شدد على تعليم القرآن ودراسته

خطيب المسجد الحرام: ترقبوا ليلة القدر فهي هبة عظيمة في الشهر المبارك

الجمعة ٣١ مارس ٢٠٢٣ الساعة ١:٥٤ مساءً
خطيب المسجد الحرام: ترقبوا ليلة القدر فهي هبة عظيمة في الشهر المبارك
المواطن - فريق التحرير

أم الشيخ الدكتور ياسر الدوسري المصلين لأداء صلاة الجمعة في المسجد الحرام في ثاني جمعة في شهر رمضان الكريم.

وشدد الدوسري خلال خطبة الجمعة، بضرورة اغتنام شهر القرآن بالأعمال الصالحة ومضاعفة الصدقات، مضيفًا: ها قد شارف الثلث الأول من شهركم على انقضائه، والعاقل من شد العزم في إدراكه، فقد بقي ثلثان، لمن أراد المنى والفوز بالجنان، والترقي في مدارج الرضوان، والفوز بمغفرة الرحمن، والعتق من النيران، فاغتنموا ما تبقى من شهركم بأفعال الخير، وبادروا بالأعمال الصالحة، وسابقوا في السير، فيا هناء من استغل أيامه ولياليه في الأعمال الصالحة، فجد وشد وبالصيام والقيام جسده اشتد، وبالصدقات يده تمتد، فنال الخير والسعد، ويا لسعادة من عرف فضل زمانه، ومحى بدموعه وخضوعه صحائف عصيانه، وعظم خوفه فأقبل طائعًا يرجو عتق رقبته وفك رهانه.

ليلة القدر هبة من الرحمن

واستطرد: إن من أعظم خصائص شهر رمضان، من بين سائر الشهور، هو ذلك الحدث العظيم، الذي شرف الله به الشهر الكريم، ألا وهو نزول الذكر الحكيم، مستشهدًا بقول الله تعالى في سورة البقرة: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ”.

وأكمل: وقد جاء البيان القرآني، بأنه أنزل ليلة فقال تعالي، “إنا أنزلناه في ليلة مباركة”، ثم زاد الله البيان، فعين تلك الليلة فقال، “إنا أنزلناه في ليلة القدر”، فكان هذا التنزيل غاية في البيان وبراعة في التبيان، هيبة وجلال، منة عظيمة حبل من السماء قد مد، ونور عم الأرض ليهدي الناس، وعن الضلال يصد، إنها آية من آيات الربوبية، وهداية وبينات للبشرية، تشرف بها شهركم، مناسبة عظيم أمرها، عزيز قدرها، أرشدنا الله إليها لنعي ونفهم، ونتعرض لآثارها ونغنم.

وأردف: إن ميزان الهدى والفلاح والتقى والصلاح، هو ما كان عليه نبيكم عليه الصلاة والسلام، فقد كانت يداه تسابق في الجود الرياح، ففي الصحيحين، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه قال، جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة في رمضان، فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة”، مضيفًا: وهذا يدل على عظم المناسبة بين رمضان والقرآن أن جعل رمضان موسم لدراسة كلامه سبحانه.

وتابع الخطيب: عيشوا مع القرآن كما عاشوا مع القرآن في رمضان وفي سائر الزمان، واجتهدوا في ذلك، كل قدر طاقاته وحاله، فقد قال الإمام النووي رحمه الله، وأكثر العلماء، على أنه لا تقدير في عدد الختمات، وإنما هو بحسب النشاط والقوة، ويختلف ذلك باختلاف الأحوال، والأشخاص، مستطردًا، فاعمروا بالقرآن المساجد والدور، واملئوا بيه القلوب والصدور، وعلموه أبناءكم وأهليكم، لتضيء حياتكم وحياتهم بالنور.