وسط حضور صائمين من جنسيات مختلفة

المخيمات الرمضانية بجازان شاهد حي على نظام التكافل الاجتماعي

الأربعاء ٢٩ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٦:١٧ مساءً
المخيمات الرمضانية بجازان شاهد حي على نظام التكافل الاجتماعي
المواطن - واس

تجسد مخيمات الإفطار الرمضانية المنتشرة في منطقة جازان، التي تقدمها وتشرف عليها جمعيات الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات والجمعيات الخيرية بالمنطقة، إضافة إلى بعض المساجد خلال شهر رمضان، معاني البر والتكافل الاجتماعي الذي يتميز بها المجتمع السعودي، امتثالاً لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- “من فطَّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً”.

ويتوجه عدد من الصائمين من جنسيات مختلفة قبيل المغرب إلى تلك المخيمات وموائدها والتي يحرص القائمون على مخيمات إفطار الصائمين على تجهيز مقراتها بشكل مناسب ولائق لاستقبال الصائمين من خلال تجهيزها بوسائل التكييف والفرش المناسب، إلى جانب الاهتمام بالنظافة، لاستيعاب أكبر عدد من الصائمين، فضلاً عن إعداد سفرة الطعام بما لذ وطاب من أصناف الأكل والشرب، إذ لا تخلو موائد الإفطار من تمور وعصائر ومياه شرب، وألبان ومعجنات، إلى جانب الفواكه والشوربة، إضافة إلى الأرز والدجاج والقهوة والشاي، وغيرها من الأصناف.

ويصاحب مخيمات الإفطار تقديم برنامج دعوي وترفيهي للجاليات يضم محاضرات علمية وكلمات دعوية مترجمة بعدة لغات مختلفة بهدف تعليمهم الدين الإسلامي.

مشروع إفطار الصائم

ويعد مشروع إفطار الصائم الـ13، الذي تقيمه جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمحافظة بيش سنويًا خلال شهر رمضان المبارك، أحد أكبر مشروعات تفطير الصائمين بمنطقة جازان والذي يسعى إلى تعزيز دورها في خدمة الفرد والمجتمع وتحقيق المشاركة المجتمعية من خلال نشر ثقافة التطوع وفقًا لرؤية المملكة 2030.

وفي جولة لوكالة الأنباء السعودية ” واس ” في مخيم إفطار الجاليات ، الذي تقيمه الجمعية على طريق الرئيسي ببيش، التقت بالمشرف على المشروع محمد مشلوي الذي أوضح أن الجمعية هيأت موقع المخيم لاستقبال الصائمين، والذي يستقبل يومياً أكثر من 2000 صائم يمثلون جاليات عربية وإسلامية وغير إسلامية، مبيناً أن المشروع يشهد عقب الإفطار العديد من الدروس الرمضانية المصاحبة بلغات مختلفة، تشمل تعليم سورة الفاتحة وقصار السور، وتوزيع مواد دعوية على المشاركين من مختلف الجنسيات، وتنظيم مسابقات بين الجاليات لحفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ومسابقات ثقافية طيلة شهر رمضان المبارك ، بهدف توعيتهم وإرشادهم بأمور الدين.

وأشار إلى أن المشروع يتكون من عدة أقسام تستهدف من خلالها هذه الكوكبة الشبابية في شهر رمضان المبارك، مفيداً أن الجمعية ستقدم من خلال مشروعها لهذا العام 105 آلاف وجبة مقسمة على المسافرين والجاليات بموقع الإفطار الدعوي.

إجمالي المستفيدين

ولفت إلى أن الجمعية دأبت على تنظيم مشروع “إفطار صائم الدعوي” سنويًا، والذي انطلق عام 1431هـ، استثمارًا لروحانية الشهر الكريم، حيث بلغ إجمالي عدد المستفيدين خلال الـ 12 عامًا الماضية 504563 مستفيدًا من مختلف الجنسيات، فيما بلغ عدد إجمالي الداخلين في الإسلام منذ بدء تأسيس المشروع إلى الآن 318 مسلمًا جديدًا.

وبين أن الجمعية تخصص برامج نوعية للجاليات ضمن دورها في التعريف بالإسلام ودعوة غير المسلمين للدخول فيه وتعميق الأخوة بين المسلمين الجدد وتأهيلهم شرعيًا عبر برامج متنوعة، أثمرت خلال العام الماضي 2022 م – بفضل الله تعالى – في دخول 48 للإسلام ، فيما تضمنت برامج الجاليات الجولات الدعوية التي استفاد منها 4496 مستفيدًا ، وحلقة القرآن الكريم لـ 100 مستفيد ،إلى جانب 15642 مستفيداً عبر برامج الدعوة الإلكترونية من خلال دروس البث المباشر، وكذلك ترجمة خطبة الجمعة لـ 11240 مستفيدًا من الجاليات غير الناطقين باللغة العربية ، وتوزيع 83 مصحفًا و 263 مصحفًا بلغات مختلفة و519 كتابًا بمختلف اللغات و7525 وجبة للجاليات.

مخيمات الإفطار

من جانبه، أفاد المشرف الميداني زكريا هملان بأن مخيمات الإفطار في شهر “رمضان” تُعد من الظواهر الإيجابية، لاعتبارات شرعية واجتماعية ودعوية والتي تتجلى في كون الإفطار الجماعي ملتقى لأشخاص من جنسيات مختلفة، ولغات متعددة، ما يعزز الوحدة، ويبرز معاني الرحمة والتكافل الاجتماعي في الإسلام.

وأشار إلى أن مشاركة المتطوعين الذين يسهمون في تنفيذ المشروع طيلة أيام الشهر الفضيل بلغ عددهم هذا العام 150 متطوعًا من أبناء محافظة بيش وقراها يقومون بإعداد وجبات الإفطار للصائمين، حيث تستقبل 2000 شخص يومياً يتم تفطيرهم بمقر المشروع، إضافة إلى ما يقارب 1500 مسافر.

بدورهم، أثنى عدد من رواد مخيم الإفطار الذين التقت بهم “واس” على نوعية الوجبات التي تُقدّم في تلك المخيمات، والالتقاء بالكثير من الأصدقاء والأخوة إضافة إلى التعرف على أناس جدد ممن يرتادون تلك المخيمات، معبرين عن سعادتهم وسرورهم من ترحيب القائمين على المخيم بمرتاديه من دون تفرقة بين عربي وأعجمي، مشيدين بحسن التنظيم وجودة الوجبات الغذائية المقدمة للصائمين.