثير من المحافل الدولية ووسائل الإعلام الغربية والإقليمية، خلال الأعوام القليلة الماضية تحاول إقصاءها وتشويه صورتها في أعين أبنائها أولاً، وأعين العالم ثانياً، لكن مشروعهم فشل بسبب الإرادة الصارمة للقيادة والالتفات الشعبي حولها وإيمانه بمشروعها الحضاري.
إلا أن ذلك لم يقنع (الأعداء والأعدقاء) الذين يجتمعون على مشترك واحد، تعطيل المشروع السعودي وتحطيمه إن أمكن، ولذلك عملوا خطاً موازياً لنشر المخدرات بكميات هائلة بين الشباب للوصول إلى أرض خصبة تدفعهم للانفلات والانسلاخ وتعطيل مشروع الرؤية الحضاري، فإذا انحرف الشباب وتدهورت قيم المجتمع وأصبحوا مجرد لاهثين وراء المتعة المؤقتة، تعطلت البلاد وتحقق هدف أعداء المملكة في القضاء على الرؤية.
هل تذكرون حديث القذافي – بالرغم من التحفظ على سياساته وانحرافها – عندما قال في خطاب له إثر الاحتجاجات الدموية والانفلات الذي لحق ببلاده: إن «الحبوب» لعبت في شباب وطنه، لقد كان صادقاً، فالتحضير للاحتجاجات الليبية سبقه إغراق ليبيا بالمخدرات وخاصة «الكبتاجون».
لقد تساهل القذافي مع المخدرات ودفعت ليبيا ثمناً غالياً، من تنميتها، وسالت دماء شبابها، وتدمر مستقبلها، وتحقق لأعدائها الغربيين والإقليميين ما أرادوا.
دعونا نعد للوراء قليلاً، فالحملة الأمنية المشددة ضد الممنوعات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ليست جديدة، فقد كان موقف الرياض من لبنان – على سبيل المثال – واضحاً بسبب تغافل أساطين الحرب اللبنانية عن تجارة المخدرات والسماح بتهريبها عمداً للسعودية، وهو ما حذر منه السفير السعودي في بيروت، عندما كشف عن ضبط المملكة لـ 700 مليون حبة مخدر قادمة من لبنان منذ 2015، حتى 2022، داعياً إلى مزيد من التعاون لمكافحة الاتجار بالمخدرات والجرائم المنظمة.
الحرب على المخدرات والحملة الأمنية المشددة، ليست ضد المتعاطي فقط، بل إنها تتبع رحلة الشبو والحشيش والهيروين وغيرها من المخدرات، من المتعاطي وصولاً للمروج والمستقبل والمتاجر وليس انتهاء بالمصدر في بلد الإنتاج والتهريب، إنها حرب قومية لا تقل أهمية عن حروب الاستقلال التي تخوضها الأوطان وتدفع مقابلها الغالي والثمين.
فالأوطان يمكن أن تُحتل من الجيوش الأجنبية إذا انهارت منظومات الدفاع، ويمكن لها أن تُحتل بالمخدرات إذا انهارت منظومة الأخلاق وتحطم سد القيم، وإذا سمح لـ«الطابور الخامس» المروج والمتاجر الخائن لبلاده والمنخرط مع الأعداء تعطيل مشروع التنمية وهدم الأسرة بشبابها وبناتها.