خلال ظهوره في برنامج ذات

علي عسيري يكشف تفاصيل احتجاز مسلح للسفير السعودي بصنعاء

الأربعاء ٢٩ مارس ٢٠٢٣ الساعة ١٠:١٧ مساءً
علي عسيري يكشف تفاصيل احتجاز مسلح للسفير السعودي بصنعاء
المواطن - فريق التحرير

كشف السفير السعودي السابق علي عسيري عن أحداث سياسية ومواقف عصيبة عاشها أثناء عمله في السلك الديبلوماسي، وعن حياته منذ الصغر والظروف الصعبة التي عاشها حتى حقق النجاح والوصول لمناصب عدة.

نقطة تحول بالصغر

وقال عسيري خلال ظهوره ببرنامج “ذات” على قناة “السعودية”، إنه وُلد في قرية تبعد عن مدينة أبها 18 كيلو مترًا، ومن أسرة تعمل في الفلاحة والزراعة، وكانت الحياة في حينها صعبة جدًا والطرق كانت قاسية، حيث عمل في الفلاحة في سن 4 سنوات، ولم يتمتع بالدلال في حينها، حيث يكلف الطفل بالعمل في وقت مبكر، وكانت الأمطار والخيرات، تدعم الفلاحين للعيش في القرى.

وأضاف: “عندما توفيت والدتي كنت طفلاً صغير ولم أستوعب حيث كنت في 7 سنوات من عمري، وخرجت والدتي لإعادة الحيوانات الى المكان التي تبيت فيها، وعند نزولها مع أحد السدود دهست ثعبانًا وقرصها، وفي حينها كانت طرق المواصلات صعبة ولم تكن هناك إمكانية لنقلها إلى أقرب مدينة وهي أبها، وبعد نقلها بعد 24 ساعة الى المستشفى وجدنا السم قد تمكن من جسمها وتوفيت وأعتبر هذه نقطة تحول في حياتي أنا وأختي الصغيرة، وأذكر كنت أذهب إلى منزل أمي وأبحث عنها حتى أغفو وأنام وكانوا يبحثون عني طوال النهار والليل ولا يجدوني إلا بجانب هذا البيت”.

دراسة صعبة

وتابع عسيري: “لم أكن أفكر في التعليم، ولكن كنت أحب تعلم القرآن الكريم والأمور الدينية، وعندما فتحت أول مدرسة تبعد عنا 3 كيلو مترات فقط فلم أفكر في الالتحاق لأن الطرق كانت وعرة، إضافة إلى مهام المزرعة ومسؤولياتها، وعن طريق الصدفة شاهدت كتاب الهجاء مع أحد الجيران، ولم يفارق تفكيري طوال الليل وفكرت بالالتحاق بالمدرسة، ولكن كيف أترك مسؤولياتي وأهرب للمدرسة، وبالفعل هربت متخفيًا من العائلة وذهبت للمدرسة وقدمت وحصلت على الكتب ورجعت للمنزل، وعند عودتي واجهتني العائلة بالرفض التام، وعاقبوني بمواصلة العمل بعد عودتي من المدرسة حتى أذهب للعمل في المزرعة واتابع مسؤولياتي ومهامي، واستمرت العائلة على رفضها، ورغم قسوة المعلمين استمريت بالدراسة في المرحلة الابتدائية حتى أعلن نجاحي في أحد الاحتفاليات في القرية بالصدفة عن طريق الإذاعة”.

وأشار إلى أنه بعد المرحلة الابتدائية قرر المغادرة إلى الرياض، “وهذا كان فراق بيني وبين العائلة، وكانت الفكرة صعبة جداً، وحصل نقاش كبير بهذا الخصوص وفي النهاية تمت الموافقة، لافتًا “كنت في 15 من عمري حينها، وبالفعل استخرج أبي لي حفيظة النفوس (الهوية الوطنية) وأعطاني 80 ريال في حينها وانطلقت في سيارة نقل استمر طريقي 4 ايام حتى وصلنا إلى الرياض، وواجهت أول صدمة حضارية في تاريخي عندما مكثنا في مقهى بداية مدينة الرياض وشاهدت التلفاز لأول مرة وكانت نقله نوعية في حياتي”.

اختلاف الثقافات

وأوضح أن أول راتب شهري حصل عليه 330 ريالًا، وسجل في المرحلة المتوسطة ليلي، ودخل في معهد لتعلم اللغة الانجليزية وكانت نقطة تحول في حياته المهنية، ودرس منهجًا ثانويًا أمريكيًا من خلال مدرسين خصوصيين، وطلب بعدها ابتعاثه، ولم يوفق، مضيفاً: “التحقت بمعهد الضباط وتخرجت وأصبحت مدرسًا في المعهد ومنها ابتعث إلى بريطانيا، وأذكر حينها عشت اختلاف الثقافات ومررت بتجارب متعددة، وفي وقتها كانت الأحداث تتواتر والتحديات كبيرة للدبلوماسيين، وكانت اغتيال الدبلوماسيين والتفجيرات منتشرة، وتم اختياري في الأمن الدبلوماسي ونقلي لووزارة الخارجية عام 1982، وكنت ضمن فريق التحقيق وممثلي الوزارة في اغتيال السفير السعودي في تايلند، ومكثنا في التحقيق 6 أشهر، وبعد عام أُغتيل سفير آخر وبنفس الأسلوب، وبعدها بعام اخر أُغتيل 3 دبلوماسيين بنفس الطريقة، وكان التحقيق معقد وطويل وله تداعيات حتى انتهى”.

تهديدات مستمرة

وقال عسيري في البرنامج: “أذكر قصة الرجل المسلح الذي احتجز السفير السعودي في صنعاء داخل مكتبه، حيث دخل السفارة بطريقة ذكية لم يتوقعها السفير ثم احتجزه وهو يحمل متفجرات وقنابل ثم طلب مطالب داخل الحكومة اليمنية، وليست من صلاحيتنا، وتواصلت مع السفير تلفونيًا وطلبت منه التواصل مع المسلح إنسانيًا وتطوير العلاقة معه حتى تنقذه الجهات الأمنية، وبالفعل تم التعامل حتى تدخلت قوات الصاعقة بالحيلة وقبضت عليه، كما عملت في باكستان وحينها أحداث 11 سبتمبر، وأذكر كنت أمارس رياضة تسلق الجبال، وجاء اتصال من زوجتي طلبت مني العودة إلى المنزل على الفور، وهذا ما حصل وما هي إلا ساعات حتى انتشرت الأخبار وقلقنا من هذه الأحداث كون القاعدة وطالبان قريبة منا جغرافيًا”.

ولفت إلى أنه انتقل للعمل في بيروت وحينها كانت سلسلة اغتيالات طالت مسؤولين وشخصيات دبلوماسية، وكان أحد المستهدفين، مما انعكس في التشديد في حمايته وأسرته، وكانت التهديدات مستمرة.

إقرأ المزيد