التفاصيل الكاملة لأزمة الجيش في السودان

البرهان وحميدتي..من رفقاء درب إلى عدوين لدودين

الأحد ١٦ أبريل ٢٠٢٣ الساعة ٢:٢٢ مساءً
البرهان وحميدتي..من رفقاء درب إلى عدوين لدودين
المواطن - فريق التحرير

تعيش السودان، أجواء دامية نتيجة الصراع بين أكبر قوتين في البلاد، وهما الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان من جهة، وقوات الدعم السريع برئاسة محمد حمدان دقلو الشهير بـ حميدتي، الذي أعلن سيطرته على القصر الرئاسي ومقرات أخرى، وكانت محاولات من الفريقين لإثبات تقدم قوات كل منهما على الأرض.

صداقة قديمة

واندلعت المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم وفي مناطق أخرى من البلاد، هي نتيجة مباشرة لصراع على السلطة بين أفراد القيادة العسكرية.

وفي الوقت الحالي، تدور الاشتباكات في مواقع استراتيجية في أنحاء العاصمة، بين أفراد من قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وقوات الجيش النظامية.

ويعد إشهار السلاح مرحلة جديدة أنهت علاقة تعاون وصداقة قديمة نشأت بين الفريق عبدالفتاح البرهان، والفريق محمد دقلو “حميدتي”، والتي بدأت مع النزاع في إقليم دارفور في عام 2003 إبان حكم الرئيس السابق عمر البشير.

الفريق البرهان

ولد البرهان عام 1960 في قرية قندتو، شمال الخرطوم، ودرس في الكلية الحربية بالسودان ولاحقًا في مصر والأردن، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.

وخدم في الجيش السوداني كضابط في سلاح المشاة، وتدرج في مختلف المراتب العسكرية، حتى أصبح قائدًا للقوات البرية.

تاريخ البرهان العسكري

شارك البرهان في حرب دارفور، وكذلك المعارك التي سبقت انفصال جنوب السودان عن شماله، وانتُدب في مصر والأردن لعدد من الدورات التدريبية.

كما عمل مع قوات حرس الحدود لفترة طويلة، ثم ملحقًا عسكريًا في الصين، ثم قائدًا لقوات حرس الحدود ومن بعد ذلك نائبًا لرئيس أركان عمليات القوات البرية، ثم رئيس أركان القوات البرية، ثم أخيرًا مفتشًا عامًا للجيش.

نقطة تحول

وأفادت تقارير محلية، بأن الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير كان عرض على البرهان منصب والي إحدى الولايات، لكنه رفض تولي منصب سياسي.

وفي فبراير/شباط 2019، كان عمر البشير أعلن عن تعديلات في قيادات الجيش، شملت ترقية البرهان من رتبة فريق ركن إلى فريق أول، وكلفه بمنصب المفتش العام للقوات المسلحة. إلا أنه بعد شهرين من ذلك التاريخ، وتحديدًا في أبريل/نيسان 2019، ترأس المجلس العسكري الانتقالي في السودان بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير على يد الجيش، إثر مظاهرات حاشدة استمرت خمسة أشهر.

رئاسة المجلس العسكري

وتولى البرهان منصبه رئيسًا للمجلس، إثر تنازل الفريق أول ركن عوض بن عوف عن رئاسته بعد أقل من 24 ساعة في السلطة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعلن رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، حل مجلسي السيادة والوزراء، كما أعلن حالة الطوارئ في البلاد، وتعليق العمل بمواد من الوثيقة الدستورية.

ووصف عدد من زملائه البرهان بأنه شخص يتسم بالاعتدال، وظل عسكريا ملتزما بعيدا عن الانتماء إلى أي تنظيم سياسي، فيما قال عنه ضابط في الجيش، طلب عدم الكشف عن هويته، إن البرهان ضابط رفيع المستوى في القوات المسلحة، لكنه في الأساس جندي مخضرم.

نشأة حميدتي

ينحدر قائد قوات الدعم السريع حميدتي من قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية، التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان.

وعمل حميدتي في العشرينيات من عمره في تجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي، كما تولى مسؤولية حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق في مناطق سيطرة قبيلته.

امتيازات كبيرة

ويسيطر حميدتي على عدد من مناجم الذهب في دارفور، فيما دفعه الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير إلى تقريبه، ومنحه امتيازات كبيرة، مما رفع عدد العناصر التي يقودها والتي تقدر حالياً بنحو 100 ألف عنصر.

وفي عام 2007، عين البشير حميدتي عميدًا وأصبحت قواته جزءًا من أجهزة الاستخبارات في البلاد، وبعدها بأعوام وتحديدًا في عام 2013 أنشأ البشير رسميًا قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، وزودها بالأسلحة الخفيفة وسيارات الدفع الرباعي، الأمر الذي أثار حفيظة الضباط.

محطات بارزة

وفي عام 2015، أرسل حميدتي قوات من وحدات الدعم السريع إلى اليمن، في إطار التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

ورغم دور البشير في دعم حميدتي إلا أن الأخير انحاز للمظاهرات الغاضبة من حكمه وتخلى عن الرئيس السابق، بحسب تقارير محلية سودانية، أكدت  أن قوات الدعم السريع ساهمت في الإطاحة بالبشير. ودعا حميدتي، آنذاك، الحكومة السودانية إلى توفير ما يحتاجه المواطنون في سبيل العيش الكريم، وهو موقف لاقى إشادة من قبل بعض السودانيين.

أسباب التوتر

وكان حميدتي قد انتقد قبل أسابيع انقلاب عام 2021، قائلاً إنه فتح الباب أمام عودة أنصار الرئيس البشير، وبوابة لعودة النظام السابق.

تأتي أعمال العنف بعد أيام من التوتر مع إعادة نشر قوات الدعم السريع لعناصرها حول العاصمة، في خطوة رأى فيها الجيش تهديداً.

وكانت هناك آمال في إيجاد حل عبر الحوار، لكن ذلك لم يحدث. وليس واضحاً من بادر بإطلاق النار صباح يوم السبت، لكن هناك مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع غير المستقر أساساً. وحثت أوساط دبلوماسية الطرفين على وقف إطلاق النار.