انخفاض درجات الحرارة شمال السعودية وجويريد أول فترات الانقلاب الشتوي تعليق الدراسة الحضورية غدًا في جامعة الطائف موعد إيداع دعم حساب المواطن دفعة ديسمبر كريستيانو رونالدو الأفضل في مباراة الغرافة والنصر تفاصيل اجتماع فريق عمل مشروع توثيق تاريخ الكرة السعودية السعودية تتبنى 32 ألف مواصفة قياسية وظائف شاغرة في مجموعة العليان القابضة وظائف إدارية شاغرة بـ هيئة الزكاة بالأرقام.. رياض محرز يخطف الأنظار في آسيا رونالدو يقود النصر لتجاوز الغرافة بثلاثية
يستعد المسلمون في جيبوتي لاستقبال شهر رمضان الكريم، بعادات وتقاليد واحتفالات شعبية واسعة النطاق، يشارك فيها الجميع صغارًا وكبارًا، حيث تضاء منارات المساجد، وتتلألأ في السماء أنوار الألعاب النارية، وتبث الإذاعة العديد من البرامج والمدائح الدينية، وسط أجواء روحانية خاصة.
المسلمون في جيبوتي يستغلون الأيام الأخيرة من شهر شعبان في تجهيز وتنظيف المنازل وشراء المؤونة، وخاصة القمح والشعير والحبوب لاستعمالها في تجهيز الشوربات.
ويقوم مجمع الفقهاء بتحري الهلال، وإعلان ثبوت الرؤية، وإذا لم تثبت لديهم، يعتمدون على الدول المجاورة، وخاصة المملكة العربية السعودية أخذًا بمبدأ وحدة المطالع.
وتضاء السماء الجيبوتية بأنوار الألعاب النارية ومآذن المساجد، ترحيبًا بالشهر الكريم، كما تغنى أهازيج رمضان وأناشيده في البيوت، مثل رحبوا يا صائمين بشهر رب العالمين أعاده الله علينا وعليكم أجمعين.
كما تبدأ الإذاعة في بث الأغاني والمدائح الدينية بالإضافة الي البرامج الدينية المختلفة، وسط أجواء روحانية خالصة، يعيشها المسلمون الذين يمثلون نحو 94% من إجمالي السكان.
ويفطر الجيبوتيون على التمر في حفل إفطار جماعي للرجال يرافقهم أبناؤهم الذكور في باحات المساجد، وبعد أذان المغرب وأداء الصلاة يتوجه الجميع لتناول وجبة الإفطار في المنزل.
وتأتي السمبوسة، على رأس الأطعمة المقدمة، وكذلك اللحوح والهريس والثريد مع لحم الغنم، ويتبادل المسلمون أطباق الإفطار مع أقاربهم وأصدقائهم في رمضان، ويتناولون العصائر مع المعجنات، وتدور كؤوس الشاي والقهوة.
أما وجبة العشاء فتكون بعد صلاة التراويح، وهي عبارة عن الأرز والشعيرية والمكرونة (الباسطة) إضافة إلى شوربة المرق.
وأثناء شهر رمضان، يغيب السمك الذي يثري المائدة الجيبوتية طوال السنة، لاعتقادهم أن تناوله يسبب العطش خلال الصوم، لكن يتم تحضيره خلال يوم العيد بشكل كبير، بل يتسيد المائدة.
وفي وجبة السحور، يقدم خبز “الحاح” مرفوقًا بالعسل، وهو يشبه الكريب الفرنسي ويتكون من ماء وخميرة ودقيق، بينما يقدم يوم العيد بطريقة مختلفة، بحيث يدخل في مكوناته البصل، الثوم بالإضافة إلى الكركم، ويقدم صباح يوم العيد.
ومن أهم أطباق الحلو في رمضان، الـ”مخبزة” بضم الميم، أما الشاي فيتم تطييبه بإضافة أعواد القرفة والهيل. كما لا يستغني الناس عما يعرف بحلوى اللوز وحلوى أخرى تشبه الجيلي.
وتزدحم المساجد في جيبوتي بالمصلين للاستماع إلى شرح وتفسير القرآن الكريم وعندما يعلن عن موعد للدروس الدينية بعد صلاة العصر لا تجد أي شخص في الطرقات وتكون الدروس حول رمضان والصوم ومبطلاته.
أما مسجد الحمودي، فيعد أكبر المساجد في جيبوتي، وهو يستقبل أعدادًا كبيرة من المصلين وقت المغرب والتراويح، حيث يفضل الكثيرون الإفطار فيه ثم أداء صلاة المغرب هناك قبل العودة إلى بيوتهم. وتنقل الإذاعة أذان المغرب من مسجد الحمودي أكبر مساجد جمهورية جيبوتي.
ويعتبر شهر رمضان فرصة مهمة بالنسبة لوزارة الشؤون الإسلامية والثقافة والأوقاف لتفعيل دور الأئمة والعلماء والذين يقع على عاتقهم مسؤولية التبليغ وإصلاح حياة الناس الإيمانية والتربوية والعلمية، وإنشاء حلقات تحفيظ القرآن الكريم وبخاصة للصغار فضلًا عن إقامة دروس في العقيدة والسيرة والفقه في مختلف المساجد.
وتقيم وزارة الشؤون الإسلامية والثقافة والأوقاف، أيضًا خلال هذا الشهر مسابقة “جائزة رئيس الدولة” الإقليمية لحفظ القرآن الكريم وترتيله وتجويده والتي تجمع كوكبة من حفظة كتاب الله من دول الإقليم.
ويحيي المسلمون ليالي رمضان في جيبوتي بالدعاء والمدائح النبوية وقراءة سيرة السلف الصالح إلى جانب المواعظ الدينية التي يلقيها لحث الناس على الاغتنام من فضائل الشهر المعظم.
ومع اقتراب نهاية رمضان، يخرج المسلمون بزفة من مساجد عدة في كل حي من الأحياء، يودعون الشهر بقولهم “مودع مودع يا رمضان” ثم يجتمعون في ساحة الحي يدعون جميعاً ويبتهلون إلى الله بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفي نهاية الشهر يوزع المحسنون صدقاتهم وزكواتهم على الفقراء والمحتاجين كما هي فريضة الإسلام.
ويحرص المسلمون في جيبوتي على الخروج للمساجد خلال العشر الأواخر، للاعتكاف من الرجال ومعهم نسائهم بل والخدم في البيوت؛ حيث تكون المساجد مزدحمة ليتقربوا إلى الله ويطلبون مغفرته، ويحيي الجيبوتيون ليلة القدر في مصلى العيد ويعودون إلى بيوتهم بعد صلاة الفجر.