بعمق أكثر من 16 مترًا وفتحتين لتغذية البئر

ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض يروي عطش الصائمين

الجمعة ٢٤ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٢:٥٥ مساءً
ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض يروي عطش الصائمين
المواطن - فريق التحرير

تقع بئر زمزم شرق الكعبة المشرفة بصحن المطاف محاذية للملتزم، وهي بئر قديمة العهد ترجع إلى زمن إسماعيل عليه السلام. لما ترك هاجَرَ عليها السلام زوجُها إبراهيمُ عليه السلام مع طفلها، في وادٍ لا زرع فيه ولا ماء، قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يضيعنا، فآنست بالله في الظلماء، حتى نفد ما لديها من زاد وماء، والطفل يتلوى حولها، تسعى فتبحث عن الماء، مهرولة بين الصفا والمروة، وإذا بجبريل -عليه السلام- يحمل الأمن إليها مسرعًا، يبحث بعقبه في الأرض، فينبثق الماء، فجعلت تحوِّضه، وتغرف منه في سقائها، وهو يفور بعدما تغرف.

ماء زمزم

وماء زمزم علم لهذه البئر، وقد نقل ابن منظور في لسان العرب عن ابن بري اثني عشر اسمًا لزمزم، فقال: (زَمْزَمُ، مَكْتُومَةُ، مَضْنُونَةُ، شُباعَةُ، سُقْيا الرَّواءُ، رَكْضَةُ جبريل، هَزْمَةُ جبريل، شِفاء سُقْمٍ، طَعامُ طُعْمٍ، حَفيرة عبدالمطلب).

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم) رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه. وماء زمزم نبع في أقدس بقعة على وجه الأرض: عند بيت الله الحرام، وقرب الركن والمقام.

وقد اختار رب العزة هذا المكان عند بيته المعظم؛ ليكون سقيا لحجاج بيت الله الحرام وعماره وزواره وجيرانه. بئر زمزم يستقبل مياهه من صخور قاعية من العصور القديمة عبر ثلاثة تصدعات صخرية تمتد من تحت الكعبة المشرفة، ومن جهة الصفا، ومن جهة المروة، وتجتمع في البئر.

وعن ذرع بئر زمزم فيقول الأزرقي: (أنا صليت في قعرها، فغورها من رأسها إلى الجبل أربعون ذراعًا (22.45م)، ذلك كله بنيان، وما بقي فهو جبل منقور، وهو تسعة وعشرون ذراعًا (16.28م)… وعلى البئر ملبن ساج مربع فيه اثنتا عشرة كرة يستقى عليها).

جدار البئر

إن جدار البئر من الداخل محكم التلييس بعمق (14.80م) من فوهة البئر، وتحت هذا العمق يوجد فتحتان لتغذية البئر: أحدهما متجهة إلى جهة الكعبة المشرفة، والثانية إلى أجياد، ثم يأتي جزء منقور في الجبل بعمق (17.20سم).

أما في العهد السعودي الزاهر، فقد كان إلى وقت قريب تُستخدم الدلاء لاستخراج ماء زمزم من البئر، حتى أمر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بتركيب مضخة عام 1373هـ تضخ ماء زمزم إلى خزانين علويين من الزنك، ووُصِّل بكل خزان اثنا عشر صنبورًا موزعة حول البئر لاستخدامها إلى جانب الدلاء حسب الرغبة، ثم أزيلت المباني المقامة على البئر وفي سنة 1382هـ صدر الأمر السامي الكريم من الملك سعود بتوسيع المطاف، فخفضت فوهة البئر أسفل المطاف في قبو عمقه (2.7) م، يتم النزول إليه بدرج ينقسم إلى قسمين: أحدهما للرجال، والآخر للنساء، وبهذا تكون قد انتهت مرحلة الدلاء نهائيًا، واستبدلت بالصنابير، وتم تطوير البئر إلى أبدع ما يكون، وتم ذلك عام 1383هـ.

زيادة صحن المطاف

وفي عام 1399هـ صدر أمر الملك خالد -رحمه الله- بتنظيف بئر زمزم على أحدث الطرق وأتم وجه بواسطة غواصين متمرسين، وكان هذا العمل من أعظم أعمال التنظيف في تاريخ بئر زمزم، ونتج عنه أن فاضت البئر -بفضل الله- بماء أغزر مما كان بكثير وأصبح ماء زمزم متاحًا في كل أنحاء الحرم المكي الشريف

وفي عام 1424هـ وفي عهد الملك فهد -رحمه الله- ارتأت الدراسات الخاصة بالمسجد الحرام ضرورة تغطية مداخل قبو زمزم للاستفادة القصوى من صحن المطاف الذي يئن في فترات الزحام بالمعتمرين والحجاج، وتسهيلًا عليهم وحفاظًا على سلامتهم؛ تم ذلك بتسقيف مداخل القبو المؤدية للبئر وتنحية نوافير الشرب إلى جانب صحن المطاف، حيث أدت هذه الأعمال إلى زيادة صحن المطاف بمقدار (400) متر مربع مما أدى إلى استيعاب أكبر عدد من المصلين، وسهل حركة الطواف حول الكعبة.

نظافة مياه زمزم

وحرصًا على نظافة مياه زمزم وخلوها من الملوثات أمَّنت رئاسة شؤون الحرمين مختبرًا لتحليل مياه زمزم يتولى الإشراف على جميع مراحل تعقيم مياه زمزم، وكذا متابعة ملء سيارات الصهاريج الناقلة لمياه زمزم والمخصصة للمسجد النبوي الشريف، حيث يزود المسجد النبوي بمياه زمزم على مدار الساعة من محطات التعبئة بسبيل الملك عبدالعزيز بكدي ويتم تعقيم مياه زمزم بالأشعة فوق البنفسجية دون إضافة أي مواد كيماوية، ويصل مستوى التعقيم من البكتيريا والفيروسات إلى نسبة ( 99.77% )، والكيلو واط الواحد من الكهرباء يقوم بتعقيم (12000) جالون من الماء ومن مميزات طريقة التعقيم هذه ضمان عدم تغير لون ماء زمزم أو طعمه أو رائحته.

إقرأ المزيد